شعر: عبد القادر رابحي

- 1 -
الكَبدُ التي تمْشي على الأرض
كانتْ قلبًا ينبضُ
في بطنِ الأمّ الأولى..
 - 2 -
لمْ يَرَها أحد
بعيْنِهِ المُجرّدة
تلك الكُرياتُ البيضاء
المتّجِهة رأسًا
صَوْب قلبِ الوجود..
 - 3 -
مِضخّةٌ بصمّامين..
سائلٌ أحمرُ يدخلُ،
و آخرُ أحمر يغادر
و هكذا دواليك..
 - 4 -
لا وقتَ للمكوث
في صهريج القلب الفائض..
الحُبّ عبورٌ دائم
في أوردة الحياة..
 - 5 -
أن تكون داخل الجسد
لا يعني بتاتا
أنّك داخل القلب..
 - 6 -
الخارجُ
قلوبٌ أخرى
مُصطفّةٌ بانتظام
في انتظار شيء ما..
 - 7 -
كان لأمّي قلبان
لمدّة تسعةِ أشهر
ثمّ صارا قلبا واحدا..
 - 8 -
أضعُ يدي اليمنى
على قلبيَ الأيسر
و أنصتُ جيّدا
لساعةُ الحياة الرّتيبة..
 - 9 -
اللغةُ المكلومةُ
أُذْنُ العالمِ الطّالعةُ من نِياط القلب..
 - 10 -
لا انسجامَ في الضّربات..
نبضٌ سريع،
و آخر متثائب،
و ثالثٌ يكادُ يتوقّف
تماما كغفوة المُتعَب
على سرير الحياة..
آهٍ ليدِي التي تسمع كلّ شيء..
 - 11 -
أقيسُ دقّات القلب
على دقّاتِ السّاعة
ثمّة فرقٌ كبير..
 - 12 -
قلبُ الأسدِ المزعوم
توقّف هو كذلك
من شدّة الانشغال..
 - 13 -
بسيجارةٍ في الفم،
و قُفّةٍ في اليد اليمنى
يصِلُ الرّجلُ النّحيف
إلى الطّابق المائة
من عِمَارة الحياة..
 - 14 -
المصاعِدُ المكيّفة
سقطةُ القلبِ المتعجّل..
 - 15 -
لسببٍ تافِهٍ
يتوقّف صمّامٌ عن الضخّ..
ثمّة عروقٌ تموت،
و قصصٌ تُنسى،
و جدائلُ يغزوها البياض..
لا بديلَ عن الحبيب،
و لا بديلَ عن الأصل..
 - 16 -
أُتْعِبُ نفسي كثيرا
علّ قلبي يرتاح..
 - 17 -
يموت الشّاعر الحزين..
قلبُهُ لا يزالُ ينبض
في جُرْحِ القصيدة..
 - 18 -
في هاتفها النقّال
ثمّة تطبيقٌ جديد
لحراسةِ القلب الجريح..
 - 19 -
جهازُ إنذارٍ مُبكّر
هذا القلب القَلِق
على مصير أبنائه..
 - 20 -
أعتني بقلبي جيّدًا
لا يهمّني الهندام..
 - 21 -
في آخر العمر
يستيقظ القلبُ النائم
على قصّة حبّ عنيفة..
 - 22 -
بلقب غير عابئ
تطيرُ الفراشات
ترمي بها الريح
إلى حيث تحبّ..
 - 23 -
باردُ القلب
يستحِمُّ كلّ صباح
ببُخارِ الماء المَغليّ..
 - 24 -
من البُطين إلى البُطَين
تضربُ العاصفةُ الهوجاء
قلبُ العاشق لا يتزعزع..
 - 25 -
يمرّ القمَرُ العابر..
تسقطُ فجأةً
بطّاريّةُ القلب المُنهك..
 - 26 -
في مِرآبِ الحياة
لا قِطَعَ غِيار
للقلوب المُعطّلة..
 - 27 -
ذخيرةٌ ضخمَةٌ
مُخزّنةٌ بعناية
في دهاليزِ القلب الأصمّ
لم تعد صالحةً للحرب..
 - 28 -
قلبٌ آخر رقيق
بعدَ نفادِ المؤونة..
أمنيةُ المُجنّد عنوةً
في خطّ المعركة..
