الليبرالية التجارية القائمة على البضاعة قادت إلى الكارثة
• الصين ستجد لها مكانة  كبيرة بعد الوباء                        • يجب الانتقال من أمن الدولة إلى الأمن الإنساني
حاوره: سليم بوفنداسة
يؤكد الكاتب و أستاذ العلاقات الدوليةعبد السلام يخلف أن كورونا ستكون عتبة فارقة بين نظامين دوليين، ويرجع الكارثة على عولمة مجدت السلعة ووضعت التجارة فوق سيادة الدول، ويقول أن الصين ستصبح لاعبا كبيرا في مرحلة ما بعد كورونا، إلى جانب قضايا أخرى تطالعونها في هذا الحوار الذي خصّ به النصر.
 ما الذي سوف يتغيّر في العلاقات الدولية بعد كورونا في نظرك؟
من منطلق تخصص نظريات العلاقات الدولية فإن المنظوريْن المسيطرين على التحليل لدى متخصصي العلاقات الدولية هما «الواقعية» (نظرية القوة) و «الليبرالية» (نظرية التعاون والسلم). ترى الواقعية أن الفاعل الأساسي في النظام الدولي هي الدول ولا ترى منافسًا لها سواء من المنظمات الدولية أو التجمعات الإقليمية، وتعتبر أن هدف الدولة هو زيادة القوة ولهذا فإن الدول التي تمتلك الأسلحة النووية هي التي لها المكانة الأولى في النظام. غالبا ما تجد الدول نفسها في صراع دائم يقود إلى المنافسة على الموارد وبالتالي يكون الناتج هو الشك الدائم في نية الآخرين والذي بدوره يقود إلى حالة اسمها «المأزق الأمني». كل حركة تقوم بها دولة ما لزيادة قوّتها فإن الدول الأخرى تعتبر ذلك تهديدا لأمنها وسلامة أراضيها. فكل دولة تقوم بكل الأدوار ولا تسمح لدولة أخرى القيام بالدفاع عنها وإذا حصل ذلك فإن دخول الأحلاف يكون مؤقتا كي لا ترهن الدولة سيادتها ويمكنها الانسحاب متى شاءت (كما حدث مع البريكسيت). النظام الدولي تحكمه «الفوضى» التي تعني غياب سلطة عليا تفرض القوانين كما يحدث داخل الدولة والتي تتميز «بالهرمية»، هذا الوضع هو ما وصفه فلاسفة علم الإجتماع السياسي أمثال هوبس «بحالة الطبيعة» حيث الكبير يأكل الصغير. كل دولة في هذه الحالة تعتمد على نفسها أو ما يسمى «مساعدة الذات». الوضع الدولي هو الواقع الذي نراه «هنا الآن» بلغة الفلسفة.
كورونا امتحان للحضارة الحديثة
على العكس فإن النظرية الليبرالية ترى أن النظام الدولي رغم اتسامه بالفوضى (مع الاختلافات الكثيرة بين مفكري هذه النظرية أو ما يسمى بالحوار داخل المنظور الواحد) فإن امكانيات التعاون الدولي متوفرة باعتبار أن الإنسان قابل للتحسين من خلال إدراكه للواقع على أن السِّلم خيرٌ له من الحرب باعتبار أن ما يجنيه يكون أحسن للجميع. ترى أنه يمكن نقل ما يحدث في النظام السياسي الداخلي للدولة إلى النظام الدولي ما دام ناجحا فإن له فرصة للنجاح أيضا. تعتبر أن الاعتماد المتبادل (حاجة الدول إلى بعضها البعض/ سياسة الربط) هو التقنية التي تقود إلى تحقيق السلم الدولي من خلال القضاء على الأنظمة الدكتاتورية وبناء أنظمة تقوم على الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وذلك بإتباع قواعد نظرية «السلم الديمقراطي». تصبح الرأسمالية والديمقراطية هما التعبير التقني عن فرضية «نهاية التاريخ» لفرانسيس فوكوياما.
