عبد الحميد شْكِيَّلْ

“لَكِنَّنِي أَفْلَتُ مِنْ حِصَارِهِمْ وَ عُدتْ
أَحْمِلُ قَاسِيُونْ
تُفَّاحَةً أَقْضِمُهَا
وَ صُورَةً أَضُمُّهَا
تَحْتَ قَمِيصِ الصُّوفْ
مَنْ يُوقِفُ النَّزِيفْ؟
وَ كُلّ مَا نُحِبُّهُ يَرْحَلُ أَوْ يَمُوتْ”

عبد الوهاب البياتي

1
فَوْقَ فَقَاقِيعِ الـمَاءِ ..
حَيْثُ الانْسِرَابَاتُ الضَّوْئِيَّةُ ..
هُنَاكَ ..
يَنْبُتُ العَوْسَجُ مُنْتَشِيًّا:
بِظِلِّ الشَّعَانِينِ ..
التِي تَدْرُجُ عَلَى سَطْحِ الرَّغَبَاتْ .. !!
2
كُلَّمَا أَصْغَيْتُ لِصَوْتِ الجَذْرِ
مُتَضَلِّعًا فِي حَفْرِ يَقِينِيَّاتِهِ:
أَسْمَعُ وَقْعَ خُطُواتٍ ..
مُكْتَظَّةً بِلُهَاثِ التَّجَلُّدِ ..
عَابِرًا فَلَوَاتِ الرُّؤْيَا .. !!
3
السَّمَوَاتُ ضَبْحُ الطَّرْقِ ..
وَقْتَمَا يَعْبُرُ مُحَدِّدَاتِ الرَّجَاحةِ،
وَ هْيَ تَكْرَعُ خَواطِرَ الـمَاءِ،
حَيْثُ اليَنَابِيعُ تُنْشِدُ
أَوْجَاعَهَا لِأَمْدَاءِ الكِتَابَةِ .. !!
4
أَرَاكِ، أَيَّتُهَا البَاذِخَةُ ..
تَتْبَعُكِ الجِهَاتُ القَصِيَّةُ ..
الدُّرُوبُ الـمُوغِلَةُ في النُّشْدَانِ ..
القُرَى الـمُغَيَّبَةُ ..
الـمُدُنُ الـمَخْبُوءَةُ في شَطَحِ اللُّغَةِ ..
الكَلِمَاتُ إِذْ تُقَشِّرُ صُورَتَهَا ..
قَدْ نُدْرِكُكِ ..
آنَ عُبُورِكِ أَرْضَ الـمَعَادْ ..
رُبَّمَا نُدْرِكُ فِيكِ شَكْلَ البِلادْ .. !
نَحْنُ الوَجَعُ الـمُسْتَبِدُّ ..
نَحْنُ الكِتَابَةُ، وَ الـمِدَادْ .. !!
5
لِلنَّارِ جَمَالِيَّاتٌ مُتَخَفِّيَةٌ ..
لا تُدْرِكُ سَطْوَتَهَا:
سِوَى جَمَرَاتٍ مَلْسُوعَةٍ،
تَدِبُّ عَلَى حَوَافِّ الانْطِفَاءْ .. !!
6
امْرَأَةٌ ..
قُدَّتْ مِنْ وَبَرِ القَصَائِدِ ..
آنَ عُبُورِهَا مَضِيقَ الزَّفْرَةِ ..
تَكُونُ مَـجْلُوَّةً بِزَيْتِ الطَّوَاسِينِ ..
إِذْ تَـحْتَلِبُ زَهْرَةَ النِّسْيَانْ .. !!
7
الخَطْوَةُ الرَّدِيفَةُ ..
تَعْبُرُ إلى صَوَابِيَّةِ الضَّخِّ ..
تَتَمَايَسُ في نَقِيعِ الطَّلْعِ ..
الذِي يُصَفِّفُ مَلاذَاتِهِ ..
صَوْبَ نِسَاءٍ يَتَنَابَزْن:
بِعِطْرِ ابْنِ أَبي رَبِيعَةِ .. !!
8
لاَ وَقْتَ نُسَدِّدُهُ،
إِلَى دَسَاكِرِ الفُصُولِ ..
التِي أَشْرَعَتْ فَيَالِقَ أَلْوَانـِهَا:
إِلَى جِهَاتٍ تُطِلُّ ..
عَلَى طَيْلَسَانِ الوَجَاهَةِ .. !!
9
الكِتَابَةُ .. نـَجَاعَةُ القَوْلِ ..
نَافِثًا ذُؤَابَاتِ السُّطُوعِ ..
نَاثِرًا لَـمْعَهُ عَلَى بَيَاضِ الـخِطَابْ .. !!
10
الشَّجَرَةُ الـمَاثِلَةُ،
فِي مُنْتَجَعِ اللُّغَةِ ..
تُدْرِكُ - بـِحَدَسِهَا الـمَائِي -
