رشيدة محمدي
أُصابِحُ وَحْديَّ شَمْسًا مَكْشوفَةَ الْكَتِفِ
صَمْتِيَّ الْأَسْوَدَ
جُرْعَةَ رَضيعٍ زائِدَةً مِنَ الْيُتْمِ
أُعانِقُ غابَةً ًمِنْ غِيَّابِكَ عَلى جَسَدِ فِراشيَّ
أَسْتَشيرُ جَوْقَةَ َالصَّقيعِ عَنْ حُمَّاكَ في نارِ اللَّوْزِ
حِبالُ مَطَرٍ في الْخارِجِ
وَكُلُّ شيء في الشَّارِعِ فارِعٌ غَنِيٌّ فٌوِيٌّ
وبشيء مِنَ الْحِكْمَةِ يَنْقُصُهُ شيئًا
شاراتُ مُرورٍ لا تَمُرُّ
بَشَرٌ شَجَرٌ عَلى مِنَصَّةِ الْأَرْضِ حَيارى لتَأّخُّرِ الْأَمْسِ بِالْأَحْلامِ
لحُضورِ سَلَّةِ الْقَلَقِ مُعَلَّقَةً في عُنُقِ الْأِيَّامِ
رَمادانِ مُتَواضِعانِ
أَنا وَ أَنْتَ مَلاكانِ جائِعانِ يَغارانِ يَذْبُلانِ يَحْلُمانِ
لَديْنا أَوْرِدَةٌ وَ لاَ وَرْدَ لَنا
لَدَيْنا اسْمٌ لا يُزَعْزِعُ شَعْرَةً عابِرةً
لَدَيْنا مِعْطَفٌ أَحْمَرٌ مَنْسيٌّ هارِبٌ مِنَ الشَّكِّ
لَديْنا أُهْزوجَةٌ تتجاهَلُ الشُّعَراءَ..
تُهَرِّبُ الْأَشْعارَ إِلى زِلْزالِ دَمْعَةٍ تّذْرِفُ الْأَماكِنَ بِأَفْدَحِ الْأَضْرارِ لِأَسْرارِنا مَعَ الْجوعِ
وَ لَدَيْنا مَشْروعانِ/ أَنْتَ لا تُريدُ النَّوْمَ وَحْدَكَ/ وَ أَنا معك أُريدُ أن أَنامْ.
خُبْزٌ يابِسٌ
حَساءٌ تَبَخَّرَتْ كُحولُ نَبيذهِ الْأَبْيَضَ وَ أَنا أُعِدُّهُ اسْتَعْداداً لَكَ
دِبْسُ رُمَّانٍ.. بَعْضُ ما نَتنساهُ عَمْداً في الثَّلَّاجَةِ لِتَدْفِئَةِ الْقَلْبِ
بُطْءُ الْبَرْدِ في غُرْفَةِ النَّوْمِ يُحّذِرُني مِنَ الْبقاءِ في وَحيدَةً
وَ الْبَيْتُ قُطْبٌ جَنوبيٌّ
تَوَسُّلٌ أَمْلَسُ لِاقْتِرابيَ مِنْ قَدَمَيْكَ الْمَدْسوسَتَيْنِ في جَوْرَبِ صوفٍ هالِكٍ
هِيَّ كَلُّ حِصَّتي مِن تَشَرُّدِ الْفراشِ الَّذي أَرْسُمُهُ عَلى أَظافِرِكَ بِادعاءٍ ناعِمٍ لِلتَسْلِيَّةِ
أُنَظِّفُهُمْ بِحَذَرِ النّمْلِ وَ أُنَقِّيهِمُ بِإِتْقانِ الْأُمَّهاتِ
كُلُّ شيء في مَكانِهِ عَلى حَقٍ
الْحِرْمانُ الَّذي في عَيْنيْكَ تَسْهيلاً لِمَوْتيَ بِهِما
مُعْجِزَةُ احْتِفائنا الْوَثَنِيِّ بِالْقبُلاتِ الْمَسْروقَةِ في فاييكاسْ 1
حِبْرٌ صينيٌّ يُوَشِّمُكَ عَلى أَنْسِجَتي ..