من هنا يمكن أن نرى بأن كورونا الوباء الذي أودى بحياة الآلاف لحد اليوم له مكانه في التحليل. فالنظرية الواقعية ترى أن الذي حدث هو بسبب العولمة التي قلصت من سيادة الدولة وفتحت الحدود للمصالح التجارية التي تمكنت من نقل الفيروس وإضعاف إمكانيات الدولة. لو كانت الدول قوية بما فيه الكفاية وركزت على أمنها وبناء ترسانة من الأدوات التي تحصّنها من الأوبئة التي هي جزء من الحرب البكتريولوجية لكانت الآن بخير.
على العكس ترى الليبرالية أن المأساة سببها أنانية الدول وتخطيطها للقيام بالحروب البكتريولوجية وتحضير الأسلحة النووية والبيولوجية وعدم تطبيق تعليمات العولمة بفتح الحدود بما فيه الكفاية للسلع والخدمات التي تمكن من الزيادة في القدرة الشرائية للمواطنين في كل دول العالم وبالتالي رفع معدل متوسط العمر وتطوير المستشفيات. كورونا كان ليكون لعبة في يد الدول المتعاونة في شكل قوة واحدة تركز على الأمن الجماعي وتعتبر أي هجوم على دولة منها بمثابة الهجوم على المجتمع الدولي.
فشلت النظريتان في التعامل مع الوضع باعتبار أنهما تركزان على الدول والقوة والتعاون وكلها أشياء لا تنطبق على كورونا باعتبار أنه خطر عابر للحدود إضافة إلى أنه فوق امكانيات كل دول العالم. ما لاحظناه في الآونة الأخيرة بعد استفحال الوباء هو الأنانية التي طغت على سياسات الدول ورأينا كيف أغلقت أمريكا وفرنسا حدودهما بدل مساعدة الآخرين وخاصة إيطاليا التي تضررت كثيرا وكذا سلطات صربيا التي لجأت لطلب المساعدة من الصين. ستنقلب الموازين الكثيرة وخاصة في الإتحاد الأوروبي الذي كان يجد تماسكه في استغلال الضعفاء وخاصة أوروبا الشرقية بما يسمونه «سياسة الجوار». ستجد الصين لها مكانة كبيرة في النظام الدولي لأنها أثبتت قدراتها في التعامل مع الوباء بشكل مدهش للدول المصنعة أو التي تقدم نفسها على أنها كذلك غير مدركة أن مراكز المال والأعمال والإبداع قد تغيّر أماكنها بسرعة وكتاب المؤلفيْن هارت ونيغري «الإمبراطورية» يتناول بعض هذا النقاش. قد يكون هناك ما قبل كورونا و ما بعد كورونا في النظام الدولي وهذا ما أشار إليه الكثير من الباحثين من خلال التركيز على وباء 1918 الذي لم تتعلم منه الإنسانية.
