عندما زرت في 9 أوت 2007 لأول مرة - والأخيرة في هذا الشأن – ذاك القبر، المرقد البارد لمحمد ديب في الضاحية الباريسية في «لا سيل سان كلو» ورأيت الرخام الرمادي الذي يحمل النقش السحري المذهب لكلمات ثلاثة: «L’arbre à dires» ، والتي لم تكن سوى عنوان إحدى رواياته «شجرة الكلام»، تمكنت من إدراك الأبعاد الخرافية التي لا حد لها و لا سقف للمأساة التي عاشها الرجل بكل تفاصيلها وآلامها المادية والروحية. وحده «يستريح» تماما مثل مالك حداد الذي قرر ألا يموت. وحده واجه شرور النقد الأدبي والعنصرية العلنية والمندسة وقسوة وطنه الأم وجحود مواطنيه. وحده في مقبرة مسيحية نائية، ينام بعيدًا عن «الدار الكبيرة» ليس التي حدثنا عن سكانها وألمهم وتعبهم ومعاناتهم تحت سياط الاستعمار ورشاشات عسكره، بل عن دار كبيرة أخرى في تلمسان كان قد التقط لها بعض الصور بآلة الروليفليكس ثم أغمض عينيه وأخذ باقي الصور الذكريات، ببهائها الذي كان يحلم به. وحده في كفنه يراقبنا. لم يكن خائفا أبدا من مرور الوقت.. أبدا.

عبد السلام يخلف


كان الرجل - كم محزن أن نتحدث عن محمد ديب بفعل الماضي - هذه الشجرة الحكيمة الأصلية الوارفة الحكمة والتجلي، مصدر الكلمات الجميلة الملخصة في «سيمورغ» (السمرغ) الذي هو كتاب ساحر، ليس رواية ولا مجموعة قصصية ولا حتى أشعار أيضًا. هل يجب أن يتواجد في قائمة ما كي يكون؟ في تصنيف معين جاهز للقراءة والتصرف؟ إنه كتاب/ صرخة يقدمه لقرائه وأصدقائه الافتراضيين الذين يغذون نسغ الكتابة عن طريق شراء الكتب ونبش تفاصيلها والبحث بين جنباتها عن حكمة نائمة أو جملة متأهبة للغرس تماما مثل حبات القمح. يهديه لقرائه فقط لأنه يعرف التقلبات في الحياة وألعابها البهلوانية ولا يثق في الاعتراف على أيدي النقاد أو «مانحي» الجوائز لأن هداياهم دومًا مسمومة. (السم في العسل كما يقول المثل العربي).

