- خيطانا - .. تمثيلية موسيقية تمزج بين السينما و المسرح
كشف الممثل و المخرج المسرحي هادي قيرة، للنصر، أنه سيقدم قريبا تمثيلية موسيقية جديدة عنوانها «خيطانا»، و يمزج عبر  لوحاتها الفنية   التي  تعتمد  على  لغة الموسيقى و لغة الجسد، بين الخيال و الواقع و بين فن المسرح و السينما، كما قال للنصر، مشيرا إلى أنه ألف و أخرج، قبل سنتين، «كادافر»، وهي تمثيلية موسيقية حققت نجاحا مدويا خلال عرضها الشرفي بالمسرح الجهوي لقسنطينة، و  كذا في حفل اختتام الطبعة 13  للمهرجان   الوطني  للمسرح المحترف.

الفنان أوضح بأنه كان يعتزم في البداية المشاركة بالعمل في  الأيام  الوطنية للبونتوميم (فن المسرح الصامت) الذي كان من المقرر تنظيمه بين 23 و 28  أكتوبر الفارط، بالشلف من قبل الجمعية الثقافية الولائية دموع الفرح، بإشراف مديرية الثقافة و  الفنون للولاية، لكن تم تأجيله، ما جعله يجري بعض التعديلات على  لوحات التمثيلية الموسيقية الجديدة، و يواصل التدريبات و يكثفها، ليقدم  عرضها الأول الشرفي في ديسمبر المقبل، بقسنطينة أو العاصمة.
الطبيب البيطري و المخرج المسرحي هادي قيرة، قال للنصر، بأن فكرة العمل الجديد راودته منذ حوالي أربعة أشهر، و شرع في بلورتها، إلى أن أخذت شكلها الأخير ، و هو عبارة عن لوحات كوريغرافية منسجمة و متكاملة،  تعتمد على لغة الموسيقى و لغة الجسد، دون إدخال لغة الحوار، مع استخدام تقنيات المسرح و تقنيات سينمائية متطورة، مثل التقنية ثلاثية الأبعاد و تقنية «4 كا » و غيرها ، و المزج بين الخيال و الواقع، في توليفة مؤثرة و مثيرة، تعزف على أوتار الفرجة و الإبهار و الأحاسيس المرهفة، لجذب المتفرجين و تمرير رسائل مفادها أن الخيال ليس له حدود، و لا يوجد حلم ممنوع.
عن قصة التمثيلية الموسيقية، قال المخرج أنها تدور حول فنان تشكيلي، يقضي وقته في رسم بورتريه لشابة غجرية جميلة، و من هنا استلهم المخرج عنوان العمل، و هو «خيطانا»، أي الغجرية، و عندما ينتهي من رسم البورتريه، و يضع اللمسات الأخيرة عليه، يشعر بوخز في القلب، فقد غمره شعور بالإعجاب و العشق لسيدة اللوحة، و تخيلها تبادله المشاعر و تراقصه.
و عندما ينام الفنان، تخترق الشابة الأنيقة ذات الثوب الأحمر و الأسود اللوحة، و تخرج من عالم الخيال، إلى عالم الواقع، و تترك العنان لجسدها، ليتحرك و يتمايل و يرقص، مشكلة لوحة كوريغرافية ساحرة، و يلتقي الفنان التشكيلي بالراقصة المبدعة، فيصاب بالذهول و الانبهار في آن واحد، و في لحظات عشق و رومانسية و جنون، يقرر العاشق أن يرافق معشوقته إلى عالمها، عندما تلج اللوحة الفاصلة بين عالمين.
و هنا يستخدم المخرج تقنيات السينما، ليبرز عالما خياليا سحريا، بألوانه و أشكاله، و نباتاته و حيواناته، و يتمنى الرسام أن يمكث بهذا العالم مع حبيبته، لكنه يدرك أن رجلا  آخر هناك مصمم على أن يتزوجها، فتبرز عقدة العرض في شكل صراع  بينهما، و تتوقع قارئة الطالع أن يتعرض الفنان إلى عدة مخاطر، فينتقل عبر اللوحة رفقة حبيبته إلى عالم الواقع، بعد أن تعلم أشياء كثيرة في عالمها، و يظل الحبيبان  يتنقلان بين العالمين، إلى أن يأتي اليوم الذي تذهب الغجرية دون رجعة،  و لا يستطيع الالتحاق بها.. فيحاول الانتحار لأنه لا يستطيع التكيف مع واقعه..و تنقذه ممرضة.. ليكتشف المتفرجون أن الفنان الشاب مريض عقليا، يتابع علاجه في مصحة عقلية..
أوضح المخرج و مؤلف «خيطانا» هادي قيرة أنه تقمص دورا شخصيا في التمثيلية، و هو دور ممرض ، و أسند الدوران الرئيسيان لوجهين جديدين واعدين، هما هشام حداد و ملاك عابد، مشيرا إلى أن ملاك هي التي صممت اللوحات الكوريغرافية.
أضاف المتحدث ، بأنه بصدد إتمام التدريبات، بمعية فريق العمل، في فضاء بمقر الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة،  مشيرا إلى أن مدير الديوان هو الذي أتاح له فرصة التدرب بهذا الفضاء، بعد تسجيل التمثيلية ضمن  المصنفات  الفكرية، متقدما بخالص   شكره و امتنانه  له على التشجيع و التسهيلات، و يتمنى أن تنال إعجاب المتفرجين، باعتبارها ثاني تمثيلية موسيقية ببلادنا من إنجازه، بعد «كادافر».
إلهام طالب

الرجوع إلى الأعلى