رحيل العربي غزال أحد أعمدة الطـــــــــــــرب القسنطينـــــي
فقدت، مساء اليوم، الساحة الفنية القسنطينية أحد أعمدة فنها، ومؤسس جمعية بيت المالوف، العربي غزال، بعد صراع مع المرض، تاركا إرثا موسيقيا وثّقه في عديد الألبومات الغنائية.

واشتهر الفنان الراحل بآداء أغاني قسنطينية تراثية وتلحين قصائد بمختلف طبوع المالوف، أخرها قصيدة “المكنسية» والتي لحنها بعشرة طبوع موسيقية، وتعد أول قصيدة في العالم العربي تحتوي على عشرة طبوع غنائية، حيث لحن كل بيت بطابع موسيقي خاص نذكر منها طابع «الذيل، الحسين الزيدان، السيكة ورمل المايا»، وقد أهداها لجمعية محبي الفن وروح شيخها عبد القادر تومي. كما لحن مؤخرا قصيدة بعنوان “البلاء في الخلطة والربح في الاعتزال” والتي تحتوي على سبعة أبيات وقد لحنها بسبعة طبوع، إذ كان يختار قصائد لم يسبق تلحينها على الطريقة القسنطينية، وكان بصدد تلحين ثالث أغنية، كشف عنها للنصر وهي قصيدة للشاعر النجار بعنوان «سير يا ناكر الإحسان».  كما كان الراحل يفضل قضاء معظم وقته في التلحين الموسيقي حيث كان يعد عوده أنيسه الدائم كما سبق وكشف للنصر، وكان حريصا من خلال جمعيته بيت المالوف على تنظيم قعدات فنية وتراثية أصيلة، للم شمل أبناء المدينة من الفنانين والمثقفين، وإحياء التراث الفني القسنطيني ونقله للأجيال الصاعدة، وتكريم أبرز الوجوه الفنية التي كان يستضيفها، وقد كان يحضر لتسجيل كل اللقاءات في أقراص مضغوطة، وإصدار مجلة توثق لكل نشاطات بيت المالوف، كما كان من بين رهاناته تأسيس أوركستــرا المدينــة وتوثيــق التراث، غير أن القدر شاء أن يغادرنا دون تحقيق ذلك.
وقد وجه في آخر حواراته للنصر دعوة للمثقفين والفنانين إلى الالتفاف حول بيت المالوف وتوحيد الجهود وترك الخلافات جانبا للارتقاء بفنها واستخراج كنوزها الدفينة.
للإشارة فقد وجهت وزيرة الثقافة في 14 أفريل الجاري تعاليمات بالتكفل العاجل بالفنان العربي غزال على مستوى مستشفيي مصطفى باشا أوبني مسوس بالعاصمة، كما أمرت إدارة الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، باتخاذ الإجراءات الخاصة بنقله إلى الجزائر العاصمة، وتوفير جميع التسهيلات والعناية الضرورية غير أن حالة العربي غزال كانت تستدعي التريث قبل نقله وفق ما أوصى به أطباء بالمستشفى الجامعي بقسنطينة أين كان يخضع لمتابعة طبية مشددة.
 و قد أكد مدير الثقافة لولاية قسنطينة عريبي زيتوني في اتصال بالنصر، أنه كان يتابع حالته عن بعد مع الفريق الطبي المشرف، و التي كانت في تحسن وكان يتجاوب مع العلاج، غير أن وضعه تعقد بشكل مفاجئ في 24 ساعة الأخيرة.                                  أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى