29 فيلما من 24 دولة تتنافس على جوائز مهرجان إمدغاسن السينمائي

افتتحت ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء،  بمسرح باتنة الجهوي الدكتور صالح لمباركية، الطبعة الثانية من مهرجان إمدغاسن السينمائي ، تحت إشراف وزيرة الثقافة صورية مولوجي، بحضور باقة من نجوم الفن من سوريا و الجزائر و مصر.

يـاسين عبوبو

حفل الافتتاح الذي أشرفت عليه وزيرة الثقافة، و حضره مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالثقافة والسمعي البصري و السلطات الولائية، تضمن تكريم ضيوف شرف الطبعة الثانية من المهرجان، الذي تتواصل فعالياته على مدار خمسة أيام بباتنة، و يتقدمهم نجما سلسلة «باب الحارة» و أعمال سورية عديدة، لطالما استمتع المشاهد الجزائري بمتابعتها، و هما عباس نوري و نزار أبو حجر، كما تم تكريم الفنان الكوميدي المصري أحمد بدير، إلى جانب أبرز الوجوه الفنية الجزائرية، على غرار المخرج أحمد راشدي، و الممثلين أحمد بن عيسى و حسان كشاش، و الممثلتين بيونة و ليديا لعريني و غيرهم.
و قد استقطبت ساحة المسرح الجهوي بباتنة التي تزينت بوشاح البساط الفني الأحمر، جمهورا غفيرا قبيل انطلاق حفل الافتتاح، و مرور ضيوف مهرجان إمدغاسن السينمائي، لالتقاط صورهم و الترحيب بهم بالأهازيج و الهتافات، وسط أجواء بهيجة عمَت بوسط مدينة باتنة. و بعد استقبال الضيوف، ألقت وزيرة الثقافة صورية مولوجي، كلمة بالمناسبة، و كشفت عن رفع التجميد عن مشروع إعادة ترميم المسرح الجهوي بباتنة، و أعلنت بعد ذلك الفنانة مليكة بلباي عن الانطلاق الرسمي لفعاليات الطبعة الثانية من مهرجان إمدغاسن السينمائي. و قد عبَر الفنانون الحاضرون، عن سعادتهم بالمشاركة في هذه التظاهرة الفنية.

* محافظ مهرجان إمدغاسن  عصام تاعشيت
المهرجان مناسبة لتكريم الفنان و بعث السينما
أكد محافظ مهرجان إمدغاسن السينمائي للفيلم القصير، عصام تاعشيت، في ندوة صحفية بمناسبة انطلاق طبعته الثانية ، بأن التظاهرة مناسبة لتكريم الفنانين الجزائريين، وكذا مشاهير السينما العربية و الدولية، كما أنه فرصة لبعث السينما و إفساح المجال للشباب للمشاركة بأعمال سينمائية و تشجيعهم على الإبداع، كاشفا عن استقبال 2283 فيلما قصيرا من 109 دولة من مختلف بلدان العالم، منذ فتح التسجيلات للمشاركة في المهرجان، ابتداء من شهر أفريل إلى غاية شهر ديسمبر من السنة الماضية.

و أوضح محافظ المهرجان، بأن اللجنة المختصة قامت بانتقاء 29 فيلما من 24 دولة، و تشهد الطبعة الثانية مشاركة قياسية للأفلام، مقارنة بالطبعة الأولى، مؤكدا أن المهرجان سيفسح مجالا أكبر للإبداع في طبعاته المقبلة، وكشف في سياق متصل، عن فتح أربع ورشات خلال التظاهرة، حول الإخراج والتصوير السينمائيين، والتمثيل وكذا ورشة تفتح لأول مرة، مخصصة لصناعة أفلام الرسوم المتحركة.
و أضاف عصام تاعشيت، بأن المهرجان يهدف أساسا إلى تشجيع الفن السينمائي، لكنه يهدف أيضاإلى الترويج السياحي لمنطقة الأوراس، لما تزخر به من مواقع سياحية طبيعية، و أثرية وتاريخية، في مقدمتها ضريح إمدغاسن النوميدي، الذي يعود تاريخه إلى عدة قرون قبل الميلاد، مؤكدا بأن الفن، يعد أفضل وسيلة للترويج السياحي عن طريق الفنانين.
و تطرق أيضا محافظ المهرجان إلى وضعية مطار مصطفى بن بولعيد الدولي، معربا عن أسفه لما يعرفه من ركود، حيث اضطر إلى استقبال فنانين من ضيوف المهرجان قدموا من خارج الوطن، بالتنقل برا إلى الجزائر العاصمة أو قسنطينة، و طلب من المسؤولين تسخير قاعة مناسبة في المستقبل للعروض الخاصة بالمهرجان، ليتمكن أكبر عدد ممكن من الجمهور من الحضور لمتابعتها، مشيرا إلى أن القاعة الخاصة بالمسرح الجهوي، لا تتسع حاليا لاستقبال عدد كبير من المتابعين.