الحضارة التي نعيش في كنفها قدمت في قالب إقصائي
هل يعيد الوباء النظر في بعض القواعد والنظم؟ وهل يتخلى صنّاع القرار عن وحشيتهم ويجنحون نحو أنسنة قراراتهم أم أنهم سيزدادون ضراوة في تقديرك؟
أكيد أن الوباء سيعيد النظر في القواعد التي تحكم النظام الدولي. مر القرن العشرون وتخللته حربان عالميتان ثم الحرب الباردة التي قادت إلى الحروب بالوكالة في دول العالم الثالث وسباق التسلح وحرب النجوم وحروب التحرر. أصبحت قواعد النظام الدولي هي المال وتوابعه من نفط وذهب وثروات أخرى حتى أصبح يقال «لا دوام للأصدقاء أو الأعداء في العلاقات الدولية، الدائم هو المصلحة». أصبح الموت بالدبابات والطائرات والقصف و»الدرون» (الطائرات بدون طيار) يملأ شاشات التلفزة وكأنه ألعاب كمبيوتر لكن الضحية هم دائما سكان دول الجنوب الفقير «المحقور»، المستعمرات السابقة التي لا يجب أن تنتفض أبدا. ابتكر الأمريكان «الحرب بصفر ضحية» أي الهجوم على الدول الأخرى بطريقتين: إما بالطائرات والصواريخ العابرة للقارات أو بتجنيد المعارضين من أهل البلد المختار للتدمير وبالتالي تحدث الحرب بصفر ضحية «أمريكية». هذا قصدهم. كل هذا سيتغير إذا ما استفاقت شعوب الدول الغربية من خلال بناء جبهة واعية من مجتمع دولي قادر على لعب دور المعارضة وكشف المؤامرات والدسائس. إنهم يجعلون من السياسة «فن المراوغة والكذب» أو «فن تخييب الظن» لكن الأشياء أصبحت واضحة بأن كورونا إحدى المخاطر التي تتهدد مواطني الكرة الأرضية كاملة دون الإعتراف بالحدود وجوازات السفر ولذا فإنه من الواجب الآن الانتقال من أمن الدولة إلى «الأمن الإنساني» الذي أصبح جزءا من خطاب المنظمات الدولية دون أن يصبح سياسة في الواقع.
كورونا وفتكه بالبشر وإمكانياته اللامحدودة ستقود البشرية إلى فكرة «كوسموبوليتانية» تتجمع حولها البشرية جمعاء بهدف بناء عالم آمن للجميع لأننا ننتمي إلى نفس النوع. أنسنة القرارات السياسية هي المآل الذي يقود إليه كورونا الذي هو الدرس الخلاق (إذا ما اعتبرناه إيجابيا في هذا المنحى) والباعث للوعي والواخز حتى لا يختار الإنسان طريق الإنتحار. لقد تمكن العالم في سنوات الحرب الباردة من تجنب حرب نووية كبرى تدمّر العالم وذلك بوجود مساواة في ملكية الأسلحة النووية التي أدت إلى حالة اسمها «توازن الرعب» الذي منع القوتين العظميين، أمريكا والإتحاد السوفياتي، من استعمال الأسلحة النووية. ربما بنفس المنطق فإن كورونا هو السلاح الفتاك الذي يجب الوقوف في وجهه بردع قوي لأن عدم الإتحاد يقود إلى الفشل بحيث يصبح الإتحاد والتعاون مع الآخرين ليس خيارا أو بديلا بل ضرورة حيوية لتفادي التدمير الشامل كما حدث مع الحرب الباردة.
الإشكال مع كورونا هو أنه يتكاثر بشكل رهيب وتتضاعف أعداده بطريقة عجيبة حتى أنه قد ينتقل من واحد إلى ألف خلال أيام قليلة وهذا ما يجعل رجال السياسة في حيرة من أمرهم لأنه يعطل كل طرق حساباتهم وتخميناتهم. من عادتهم تقديم أرقام تقريبية أو مزيفة لضرورات الانتخابات وإقناع المواطن بالخيارات الحسنة والرشادة التي يتبعونها والسبرنطيقا (التسيير العلمي للإدارة) التي ينتهجونها أما مع كورونا فعليهم اليوم تقديم أرقام دقيقة عن الأسرّة المتوفرة في المستشفيات لاستقبال المرضى والأطقم الطبية العاملة. لقد أدى الوباء إلى تغيير روتين العمل السياسي وفتح عن آخرها «العلبة السوداء» (بلغة دايفيد إيستون) التي هي النظام السياسي بكامل أسرار عمله. لا يستطيع النظام السياسي الآن إخفاء الحقائق والكذب والمراوغة لأن ذلك قد يقود إلى مأساة أو كارثة بشرية تقضي على ثقة المواطن في المؤسسات السياسية والاقتصادية إلى الأبد. كي يفهم السياسيون الذين لا يعرفون سوى لغة الأرقام والمصلحة والفوائد تحدث أحد الاقتصاديين قائلا: «الفيروس يشبه القرض البنكي الذي يقبض 25 بالمائة من الفوائد كل يوم. إذا اقترضنا دولارا واحدا (الكورونافيروس الأول الذي ظهر) وتقاعسنا 40 يوما فنصبح مدينين للبنك بقيمة 7500 دولار وإذا انتظرنا ثلاثة أسابيع كي ندفع فإننا نضطر لدفع مليون دولار». هذا هو كورونا الذي سيغير المفاهيم واستراتيجيات العمل إلى الأبد ولكن في أي اتجاه؟ لا أحد يعرف لكن المعلوم اليوم هو أن البشرية تملك الآن فرصة لتغيير مسارها أما إذا أرادت الانتحار فما عليها سوى الاستمرار في السياسات الحالية بكل تعنت.