وَ أَنْتَ تَعْبُرُ عَلى جِلْديَ بِزِئْبَقِ أّصابِعكَ
و تَطْلي قارِبي بِزَيْتٍ زَيْتونُهُ مِنْ مُقَلِ عُيُّوني
لَكِنَّني لا أَعْرِفُ شَيْئاً عَنِ الصَّباحِ إِلَّا بِوَضْعِكَ كاراميلَّا قُبْلَتِكَ في فَمي
وَلا يهُمُّني أنْ أَعْرِفَ مَتى نُصْبِحُ جَديرَيْنِ بِمِئَةِ عِطْرٍ وَ إِبْريلْ؟
أَوْ مَتى نُصْبِحُ جَديرَيْنِ بِاهْتِمامِ الشَّمْعَةِ الْبِكْرِ... بتِشْرينْ؟
كُلُّ شيء تابوتٌ ساكِنٌ ومُؤَدَّبٌ
حَقيبَةٌ مَتْروكَةٌ لِمُسْتَحْضَراتِ الصَّبْرِ وَ التَّجْميلِ
نَقَّالِيِ الْمُفَيْرَسُ بِقائِمَةِ أَسْماءَ أُسَمِّيكَ وَ لا أُناديكَ بِها وَ أَسْماءَ أُخْرى لَكَ مُسْتَحيلةَ َ التَّحْميلِ
كُلُّ شيء هادئُ حائِرٌ وَمُرَتَّبٌ
قِطَّةٌ قارَّةٌ عَلى فَهْرَسِ كِتابٍ سَرَقْناهُ مِنْ مَكْتَبَةِ الْحَيِّ
تَوَقَّفْتُ عِنْدَه وَ لَمْ تَلْمِسْهُ بَعْديَ
شَعرِيِ بِبِرِيقِهِ يُحَطِّمُ أَكْواباً مِنَ الْغيرةِ
خُطْوَةُ انْحِنائِكَ لِتَقْبيلِ خَصْريِ وَمُفاجَأتي بِالْعَوْدَةِ إِلى شِفاهيَ الْبارِئةِ أَسْفَلَ خدِّ الذُّهولِ مَعَ وَعْدٍ بِالاسْتِماعِ إِلى أُغْنِيَّةٍ تُصَفِّفُ تاريخَنا في بَعْضِ فَواصِلِ صَمْتِها
حَقِّيَّ في قَلْبٍ جَبانٍ/ حَقِّيَ في الافْتِخارِ بِخَطاياكَ/ وَتَقْديري لِإِعْجابِكَ بِبَعْضِ النُّكَتِ الشِّرِّيرَةِ / حَقِّكَ في إِهْدارِ حَجَرِ الْكُتُبِ لِأّنَّ أَعْصابَ التَّاريخِ فارِغَةٌ ٌمِنْ أُنْثى/ حَقُّ السَّوائِلِ الْمُنْعِشَةِ في التَّشَنُّجِ مِنْ أَنْطولوجيا وَرَقِ الْعِنَبِ / حَقُّ خَاتَمَيْنا وَ الدِّبَبَةُ الدُّمى الَّتي تَبادِلَنا مِراراَ في الْكَسادِ أَوْ الْحِدادِ في سَلَّةِ مَلابِسِنا الْمُتَأَهِّبَةِ لِلْغسيلِ.