قالوا عن المهرجان

* الفنانة بيونة
مسرورة بمشاركتي  و سأعود بقوة إلى الساحة الفنية
أعربت الفنانة الجزائرية بيونة، على هامش الطبعة الثانية من مهرجان إمدغاسن السينمائي، عن فرحتها بالمشاركة في التظاهرة التي قالت بأنها لا توصف، خاصة وأنها تعد أول مشاركة لها منذ عودتها من ديار الغربة.
وأكدت بيونة في ندوة صحفية، بأنها لا تزال مفعمة بالحيوية و الحماس للعطاء الفني، داعية بالمناسبة الفنانين الجزائريين، للتشمير عن سواعدهم لتقديم أفضل ما عندهم للفن، وأضافت بأن الفن الجزائري مصدر فخر  و اعتزاز، لما تتمتع به الجزائر من زخم تراثي موزع عبر مختلف أرجاء الوطن، يمكن استغلاله لإنجاز الكثير من الأعمال الفنية الجميلة.

بيونة التي دافعت عن الفن الجزائري، تطرقت إلى طابع الراي الذي قالت بأنه جزائري بحت، تمتد جذوره إلى شيوخ البدوي، واستطاع أن يصل العالمية، و قد حاولت جهة معين السطو عليه ونسبه إليها، وأضافت بأنه من الضروري  حماية الفن و أهله، و الاستمرار في العطاء والارتقاء بالفنون الجزائرية .
و قالت بيونة، بأنه على الرغم من تكريمها عديد المرات خارج الوطن، إلا أن تكريمها في الجزائر، يعني لها الكثير، معربة عن أسفها لحال فنانين يتنفسون الفن كالأوكسجين، إلا أنهم يعانون من الحرمان و لم تمنح لهم الفرص للعمل، داعية إلى مساعدة المنتجين و المخرجين السينمائيين، للارتقاء بالفن الجزائري.

* الفنان السوري عباس نوري
الجزائر بتاريخها العريق ترتبط بذاكرة السوريين
قال الفنان السوري عباس نوري، الذي تقمص شخصية «أبو عصام» ، في سلسلة «باب الحارة» التلفزيونية، التي حظيت بأعلى نسب المشاهدة بالجزائر والوطن العربي، بأن تواجده بالجزائر، شرف كبير له.
و أكد في ندوة صحفية على هامش انطلاق فعاليات مهرجان إمدغاسن، بأن الجزائر لطالما احتلت الصدارة في الموقف الوطني و المعرفي على كل المستويات، و التاريخ العريق للجزائر يرتبط بذاكرة السوريين، كما قال، و على الجزائريين كتابته و تخليده.

و أضاف بأن تواجده حاليا بالجزائر، من أجل المساهمة في إنجاح مهرجان إمدغاسن، و دعمه، و اعتبر تنظيم الطبعة الثانية، دليلا على نجاح الأولى و تأكيدا على فعالية المهرجان، وأثنى من جهة أخرى، على تجاوب وزارة الثقافة الجزائرية مع الاقتراحات الفنية، وقال بأن الشباب الجزائري محظوظ بتفهم و دعم السلطات، و تقبل مطالبهم التي عبروا عنها بكل حرية.
و ذكر عباس نوري، بأن الفنان و المثقف يصطدم عموما بمشاكل في التعبير عن مواطنته من خلال إنتاجاته الفنية و الأدبية التي قد تصطدم بعقليات السلطة، معتبرا تفهم السلطة الجزائرية و دعمها مشجعا للشباب. وكشف الفنان السوري من جهة أخرى، بأنه يحضر فعاليات المهرجان، لمتابعة أيضا مشاركة ابنه بفيلم قصير، مشيرا إلى أن الأفلام القصيرة تفرض نفسها في عصر السرعة والإنترنت الفسيح و الممتد، خاصة و أنها تعتمد على تقبل المشاهد للتلميح وليس التصريح، معربا عن أمنيته بأن يتم تجسيد أعمال مشتركة بين سوريا والجزائر في المستقبل.

* الفنان السوري نزار أبو حجر
اللهجة الجزائرية مفهومة والإنتاج السينمائي سيكون بديلا للمسلسلات
اعتبر الفنان السوري نزار أبو حجر، الذي حل ضيفا على مهرجان إمدغاسن للفيلم السينمائي القصير في طبعته الثانية، بأن اللهجة الجزائرية مفهومة، ولا تحتاج إلى دبلجة، وأرجع انتشار الأعمال الفنية السورية عربيا، إلى جودتها و ملئها فراغ سيطرة أعمال رديئة، ينفر المشاهد العربي منها .

وأكد الفنان في ندوة صحفية، بأن مجال حرية التعبير في الأعمال الدرامية السورية مفتوح وغير مقيد، و أرجع غزارة الإنتاج الدرامي السوري، على الرغم من ظروف الحرب التي مرت بها بلاده، إلى الإرادة و الاستمرارية.
و في حديثه عن الظروف التي كانوا يعملون فيها، قال الممثل أن تصوير الأعمال كان يتم تحت قصف القذائف، و رغم اضطرارهم للاختباء، إلا أنهم واصلوا العمل و هذا سر نجاح أعمالهم برأيه.
و أردف بأن السينما السورية بصدد النهوض بفضل كوادر شابة ناشئة، و كذا المساعدة الحكومية، و يرى بأن الإنتاج السينمائي في ظل استعمال الإنترنت التي توفر فضاء للتواصل والعرض السريع، بات بديلا للمسلسلات التلفزيونية التقليدية.

الرجوع إلى الأعلى