 كشف الفيروس عن  ضعف وهشاشة الحضارة الحديثة التي تدعي التفوق على سابقاتها، كيف تقرأ هذه الوضعية؟
كورونا امتحان رائع للحضارة الحديثة لأنها قامت على عمليات بشعة لا تحترم الكائنات الحية ولا المحيط الحيوي ولا الثروات الزائلة التي تملأ الكوكب. تعتبر التيارات الثقافية والحضارية المعاصرة أن العالم ينقسم إلى ثقافات «دنيا» وثقافات «عليا» ومن البديهي أن الأولى متواجدة خارج الدول الصناعية. كل ما لا ينتمي إلى الحضارة الغربية (المهيمنة اليوم) فهو ناقص ولا يعتد به باعتبار أن التراكم المعرفي بلغ أوجَهُ مع الحضارة الحديثة التي يعتبرها المساندون على أنها الأحسن والأكثر تطورا من كل الحضارات السابقة. المشكل اليوم هو أن الحضارة التي نعيش في كنفها قد تم تقديمها في قالب إقصائي، فهي تمتد حسب ما يرى «المفكرون» من الإغريق والرومان وعصر التنوير في أوروبا أما الباقي فلا ضرورة لذكره لأنه لم يقدم للإنسانية شيئا يذكر. الملاحظ أن الدول الاستعمارية خلقت نمطا من التفكير عبر الكتب وأدوات النشر والمدارس والجامعات وسبل خلق الرأي المختلفة أصبح هو السائد اليوم ومن الصعب قلب الأوضاع لأن وسائلهم كثيرة (اكتسبوها في معظمها من استعمار الشعوب الأخرى) تمكنهم من ذلك. المركزية الأوروبية قادت إلى إقصاء الكثير من المعارف التي سبقت الحضارة الغربية مثل الصين ومصر الفرعونية أو تخللتها مثل الحضارة الإسلامية. إعادة بناء المعارف اليوم تتطلب أكثر من علم الإبستيمولوجيا و ما يقوم به «المراجعون» (Revisionists) في كافة المجالات المعرفية من أجل تنقيح ما نعرفه وتنقيته من الشوائب والأكاذيب تماما مثل تغيير أسماء الفلاسفة المسلمين ومنحها نغمة لاتينية كي لا يتعرف القارئ على انتمائهم الحضاري فأصبح ابن رشد يسمى (Averroès) وابن سينا (Avicenne). تم تهميش المعارف القادمة من أراضي غير أوروبا وأصبح الطلبة يرون في أوغست كونت أبًا لعلم الإجتماع عوض ابن خلدون الذي يكادون لا يعرفون عنه شيئا. كما قال محمد ديب: سرقوا الأنبياء أيضا حتى أن المسيح أصبح بشعر أصفر وعينين زرقاوين.
جاءت الحضارة المعاصرة جراء الصراعات المختلفة بين الحضارات المسيحية ضد الإسلامية وداخل الديانة المسيحية ذاتها، بين البروتيستانت والكاثوليك، الشيء الذي أدى في النهاية إلى عصر التنوير والحداثة والعلمانية وكل المفاهيم التي صاحبت «الفردانية» وخلق الإنسان الجديد الذي لا يعتمد على الميتافيزيقا أو اللاهوت بل يعتمد على العلم الذي يقوده إلى اكتشاف كل القوانين التي تحرك العالم ومن بينها القوانين الاقتصادية مثل قانون العرض والطلب ومبدأ «دعه يعمل دعه يمر». تحدث باحثوهم عن التفرقة بين المقدس والمدنس وأصبح العالم الذي نعيش فيه هو ذلك العالم المدنس الذي يجوز فيه كل شيء باعتبار أننا لسنا في عالم مثالي أو في «ما يجب أن يكون».
