توفي أمس بالإمارات العربية، الشاعر والباحث والإعلامي الجزائري عياش يحياوي، إثر وعكة صحية مفاجئة ألمت به، تسببت في إصابته باِنفجار في الشريان التاجي ونزيف داخلي. ما جعله يخضع لعملية جراحية مستعجلة في مستشفى أبو ظبي، أوّل أمس. وكان الراحل قد أعلن هذا في صفحته على الفيسبوك، من خلال منشور مقتضب قال فيه: «اِنفجار في الشريان التاجي... مع نزيف... خضع الشاعر ليلة أمس لعملية في أبو ظبي....الدعاء له».
يعتبر عياش يحياوي من بين الشعراء الجزائريين الذين أثثوا المشهد الشّعري بحساسية شعرية لافتة، إلى جانب كوكبة من أسماء جيله.
الراحل من مواليد 1957. غادر الجزائر العام 1998 إلى الشارقة، اِستجابة لدعوة منها قصد إحياء أمسية شعريّة، ثمّ أقام بها وعمل في أكبر مؤسساتها الإعلامية، كرئيس تحرير لأكبر جرائدها، فمساعدا على التحرير، ثمّ مسؤولا عن التحرير، فقد شغل منصب رئيس «مكتب الخليج»، وتدرج في عدة مناصب في صحفية الخليج، منها محرّر، ونائب رئيس القسم الثقافي، ورئيس القسم الثقافي، ومدير التحرير، إلى أن اِحتل أرقى منصب بها، حيث تقلد منصب مسؤول للنشر.  
بعدها عمل كباحث مُتفرغ في التراث الثقافي بالإمارات، والغوص في مجتمعها وثقافتها، وقد سجل اسمه في الذاكرة الثقافية في الإمارات من خلال العديد من الإصدارات والمؤلفات التي تناول فيها الإمارات العربية المتحدة ومجتمعها وموروثها الثقافي. وقد ساعدته إقامته الطويلة في البلد على هذه الإنجازات، كما ساعدته في هذا الشأن أوقاته الكثيرة التي كان يقضيها مع المثقفين والكُتب والبادية.إلى جانب هذا هو كبير الباحثين في «دائرة الثقافة والسياحة في أبو ظبي» منذ العام 2007، ومحاضر في «أكاديمية الشّعر». وكان عضوا في لجنة تحكيم «رابطة أديبات الإمارات»، و»مهرجان الشّعر العماني»، و»جائزة لطيفة بنت محمد لإبداعات الطفولة»، والعديد من المسابقات الأدبية التابعة لوزارة الثقافة والإعلام».
من مؤلفاته الشّعرية: «تأمل في وجه المرآة» عام 1982، «عاشق الأرض والسنبلة» 1986، «ما يراه القلب الحافي في زمن الأحذية» عام 2000، «عبور الجنازة.. وتباريح بدوي متجوّل»، «قمر الشاي» عام 2008، «جزر الإمارات المحتلة». كما ألف عدة كتب أدبية منها: «ابن ظاهر شاعر القلق والماء» عام 2004، «العلامة والتحوّلات» عام 2006، «أوّل منزل: دراسة وحوارات حول 50 شخصية ثقافية في الإمارات» عام 2007، «السهم الأبكم: مثقفون انتبهوا لعبوره وكتبوا» عام 2010. وكتاب «فيسبوكيات»، تناول فيه موضوعات مختلفة من حوارات، ثقافة، مجتمع، رياضة وسياسة. «لقبش»، وهو عبارة عن سيرة ذاتية، وفيها الكثير من الترجيديا والتنوع. و»لقبش» -حسب الراحل-، وهو الاِسم الّذي كانت تناديه به أمّه، وهو الّذي وضعه عنوانا لسيرته الذاتية في جزئه الأوّل الّذي يحكي فيه عن طفولته إبان الثورة التحريرية في منطقة الحضنة بالمسيلة، ويتمه وفقره وبيئته وعشيرته وأهله وحلّه وترحاله.
نال الراحل عِدة جوائز عربية، منها «جائزة العويس للإبداع» لعام 2015، «جائزة أحسن كتاب حول الإمارات» من مسابقة معرض الشارقة الدولي للكِتاب لأعوام 2004، و2006، و2007. كما نال عدة تكريمات عربية.
نوّارة لحـرش

الرجوع إلى الأعلى