الموت يُغيّب الشـــاعر العربي سعدي يوسف
توفي أوّل أمس السبت، بالعاصمة البريطانية، الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف، عن عمر ناهز 87 عامًا، بعد معاناة مع مرض عضال في سنواته الأخيرة.
الراحل من مواليد البصرة عام 1934، تخرج من دار المعلمين العالية ببغداد 1954، وحصل على «ليسانس شرف في آداب العربية»، وعمل في التدريس والصحافة الثقافية.
اِنضم في بداية شبابه إلى الحزب الشيوعي العراقي، دخل السجن عدة مرات، وفي منتصف الخمسينيات سافر إلى موسكو لحضور منتدى شبابي جعل عودته إلى العراق خطراً ، مِمَا أدى به إلى الاِنتقال إلى الكويت حيث درس لمدة عامين.
عاد بعدها إلى العراق خلال ثورة 1958، وفي العام 1963 سجنه البعثيون عندما استولوا على السلطة، وبعد إطلاق سراحه سنة 1964 قصد الجزائر، في إطار البعثة التعليمية العراقية بالجزائر، وتمّ توجيهه إلى مدينة سيدي بلعباس ليعمل في التدريس في هذه المدينة لعدة سنوات، إلى غاية بداية السبعينيات (1964/1971)، ليعود بعدها إلى العراق، في أوائل الثمانينيات، ثم غادره عندما وصل صدام حسين إلى السلطة.
وجد الفقيد نفسه يتنقل بين دمشق وبيروت، ثم قبرص واليمن وعمان، وتونس بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، توجه إلى باريس و أقام هناك من 1993 إلى غاية  1999 .
وفي نهاية العام 1999 اِنتقل إلى لندن، حيث عاش بقية حياته، حتّى وفاته، رافضًا العودة إلى العراق.
الراحل عمل أيضا عضوا في مجالس العديد من المؤسسات الثقافية العربية والعالمية،  منها هيئة تحرير «الثقافة الجديدة»، و  الهيئة الاِستشارية لـمجلة «نادي القلم الدولي».
«الشيوعي الأخير» كما يُلقبه الوسط الأدبي العربي، وكما جاء في قصيدة له تحمل العنوان نفسه، له مجموعة من الإصدارات، منها أكثر من 40 كتابًا في الشِّعر، وكان ديوانه الأوّل قد صدر بعنوان «القرصان» عام 1952، وانتهى بمجموعة «صلاة الوثني» عام 2004. كما له إصدارات وإسهامات كثيرة في الترجمة، إذ ترجم أكثر من 10 كُتب شعرية لأدباء عالميين بدأها بـ»أوراق العشب» لوالت ويتمان عام 1979، وانتهى بـ»حليب مُراق» لسارة ماغواير عام 2003.
وله أيضا أكثر من 14 ترجمة لروايات عالمية ، بدأها برواية «تويجات الدم» لنغوجي واثيونغو عام 1982 وانتهى بــ:»في بلاد حرة» لنايبول، فضلاً عن مجموعة كتب في غير الشِّعر،   و ترجمت كتبه إلى الإنجليزية والإيطالية والألمانية.
نال الشاعر عدة جوائز عربية ودولية في الشِّعر، منها الجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافيس من الجمعية الهلّينية باليونان. وفي العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلف أجنبي.             نـوّارة لـحـرش

الرجوع إلى الأعلى