شعر: عبد القادر رابحي
لاَ مُشكلةَ لِي مع الوردة..
منْ ذَا يُخاصِمُ الورود !
أوْ يكْرهُ عِطْرَها الباذِخ
أوْ لوْنَها الدَّافق في شَرايِين الحَياة،
أوْ شكْلها القادمَ من شبَق الرّغبة !
هلْ يُعقَلُ أنْ يكرهَ أحدٌ وردة ؟
أَهذا مُمْكنٌ أصْلا. !؟
بإمكانِي أن أكْرَه شَخْصًا
صَنَع وردةً وحيدة،
ثُمّ بثَّ فيها الحيَاة..
قدْ أحْسدُه سِرًّا
فتكْشِفُني لُغتي المُهذّبة..
قدْ أغارُ مِن فَيْضِ أحِلامِه
فيفْضحُني انحيازِي الصّارخ..
قدْ أُكنُّ لهُ عداوَةً قاتلةَ
فأموتُ قبْلهُ بعامين
في حادثِ مُرورٍ تافِه..
°°° °°° °°°
الجميل في كلّ هذا
ألاَّ أحدَ صَنعَ وردةً
فالأصلُ في الأشياء
أنّ الوُرودَ لا تُصْنَع..
أنا كذلك لمْ أصنعْ وردة
حتَّى تحْسدنى المسَافات،
أوْ تغارَ منّي أسرابُ الطّيور،
أوْ يتملّكنى زهْوٌ زائف
يذوبُ بِسُرعَةِ البَرِق
في فَناجِين الصَّباح المَريرة..
رُبّما رششْتُ الطريق خطأ
بمِرشّةِ الجُرِحِ الدّافق
في يومِ صيفٍ حزين،
و أنا أغْسِلُ السيّارة
ثُمّ أسْرَعْتُ إلى العمل
مِن دونِ أيّ انْتباه،
فنتأَتْ هكذا
مِنْ بيْن ضُلوعِ الإسْفلت
كأنّها لؤلؤةُ الوقتِ الصّارِخ..
°°° °°° °°°
بِعَددِ أيَّامِ الرّبيع
التي مرّت على هذه الأرض،
مُنذُ بدءِ الخليقة،
لمْ يَحْدث لرَجُلٍ عاقِل
أنْ صنَع وردةً تذْبُل
ثُمّ أهْدى عِطْرها للرّيح..
لاَ شيء يُهْدى مجَّانًا..
كُلّ شيءٍ بمًقابِل..
رُبَّما هي ليستْ ورْدة
هِي شبِيهٌ فقطْ
شبِيهٌ جميلٌ و مُراوِغ
يُخفي في داخلِه الغامِض
بحْرًا من النّوايا المُعلّبَة
فِي ورَقٍ تغليفٍ بَرّاق
تمامًا ككُلّ الهدايا الثّمينة..
°°° °°° °°°
الورْدةُ ليست فَخَّ سُقوط
فِي بِئْرِ الحُبِّ الجارٍف،
و ليستْ جسَدا يَلبسُ سَاعةَ يَد،
و لاَ تتأسّى بالمواعِيد..
الوَرْدَةُ تُعْجَنُ من لحم المواقيت
و تأتي على استحْيَاء..
كأنها الوعْدُ الصّادِق..
قدْ تتأخّرُ كثيرًا،
لكنّها تأتي هكَذا
مِنْ تلقاءِ نفْسِها،
منذورةً لبهاءِ المسافَات..
قدْ تُوضعُ فوْق صنادِيق الودَاع
في لحظاتِ الحُزن الكُبْرى،
أوْ تُحاطُ بأشواكِ حِراسة
في ليالِي الخَطَر الدّاهِم..
لكنَّها تولدُ لوَحْدِها،
مِنْ دُونِ سابِقِ إنْذَار
وسطَ رُكامِ هذْهِ الأرْض..
كمَا تُولدُ الخيلُ المطهّمة
مِنْ بيْن رمَادِ الهَزائم..
°°° °°° °°°
رُبّما يرْسمُها فنّان مُتعجّل،
فتنْتهي في مزَادٍ رَخِيص،
أو يقطفُها عاشِقٌ مفْتون
فتُرْمَى في كَيْسِ قُمامَة،
أوْ تَعْصرُها طَواحينُ الفَرَاغ
فتأسرُها النّسَاءُ الجَمِيلات
في قواريرَ منْ بِلوّر آسِن..
ربّما تَذبلُ بِتُؤدَة
في انْتظارِ عَابِرِ سَبيل،
أوْ تموتُ كمَا يموتُ الخيالُ بين دَفّتيّ كِتاب،
أوْ تنامُ باحتشامٍ بين أحْضانِ طفلةٍ مُراهقة..
°°° °°° °°°
ربّمَا تصيرُ فِكرةً طائشة
في رأسِ شاعِر مَريض..
ثمّ تصيرُ لغة فظّة،
ثمّ تصيرُ قصيدةً رديئة
لاَ تفوزُ بأيّ شَيِء..
°°° °°° °°°
لاَ مُشكلةَ لي مع الورْدَة..