الغرب أراد سرقة كلّ شيء من البشرية
إن الليبرالية التجارية القائمة على البضاعة قادت إلى الكارثة لأنها جعلت من كل شيء سلعة تباع ولها قيمة تبادلية في السوق. تم التلاعب بالغابات وقطع الأشجار وتحويل الأدغال إلى أراضي زراعية أو لتربية الحيوانات التي يتم التعامل معها تماما مثل الجماد بحيث تربى ثم تقتل ثم تعلّب بشكل سريع ويتم تسريع عملية نموها بواسطة الأدوية التي يقولون أنها خالية من الأعراض الجانبية على صحة البشر. تم القضاء على آلاف الأنواع من النباتات بدعوى أنها أعشاب ضارة تعيق نمو الحبوب المختلفة التي تزرع بالآلات الكبيرة في أراضي شاسعة تغطيها الأسمدة حتى أن الكثير من الخضراوات تنتج اليوم في بيئات غير طبيعية مغلقة وخالية حتى من التربة. بسبب الزيادة في عدد السكان راح الناس يفرغون البحار والمحيطات من أسماكها ويتناولون على الطاولة كل الكائنات الحية الطائرة والزاحفة والماشية ولم ينج الثعبان والخفاش والديدان. الإنذار الأول كان ثقب الأوزون والاحتباس الحراري والكوارث الطبيعية التي نتجت عن ذلك والتي ستؤدي بعد قرن إلى إغراق جزء من أوروبا (الأراضي المنخفضة). الإنذار الثاني هو التلوث الذي أصبح يلف المدن ويدمر المحيط الحيوي مما أدى إلى انقراض الكثير من الكائنات الشيء الذي قاد إلى اختلال التوازن الطبيعي بين الفريسة والصياد.
إن الحضارة المعاصرة هي حضارة البلاستيك الذي سيدمر الكرة الأرضية خنقا، حضارة الربح الذي قاد إلى الحروب وقتل الشعوب الضعيفة ومحو آثار الحضارات القديمة الرائعة (العراق وسوريا)، حضارة الاستعلاء والعنصرية التي تقود اليوم إلى احتقار الشعوب التي تم استغلالها سابقا ويتواصل حاليا وتعاني اليوم من سوء التسيير والرشوة والولاء للغرب. إن فيلسوف مثل ميشال أونفري واحد من أولئك الذين يقولون الحقائق عن الحضارة اليوم وسلبياتها. كورونا باستفحاله اليوم يقول أن الحضارة الحالية هي حضارة الكمبيوتر / الموجة الثالثة بلغة ألفن توفلر، لكنها لم تستطع إطعام وإسكان ساكني الكرة الأرضية ثم أنها تلك التي تبرمج للذهاب إلى الكواكب خارج المجرة في حين أنها عجزت عن مواجهة فيروس مجهري فتك بمواطنيها. بلغة بول كينيدي إنها نهاية الحضارة الغربية التي حكمت حقبة من الزمن ولكنها كباقي الحضارات تخضع إلى قانون القوة والضعف الذي تحدث عنه ابن خلدون. لقد أصبحت الأسئلة التي لم تعد الحضارة الغربية قادرة على الإجابة عنها كثيرة جدا وأصبحت بمثابة الثقوب في جسدها (بلغة توماس كوهن المختص في تطور العلوم) ولذا فإن العالم اليوم بحاجة إلى تغيير جذري. قد لا يحدث بالسرعة المنتظرة لكنه سيحدث لا محالة.

الرجوع إلى الأعلى