 - 29 -
قلبُ الذّئب الشّرِس
يتفرّج من بعيد
على سيرك الحياة..
 - 30 -
اللّغةُ المحمومةُ
جلطةُ القلبِ الكفيف..
 - 31 -
بمِبضَعِ الوجد القاطعِ
يدقّ الطبيب الجرّاح
بابَ القلب المفتوح..
 - 32 -
لم يبق إلاّ البياض
في باقةِ القلب المُلوّنة..
رسّام السيّدة المُسِنّة
يسارعُ إلى الفرشاة
ليأسر لونَ الغروب
في بؤبؤ العين الشّاحب..
 - 33 -
سكتةٌ قلبيّةٌ
تفتحُ بابَ الحديث
إلى ما لا نهاية..
 - 34 -
قهقهاتٌ في آخر البهو،
و دمعةٌ في أوّله،
و صراخٌ كبير
خلْفَ بابِ القلب الموصد..
 - 35 -
قلبٌ أبيض
بتواشيح سوداء
يومُ حزنٍ جميل
يُخيّمُ على القرية..
 - 36 -
قلبُ الميّت المسجّى بلِباسِ أخيه
في وحشةِ الطّريق السيّار
أملُ الجسدِ العالق
في قائمة الطبيب المختصّ..
 - 37 -
هذه الباقةُ المشحونةُ بالحبّ
قطفتُها الآن لأجلِك
من حديقةِ القلب الأبيض..
 - 38 -
أين الجُثّةُ ؟
أين الرأسُ؟
أين الكبد؟
لا أحدَ يسأل عن مخبأ القلبِ الطيّار..
 - 39 -
طائرةٌ عموديّة
تنقل القلبَ الحيّ،
في الوقت البدل الضائع،
لإسعاف الجسد المائت..
 - 40 -
في معركة الأمس
سقطتْ قلوبٌ كثيرة
لا أحدَ يهتمّ..
 - 41 -
لا شهيّةَ أبدًا
لجرّاح القلوب الرّهيفة..
 - 42 -
تماما مثل الحُبّ
تخنقُ العطورُ الثمينةُ
أوردةَ القلب الحسّاس..
 - 43 -
أَرُدّ لقلبي كثيرا..
قلبي
لا يزالُ ينبُض..
 - 44 -
لا يوجِعُني الدّاء
يوجِعُني الدّواء..
لا شِفاءَ من الحبّ..
 - 45 -
يقايضُ قلبا بارِدًا
بجيبٍ ساخن
تاجرُ اللّحظةِ المُشتاق..
 - 46 -
لا جسدَ  يموت
بقلبٍ حيّ..
قلوبٌ ميّتة كثيرة
في أجسادٍ حيّةٍ..
 - 47 -
في النّهار الكبير
يتذكّر صاحبه..
للقلبِ الأسودِ
ذاكرةُ الفِيلِ الهائج..
 - 48 -
قلْبي في يدي
أمدُّ يدي للجميع..
تسقُط رصاصاتٌ حمراء
أسفلَ الإزار الأسود..
 - 49 -
كيف  لدواءٍ أن ينحاز !
كيف لطبيب
أن يُخطئ.. !
 - 50 -
القلوبُ المريضةُ
تتسكّع في شارع الحياة..
ربيعٌ
و شتاءٌ
و خريفٌ
و كثيرٌ من الوقت المهدور..
 - 51 -
فَارِغُ شُغْلٍ عظيمٌ
ذلك القلبُ المصلوب
على مدار السّاعةُ
قبالةَ النافذة..
 - 52 -
يبزُغُ القمر من النافذة..
يسقطُ القلبُ العاثِر
في حُفرة الحبّ الراكِد..
 - 53 -
مُمرّضاتٌ
و أسِرّةٌ
و أمصال..
و قلبٌ طاعنٌ في الحبّ
يتّكئ على حفيده..
 - 54 -
تكادُ تسقط ذابلةً
خلفَ أسوار البيت
تلك الورقة النابتة
من شجرةِ القلب العاشق..
 - 55 -
ها أنا أوكِلُ إليك
أسرارَ قلبي المجروح
أيّها القلبُ الجارح..
سعيدة في22/ 2018/10

الرجوع إلى الأعلى