يستعد مركز المنار للبحوث و الدراسات و الترجمة بمدينة جيجل، و هو مؤسسة بحثية ثقافية يشرف عليها عدد من الأساتذة الجامعيين و المترجمين، لإطلاق فعاليات مؤتمر دولي محوره الكتابة و المنفى، و ذلك بمشاركة مخبر بحثي مغربي و مخبرين جزائريين من عنابة و الوادي، بمساهمة قسم اللغة العربية بجامعة جيجل.
 حسب الأساتذة منى بشلم، عضوة المركز، فإن باب استقبال طلبات المشاركة في المؤتمر لا يزال مفتوحا، أمام كل الراغبين في تقديم مداخلات ذات علاقة بموضوع الفعالية التي ستنطلق يوم 20 سبتمبر القادم، و تتواصل على مدار يومين، سيتم خلالهما مناقشة إشكالية الكتابة كحاجة إنسانية و شكل من أشكال العيش المشترك، فالمنفى، كما قالت، أحد المظاهر المرتبطة بفعل الكتابة منذ الأزل، وهو أحد الأقدار التي تدعو إلى الكتابة وتحرض عليها في محاولة لتحقيق الانسجام مع كيانات سوسيوـ ثقافية إيكولوجية جديدة، وقد امتص الأدب هذه الموارد وانغرس فيها، فأنتج مدونات أدبية تضم شتى الإشكالات.
كما أن الرواية خاصة، تبلورت من داخل إشكالات المنفى و الهوية و الذات و الأنا و الآخر، متجلية، وفق طرائق سردية تخييلية وجماليات متنوعة ومتعددة، لذلك جاء اختيار إشكالية الكتابة والمنفى كعنوان لفعاليات المؤتمر، على اعتبار  أن موضوع المنفى في الكتابة الإبداعية موضوع قديم و جديد و متجدد، يقدم لنا اليوم تحت مسميات متعددة، مثل أدب الشتات و أدب الهجرة و أدب المهجر، وغيرها من التسميات التي تدل على الانشغالات الأدبية بقضايا الاقتلاع، والإزاحة والاغتراب والاستيعاب والاندماج والبحث عن موطئ قدم في الوطن الجديد، و الحنين المزمن إلى الوطن القديم.
من المقرر أن يتناول المتدخلون في الملتقى، عددا من المحاور، من بينها هوية و جوهر كتابات المنفى و تمثيل المنفى و تخييله و كتابات المنفى وصراع الهويات، بالإضافة إلى محور التيمات الخالصة بكتابات المنفى و إشكالية اللغة في كتابات المنفى و أثر المنفى في جماليات النص الأدبي، و كذا موضوع رهانات تلقي كتابات المنفى بين القارئ» الغريب» و القارئ الأصلي.
 يذكر أن مركز المنار للبحوث و الدراسات و الترجمة، سبق له وأن نظم عددا من الندوات الفكرية و الأدبية المحلية و الوطنية، بالإضافة إلى  مؤتمرات دولية و مغاربية، آخرها لقاء دولي حمل موضوع الأدب الجزائري في ميزان النقد العربي، كما صدرت عن ذات المؤسسة كتب بحثية و  نقدية أبرزها كتاب  «مواهب الكافي على التّبر الصّافي في نظم كتاب المسمى بالكافي في علمي العروض والقوافي»، و كتاب « كاملات عقل و دين – مقالات مترجمة حول النسوية الإسلامية، ترجمة الأستاذة الدكتورة مديحة عتيق»، وهو عبارة عن مجموعة مقالات متنوعة لكتاب مختلفين تجمعهم فكرة التعريف بالنسوية الإسلامية، بوصفها حركة معرفية حديثة تسعى إلى تفعيل حقوق المرأة داخل الإطار الإسلامي من خلال استنطاق النصوص المقدسة، و إعادة قراءتها من منظور نسوي، بعيدا عن التأويل الذكوري الذي ساد كُتُبَ التفاسير و الفقه و الحديث منذ وفاة النبي عليه الصلاة والسلام.
الإصدار يهدف إلى توضيح العلاقات بين النساء و الرجال في إطار ديني صحيح و عادل، علما أنه موضوع جديد على الأقلّ في الثقافة الجزائرية، و الكتابات عنه بالعربية قليلة جدًّا، عكس اللغة الإنجليزية التي تتوفر بها العشرات من الدراسات التي تحتاج إلى جهود جماعية لترجمتها إلى العربية.
هدى طابي

الرجوع إلى الأعلى