كُلُّ شيء في مَكانِهِ أَنيقٌ / مُسْتَرْسِلٌ/ عَاقِلٌ/ سُقوطُ الصَّمْتِ عَلى لِسانِكَ/ صَبْرُكَ عَلى الإِنصاتِ إِلَيَّ دون مقاطعتي / جُهْدُكَ لِإِقْناعي أَنَّ فَشَلَ الْكوكايينَ في مَحْوِ أَحْزانِكَ/ هُوَ ما دمّر تَوازُني بِتَنْهيدةِ زَهْرَةٍ عَلى السِّيَّاجِ/ هُوَّ ما دَفَّعَني فَواتيرَ لَيالٍ مِنْ غَيْرِ رُوحٍ/ وَ فتتني لِأَنِّي لا أَجِدُ في الدُّرْجِ مَلابِسَكَ وَلا أَلقاكَ بَيْنَ ما تَشَظَّى مِنِّيَّ في الزُّجاجِ / كُلُّ شيء في مَكانِهِ وَدودٌ /هَائِمٌ / وَعَنْ قَصْدٍ جَذَّابٌ / وَكُلُّ شيء مُرَشَّحٌ لِزِيَّادَةِ جُرْعَتِهِ مِنَ الْهَبابِ/ قُلْ مَرْحَباً/ قُلْ وَداعاً/ قُلْ وَداعاً لي / قل وداعا / وداعا كما لِلْأَحْذِّيَةِ الْقَديمَةِ / قُلْ وَداعاً كَما لِنَظَّارَتي الشَّمْسِيَّةِ المهَشّمةً خَجلاً مِنْ بُعْدِ نَظَري/ وَداعاً / وَداعاً كَأَزِقَّةِ الْلَّعِبِ الَّتي كانَتْ مَرْكَزَ الْهَزَّةِ الْأَرْضِيَّةِ لِهذا الْقَرْنِ/ وَداعاً / كَكُلِّ شيء مَعَهُ حَقٌ / وَ لِيّ ولَكَ الْحَقُّ في وَداعٍ / وَداعِ جَرَسِ الشِّتاءِ الجريء ساعَتَهُ الأَخيرةَ في قَصْرِ الرَّبيعِ / وَداعِ الْتِقاطِ الصُّورَةِ لِغَمْزَةِ الْبَقاءِ/ وَداعِ النَّوْمِ لِجَفْنِ النَّجْمَةِ/ وَداعِ القَلْبِ لِما توَشِّمه رَغْوَةُ الْمَوْجِ في الْعَيْنِ/ لِيَهْرُبَ بِالْقَلْبِ إِلى الرُّوحِ/ وَبَعْضِ ما تَعَوَّدْنا عَلَيْهِ مِنْ تَشْبيهِ الْبَحْرِ بِالْحُبِّ أَو الْحُبِّ بِالْبَحْرِ/ الرَّسْمُ بِضَوْءِ سَجائِرِ الْوَحيدينَ/ حيرةَ كيْفَ وَ بِكُلِّ كَثافَةِ وِ سَوادِ هَذِهِ الرُّموشِ/ مازِلْتَ تَرى الْعالَمَ أَنْصَعَ بَياضاً مِنْ مِلْحِ الْأَساطير.
. كُلُّ شيء خافِتٌ
عِتابٌ لا يُطالِبُ بِالْغُفْرانِ
تِمْثالُ صَوْتِيِ صامِتٌ
أَصابِعٌ تَطْرُقُ ذُبولَها عَلى أَظافِرِها
نَجْمَةٌ تَعُدُّ في عَيْنَيْكَ ما تَبَقَّى في أَيَّامِها
تَعَوُّدُ لُؤْلُؤَةِ الْقُفْلِ عَن حَرْقِ الْحِسِّ في الْمُفْتاحِ
اضْطِرارَ الانْسِحابُ الْمُنْكَسِرُ الْأَضْلاعِ
.. قُلْ مَرْحَباً / قُلْ وَداعاً / قُلْ ما لًمْ يَقُلْهُ الْبابُ/ قُلْ وَليمَةَ الْلّغَةِ في لِسانيَ الطَّويلِ وَخُذْ مِنْ قِصَرِ تَنُّورَتي اخْتِصارَكَ / وَاتْرُكْني أُغادِرُ لِلاهْتِمامِ بِجبيَيْنِ جَديدَيْنِ في مَكانِ ما / وَ أُجامِلُ بَرْنامَجَ نِهايَةِ الْأُسْبوعِ عَشْوائِيَّاً بِبُطولَةِ حُبٍ لِتَوْديعِ حُبٍ بِأَنْظَفِ الظُّنونِ/ وَ بِأَقَلِّ عَلاماتِ الاسْتِفْهامِ/ وَإِنْ أَمْكَنَ لَوْ أَمْكَنَ/ بِأّجْمَلِ الْعَذاب.