لستُ أنَا من صنَعَها
فَالأصلُ في الأشْياء
أنّ الورُودَ لا تُصْنَع..
مُشكلتِي الحقيقيّة الكُبرى
معَ بَاقةِ النّيلونِ الجَميلة،
تُزيّنُ بهْوَ القصْرِ المشِيد
مُنذُ ستّين عامًا و نَيْف..
لمْ تسقًط منها ورقةٌ واحِدة..
لمْ ينكِسرْ لهَا غُصْن،
و لم تُفارِقْها نضَارةُ خَدّ..
مَرّ ملوكٌ ضُعَفَاء،
و زُعماءُ مُسْتَوْرَدُون،
و رِجالٌ مِنْ ورَقٍ مُقوّى،
و لا تزالُ كمَا هِي،
تسْتقْبلُ العابرين
في بهْوِ القصْرِ المشِيد
بابتسامةٍ صَفْراء،
و تُودّعُ أجسادهُمْ المُنْهكَة
بِغبارٍ مَشحْونٍ برَائحةِ الفُوسْفُور..
لا مُشكلةَ لي مع الورْدة..
- التفاصيل
-
أي دور للجامعة في الفضاء الاجتماعي؟
ما مدى اِرتباط الجامعة بالفضاء الاِجتماعي وبالواقع الفعلي للمواطن الجزائري، وما مدى أهمية وضرورة إدراك الجميع بمدى أهمية هذا الشريك الحيوي والجوهري «الجامعة»...
رؤية حداثية أساسها التنوير: الوجــه الآخــر لنضـال بن باديــس
إيناس كبير خص العلامة عبد الحميد بن باديس النشء باهتمام بالغ، فقد اقترب من مشاغل الجيل الجديد وأصغى لاهتماماته، حيث كان يرى فيه البذرة التي يجب أن تُروى على...
قراءة في رواية « باب القنطرة» للكاتبة نجية عبير: «السّيّــدات» .. انظر ما يوافق تربة قلبك وانثره فيها
إلهام بورابة معابر مفاتيح: الترجمة خلق جديد/ حزن الكاتب وحزن المترجم متشابهان ، لكن الفرح يكسبه القارئ./الرواية انتهت لكن الإطناب في إعادة التدوين لوضع كل شيء...
"نوافـــذ علـى الآخــر" كتابٌ جديـد للدكتور أزراج عمـــر
صدر منذ أيّام، عن دار «اسكرايب» في مصر، كتاب جديد للشاعر والمترجم والأكاديمي الدكتور أزراج عمر، وحمل عنوان «نوافذ على الآخر»، وهو عبارة عن مجموعة...
هــل يمكــن للمثقـــف أن يكــــون صانــــع محتـــــوى؟
هل بإمكان المُثقف أن يكون من صُنّاع المحتوى المؤثرين؟ وهل يمكن أن يكون مُبدعاً لمحتوىً مُؤثر هادف ومسؤول، خاصةً وأنّه من الضروري أن يحدث هذا في زمن...
الكاتب والإعلامي الدكتور محمّد بغداد للنصر
ما تمّ اِنجازه في مشهد الإعلام الثقافي مشاريع أفراديعتقد الكاتب والإعلامي محمّد بغداد، أنّ الإعلام الثقافي يتجاوز المستوى الأدبي، ليشمل كلّ معاني ونشاطات الإنسان في الحياة، بدايةً من الأسماء التي نطلقها على أبنائنا، مروراً...
قصائد لعبد الحميد شكيل
#عبور.. سأعبر الغابة..دون أن تراني الأشجار..سأعبر النهر..دون أن تعاندني طيور الماء..سأعبر البحر..دون أن يراني القراصنة،وهم يغتصبون نساء الزبد..سأعبر الوقت..ممهورا بنمش...
#نايات غيم..!!
الوقت..وهو يتسرب بين أصابعنا؛ يشعرنا بذلك الزخم الكثيف من العفوية ، والتمحل اللذيذ، في سريانه السريع صوب فجوات مفتوحة على كشف الوردة ، وهتف الأغاني...
أمام تطبيقات الترجمة و منتجات التكنولوجيا
أي جدوى للمعاجــم في زمــن الخوارزميـــــات؟ تأتي المعاجم غنية بمفردات اللغة، حيث تحمل بين دفتيها الكلمات ومعانيها، كما تحيل إلى الحقل الدلالي للمفردة فيكون المؤلف والباحث قادِرَيْن على إنتاج أخرى في مختلف المجالات، عدا عن توظيفها في سياقها المناسب داخل...
الشَاعر والناقد الدكتور عبد القادر رابحي للنصر
التحوّلات التي تمرّ بها الجزائر المُعاصرة تقترح عوالم شِعرية رهيبةيعتقد الشاعر والناقد الدكتور عبد القادر رابحي، أنّ المدونة الشِّعريّة الجزائرية المُعاصرة بالنظر إلى ما تُعايشه من تحوّلات بنيوية، شهدت إضافات جديدة، لا على مستوى التفكير...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)