أَنَّ الرِّيحَ لَنْ تَنَالَ مِنْ نِيَافَتِهَا،
مَادَامَتْ تَرْمُقُ فَأْسَ الـحَطَّابِ،
مُتَدَبِّرًا مَسَارَ الوَرْطَةِ .. !!
11
الأُغْنِيَّةَ .. تَـحْرِيرُ اللُّغَةِ،
مِنْ انْتِكَاسَاتِ التَّرَاتُبِ ..
الذِي يَطْفُرُ مِنْ طِبَاقِ التَّبَابُزِ ..
مُشَدِّدًا عَلَى فَدَاحَةِ التَّرَاشُقِ .. !!
12
اللَّيْلُ .. مَسْكَنُ الـحَيَارَى،
وَ هُمْ يَنْسِجُونَ بُرْدَتَهُمْ،
عَلَى أَنْوَالٍ دَبِقَةٍ،
لاَ تَقُودُ سِوَى إِلَى تَكَلُّسِ البَشَاشَةِ .. !!
13
عِنْدَمَا يَهْبِطُ النُّعَاسْ،
إِلَى سَرِيرِ الـحَالـِمِينَ ..
تَكُونُ السَّمَاءُ مُفَخَّخَّةً:
بِازْرِقَاقٍ طَاعِنٍ ..
مُتَقَصِّدًا عِطْرَكِ،
أَيَّتُهَا الـمَزْهُوَّةُ .. بِصَوْلَـجَانِ الغَيْمِ .. !!
14
فِي طَرِيقِي إِلَى غَابَاتِ الفَيْرُوزِ ..
أَرَاااااكِ أَيَّتُهَا الـمُسْتَحِمَّةُ ..
بِضَوْءِ اليَنَابِيعِ ..
تَــ تَـــ خَـــ فَّـــ فِـــ يـــ نَ مِنْ طَقْسِ الأُنُوثَةِ ..!!
15
الطُّيُورُ .. آنَ رِحْلَتِهَا إِلَى جِهَاتِ الفَتْحِ،
تَقُولُ - وَ هْيَ تُضِيءُ فِي سَمَاءِ الـمُطْلَقِ -:
كَيْفَ نـُحَدِّدُ خَطَّ سَيْرِنَا إِلَى مُدُنِ الـمَنِّ ..
وَ هَذِي النَّيَازِكُ تَقْصِفُنَا بِالرَّذَاذْ ..؟
كَيْفَ يـُحَدِّدُنَا النَّهْرُ السَّمَاوِيُّ ..؟
كَيْفَ يـُجَدِّدُنَا خِطَابُ التَّضَادْ ..؟
كَيْفَ نَقْرَأُ خَطَّاطَةَ الوِجْهَةِ ..
وَ هُمْ يُصَوِّبُونَ بِبُصَاقِ الحِدَادْ ..؟
16
جَسَدُكِ الضَّوْئِيُّ،
إِذْ يُوَزِّعُ فَضَائِلَهُ،
عَلَى سَحَابَاتِ الطَّلِّ ..
يَكُونُ مَـخْتُومًا بـِحَبَقِ الزَّعْفَرَانِ ..
صَاعِدًا إِلَى بـَجَعَاتِ الِحكْمَةِ ..
وَ هْيَ تَتَدَرَّبُ عَلَى لُغَاتِ الـمُخَاتَلَةِ .. !!
17
لاَ
شَجَرَ
فِي
أُفُقِ
النَّصِّ ..
كَيْفَ نَقُولُ أَحْزَانَ الرَّمْلِ ..؟
مُتَوَسِّلاً إِلَى نَقِيعِ البَلاَغَةِ ..
مُتَهَافِتَةً عَلَى خِصْرِ وَرْدَةٍ
آنَ نُشُروزِهَا مِنْ مِـحْفَلِ النَّجَاعَةِ ..!!
18
العَتَاقَةُ .. طَلْقَةُ تُرَاثٍ،
مُتَنَاوِبَةٍ عَلَى بُسُطِ اللُّغَةِ،
عِنْدَ تَوَاشُجِ النَّافِرَاتِ ..
مُطِلَّةً عَلَى أَحْوَازِ النَّارْ ..!!
19
بَيْنَنَا سِرْبُ مَاءٍ،
عَبَقُ عَاشِقٍ،
مُدْلَـهِمٍّ
فِي الشَّغَفْ ..
وَرْدَةٌ تَتَعَافَى مِنْ ضَغْطِ الَحدَاثَةِ ..
نَصٌّ ..
يَتَدَبَّرُ
وِجْهَتَهُ
دُونَ تَرَفْ .. !!
20
أَوْقِدْ صَوْتَكَ ..
ثَـمَّةَ لُــــ  غَـــــ  ــــةٌ تَتَهَاوَى
كَيْفَ نَقِيسُ ضَوْءًا
شَاخِبًا بِالـهُتَااااافْ .. !!

الرجوع إلى الأعلى