ـــــــــــــــــــــ
1: فاييكَاس: من أقدم أحياء مادريد فيه كوكتيل جاليات من أكثـر من 125 جنسية أنا أسميه بروكلين مادريد
فاييكاس
- التفاصيل
-
طقس موغل في الثقافة الأمازيغية: الوشم ..احتفالية الخصوبة ولغة التمرد والألم
تغنى الجزائريون في تراثهم " بزرقة الوشام" كوصف للمرأة الجميلة التي تميزها علامة على الوجه أو منطقة من الجسيد وذكره الرجال كعلامة للوفاء والألم، فالوشم عند الأمازيع...
الكاتب والروائي عبد الوهاب بن منصور للنصر: الرواية تكتب التاريخ غير الرسمي والشفوي
uالكثير من الروائيين حاولوا اِستلهام التراث الصوفي رغم مخاطرهيعتقد الكاتب والروائي عبد الوهاب بن منصور، أنّه مهما قِيل عن الرواية التي اِعتمدت أو اِستندت على...
المكتبات الرقمية.. هل أصبحت بديلا للمكتبات التقليدية؟
يحتفلُ العالم اليوم (23 أفريل)، باليوم العالمي للكِتاب وحقوق المؤلف والملكية الفكرية، ففي مثل هذا اليوم من كلّ عام، تحتفل منظمة الأُمم المتحدة للتربية...
أي دور للجامعة في الفضاء الاجتماعي؟
ما مدى اِرتباط الجامعة بالفضاء الاِجتماعي وبالواقع الفعلي للمواطن الجزائري، وما مدى أهمية وضرورة إدراك الجميع بمدى أهمية هذا الشريك الحيوي والجوهري «الجامعة»...
رؤية حداثية أساسها التنوير: الوجــه الآخــر لنضـال بن باديــس
إيناس كبير خص العلامة عبد الحميد بن باديس النشء باهتمام بالغ، فقد اقترب من مشاغل الجيل الجديد وأصغى لاهتماماته، حيث كان يرى فيه البذرة التي يجب أن تُروى على...
قراءة في رواية « باب القنطرة» للكاتبة نجية عبير: «السّيّــدات» .. انظر ما يوافق تربة قلبك وانثره فيها
إلهام بورابة معابر مفاتيح: الترجمة خلق جديد/ حزن الكاتب وحزن المترجم متشابهان ، لكن الفرح يكسبه القارئ./الرواية انتهت لكن الإطناب في إعادة التدوين لوضع كل شيء...
"نوافـــذ علـى الآخــر" كتابٌ جديـد للدكتور أزراج عمـــر
صدر منذ أيّام، عن دار «اسكرايب» في مصر، كتاب جديد للشاعر والمترجم والأكاديمي الدكتور أزراج عمر، وحمل عنوان «نوافذ على الآخر»، وهو عبارة عن مجموعة...
هــل يمكــن للمثقـــف أن يكــــون صانــــع محتـــــوى؟
هل بإمكان المُثقف أن يكون من صُنّاع المحتوى المؤثرين؟ وهل يمكن أن يكون مُبدعاً لمحتوىً مُؤثر هادف ومسؤول، خاصةً وأنّه من الضروري أن يحدث هذا في زمن...
الكاتب والإعلامي الدكتور محمّد بغداد للنصر
ما تمّ اِنجازه في مشهد الإعلام الثقافي مشاريع أفراديعتقد الكاتب والإعلامي محمّد بغداد، أنّ الإعلام الثقافي يتجاوز المستوى الأدبي، ليشمل كلّ معاني ونشاطات الإنسان في الحياة، بدايةً من الأسماء التي نطلقها على أبنائنا، مروراً...
قصائد لعبد الحميد شكيل
#عبور.. سأعبر الغابة..دون أن تراني الأشجار..سأعبر النهر..دون أن تعاندني طيور الماء..سأعبر البحر..دون أن يراني القراصنة،وهم يغتصبون نساء الزبد..سأعبر الوقت..ممهورا بنمش...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)