علاوة وهبي
أحبها وأحبته لكنه لم يقل حبه لها ولم تقل حبها له. كان الصمت الشاهد الوحيد على حبهما.
كلما رأته يخفق قلبها وكلما يراها يخفق قلبه.
كان الحب الصامت عنوانهما وكان خيمتهما.
باعد الزمن بينهما وكان الصمت سفير هما.تمضي السنوات
لم يعرف عنها شيئا ولا عرفت عنه شيئا.يمضي الزمن.وحبهما باق.
لم يجرؤ يوما على إعلان حبه لها ولا جرأت هي على إعلان حبها له. قنعا بالصمت الذي يجمعهما ويحرس حبهما.
سافر كثيرا وسافرت كثيرا.التقيا مرات كثيرة .ولم يلتقيا مرات كثيرة
كان كلما التقاها يقول لنسفه صارحها بحبك ولكنه لا يفعل. وكانت في كل مرة تقول لنفسها صارحيه بحبك ولكنها في كل مرة لا تفعل.امتدت خيوط الصمت بينهما ثم عاد الزمن وباعد بينهما سنوات لا رآها ولا رأته ولكنه لم ينساها ولا هي نسيته. وجاءت لحظة لقاء جديد .كان يجلس في مقهي فندق سياحي جاءه في إطار عمل. كان يحتسي قهوته وحيدا عندما دخلت هي، وكانت هي الأخرى جاءت الفندق في إطار عمل، بحثت عن مكان للجلوس فلم تجد سوى الذي في طاولته استأذنت في الجلوس ولم تتعرف عليه. أذن لها ولم يتعرف عليها.
جلست ولاحظت فنجان قهوته المنتصف .لمحت وجهه فخفق قلبها وطلبت من النادل قهوة مثل قهوته .كان منهمكا في أوراقه ولم يلحظها وعندما رفع عينيه عن أوراقه تسارعت دقات قلبه إنها هي. لكنه لم يكلمها ولا هي كلمته وعاد الصمت بينهما لاحظ أنها تنظر إليه خفية، ولاحظت انه ينظر إليها خفية تذكر يوم رآها لأول مرة وتذكرت يوم رأته لأول مرة.ولكن الصمت يخيم عليهما .
قالت لها عيناه أحبك حب قيس لليلى وأكثر وقالت له عيناها
أحبك حب عبلة لعنتر وأكثر .قال لها صمته أحبك حب روميو لجولييت وأكثر وقال له صمتها أحبك حب عزة لكثير وأكثر.
مد أصابعه وحركها على حافة الطاولة. مدت أصابعها وحركتها على حافة الطاولة. لامست أصابعه أصابعها أمسكتها وأمسك أصابعها وكان الصمت سيد الموقف. ضغطت على يده. وضغط على يدها قاما معا وخرجا وغيبهما الزحام.والصمت يلفهما.

الرجوع إلى الأعلى