أوصى المشاركون في الملتقى الدولي الافتراضي الذي نظمه في نهاية الأسبوع، معهد الآداب واللغات  بالمركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف بميلة، بالاشتراك مع مخبر اللغة وتحليل الخطاب لجامعة محمد الصديق بن يحيى بجيجل، تحت عنوان « التعليم العالي ، التوجهات ، الاستراتيجيات ، والآفاق »،  بالمزج بين التعليم الحضوري و التعليم عن بعد ، دون أن يكون الثاني بديلا للأول ، و بضرورة تكثيف البرمجيات والأرضيات الإلكترونية، لتتناسب مع الوسائل التكنولوجية التي يمتلكها الطلبة ، وكذا تعزيز المنظومة القانونية التي تحمي الملكية الفكرية ، وبناء هياكل قاعدية خاصة بالبحث العلمي و دعمه وتشجيعه بما يلزم ماديا ومعنويا.
خلال الملتقى الذي نظم على مدار يومين، أكد رئيس مخبر اللغة وتحليل الخطاب بجامعة محمد الصديق بن يحيى بجيجل، الدكتور عبد الحميد بوكعباش في مداخلته، ، بأنه لا بحث علمي ، ولا إبداع ، ولا تطور تكنولوجي ، دون إتقان لغوي ، مضيفا أننا في الجزائر لم نتفق لحد الساعة على اللغة التي علينا تعلمها و تعليمها ، مشددا بأنه لا يمكن الوصول لأي تصور علمي دون تصور لغوي ، معتبرا اللغة العربية و طرائق التدريس بها ، لا يمكن فصلها عن البحث العلمي في جميع موضوعات العلم والمعرفة.
و أضاف الدكتور بوكعباش بأن بحوث مخابر اللسانيات، تؤكد أنه لا يمكن تحقيق تنمية وطنية ، دون تنمية لغوية ، لذلك يعمل مخبر اللغة و تحليل الخطاب بجامعة جيجل، على السير في منهج  تعزيز التكوين اللغوي قبل الجامعي،  و ختم محاضرته بالتأكيد بأن الوصول إلى العالمية، يشترط استيعاب اللغات المتكلم بها عالميا و النشر بها ، لكن هذا الشرط يتحقق فقط بتعزيز الخصوصية الوطنية من خلال التحكم في اللغة الوطنية (العربية) والاعتزاز بالانتماء لحضارة الوطن و تاريخه كما قال.
و أفاد مدير المركز الجامعي لميلة البروفسور عميروش بوالشلاغم في كلمته عند افتتاح الملتقى، أن نظام التعليم العالي بالجزائر، عرف تطورا ملحوظا ، غير أن هذا التطوّر بات يواجه اليوم تحديات كبيرة، ستزداد وطأتها في قادم السنين ، وتتمثل هذه التحديات، في ضمان جودة التعليم والتكوين ، جودة البحث العلمي و الحكامة في التسيير والرقمنة ، ضمان تشغيل الخريجين ، ضمان تعزيز انفتاح الجامعة على محيطها المحلي والدولي ، و كذا أخلقة الحياة الجامعية ، وهي تحديات تتطلّب من كل الفاعلين في الأسرة الجامعية و العلمية، العمل على بلورة رؤى إصلاحية متكاملة، كفيلة ببعث ديناميكية جديدة في مجال تكوين الكفاءات عالية التأهيل فائقة المهارة ، وجعل جامعة الغد قادرة بالفعل على مسايرة التحوّلات الجارية ، و مستعدة للاستجابة لمتطلبات المهن المستحدثة والمهارات الجديدة ، و التّساوق مع عالم بات التّغيُّر المستمر ميزته الأساسية.
إبراهيم شليغم

الرجوع إلى الأعلى