ديب  لا يتعامل أبدا بنمطيّة مع قضايا العصر كالعولمة والهوية والهجرة والتعصب
لقد تم نشر «سيمورغ» قبل عدة أشهر من وفاة محمد ديب، وكاد أن يكون مفاجأة، وصية مرسومة بشكل فسيفسائي. وصية ثمينة تُحفظ على جدار متحف الإنسان، ليس ذاك الذي يحوي الجماجم والهياكل العظمية بل متحف البشرية الذي يحتوي الرأي والمقولة والتضحية والسلام والتحية والعبقرية والمجهود والتعب والدليل والحكمة ، الذي يحمل فكرة محمد ديب ويتحدث بلغة العلماء ومعرفة النبلاء الذين يشعلون الفوانيس نكاية في الظلمة والطغيان والهباء والتنكيل بأحاسيس الإنسان وقدرته على التحليق.
إن هذا الكتاب عبارة عن مجموعة من النصوص التي لم تجد لها مكانا في رواياته السابقة. بقيت القصاصات (مثل «المجتزءات الخمس للصحراء» لرشيد بوجدة) في درج ينتظر مرور مزاج مبتهج أو قرار الأصابع الرشيقة والهشة في آن لرجل يجلس في زاوية صغيرة من شقته الضيقة ويحيلها إلى كومة من الورق تتلوى في كل الاتجاهات ثم تعيد صياغة العالم في شكل صياغات مذهبة تسرّح الفوانيس وتحكي الحكايات لعابري السبل الوعرة كي لا تتأذى جوارحهم وهم يعبرون جهنم. العالم في «سيمورغ» أخطر من جهنم لكن القناعة لا تفشل أبدا ولا تترك الرجل وحيدا في مسيرته هو الذي يعرف أنه «يجب على المرء ألا يشرع في مغامرة الكتابة الخطيرة جدا إلا مع القناعة الراسخة والضمير النقي بأنه يحمل أشياء معينة بداخله وهو الشخص الوحيد الذي يعرف ويستطيع نقلها للآخرين» (ص 86).
يبدأ الكتاب بنص يحمل عنوان «سيمورغ» وهو في نهاية الفلسفة والتجلي اسم لذاك الطائر الأسطوري والصوفي الذي يحمل اسمًا فارسيًا يعني «ثلاثين طائرًا». إنه يمثل الحلم النهائي للطيور وملكها الأبدي. تسافر الطيور في مغامرة لا تنتهي أو قد تنتهي بما لا تبتغيه أو قد لا تعرف أصلا ما تبتغيه. يقول: « كان يمضي، كان يمضي. هناك في العلوّ. ليس على ارتفاع كبير... ما أحقرها هاته الشمس. لم يكفّ الظل عن التمدد على الأرض، لم يمرّ، و ما لبث يتمدد على الأرض. يأتي الليل في منتصف النهار أو كذا. إنها ليست نكتة. هو شيء يشبه تماما حظر التجوّل لأنك كي تتقدم أو تتحرك فلا تحرّك و لا تقدّم هناك. ما زال النهرُ يركض و الماء دومًا هنا يراوح مكانه. كان يمضي و يمضي.».
تكمن قوة هذا الكتاب في قدرته على اختراق شغاف النفس البشرية وحدودها وجعلها تقف هادئة راضية مقتنعة مرغمة ترى نفسها في المرآة. انعكاس عميق لدورة الأحداث المتتالية التي تسكن رحلة البشر وتغيّر مساراتها وأقدارها كونها مأهولة بثلاثي المنفى والألم والبحث. البحث عن معنى الحياة والموت. البحث بينهما من طرف روح تائهة جوالة مغرر بها، تتعرض للنهب والتنكيل وتزدهر في الأفق بانتظار المصير والعذوبة القادمة.
يأخذنا محمد ديب من نص إلى آخر، من بلد إلى آخر، من جحيم إلى آخر، من الخارج إلى الداخل دوما أعمق نحو مصائر مجهولة ووجهات غير محتملة. بصبر كبير ولغة أنيقة واعدة ومضطربة حازمة يقول «أشياءه» بحذر لكن دون أي تردد ودون الخوف من إبلاغ أيا كان مسبقا. لا يدين لأحد بشيء هو له ولا يهاب الارتطام بعرافي الباطل ومالكي مفاتيح الهزائم لذا فهو لا يمل التكرار كي يفهم الجميع. التكرار في أسلوبه خيار واع مع سبق الإصرار والترصد. من أجل التأكيد والتوكيد والشرح والتدليل والتعليل كي يزيل ذعر القراءة وخوف الاقتراب من نصوصه أو ربما بعض تلك المواساة والتعزية لمن رأى في نصوصه والتكرار غمامة تحجب الوصول إلى الفاكهة. الخسران لهم.
هذا الكتاب هو حديقة رائعة. مساحة أنشأها محمد ديب حيث يتحرك بخفة وأناقة، مثل الظل الشفيف، بين الماضي والحاضر، بين الثقافات المختلفة للشرق والغرب، بين الأفراد والمواضيع العالمية الأخرى باستخدام الخطاب الشفاف، الماهر، الموهوب، القاتل دون حد مثل تلك الشجرة التي تخفي الغابة، تتكاثر الأسطورة وتمضي في مغامرتها وتتخذ دائمًا شكلًا صافيا وشيطانيًا في نفس الوقت. يبدأ الكتاب بهذا الطائر الذي يجمع في ذاته أفضل صفات من يجانسه. يتغذى على العطور ولا يملك عشا وتطول حياته لأكثر من قرن. يعيش في آفاق يتعذر الوصول إليها لأنه مختلف عن جميع أنواع المخلوقات وسلالات الطير ويطمع فيها الجميع ويتطلع للانتماء إليها واكتساب نبلها. إنها حلمنا جميعا. ألذ خرافاتنا وأعذبها.
ينتهي الكتاب بأسطورة أخرى هي أسطورة أوديب التي تسمى «أسطورة الغرب» في حين أنها جزء من تراث الشرق، مثل المسيحية تماما، ولدت هنا وكبرت ونبتت لها أسنان حليبية. تم اختراقها وسرقتها وإعادة تشكيل هندامها لتناسب القالب الأيديولوجي لصراع الحضارات وتصبح جزءًا من تراث قارة أخرى، أوروبا التي لم تشهد ولادتها هناك بعيدا في الجغرافيا وفي التاريخ. يقول: «وفيا لعاداته الاستبدادية دائما، استولى الغرب على التراث اليوناني وفسره وفقًا لآرائه وفي النهاية جعله شيئًا خاصًا به». أصبح يسوع بفضل المؤامرة والكذب والتجني على التاريخ وإعادة كتابة الأحداث بالأشكال التي يبتغونها، أصفر الشعر وأزرق العينين. أوديب جردوه من ثيابه الأصلية وأدخلوه كتبهم الفلسفية من خلال «المركزية الأوروبية» وجعل كل ما يحدث خارج هذه الدائرة مجرد فلكلور لا يعتد به لكنهم لم يتمكنوا من القفز على بعض «العراقيل المعرفية» الضخمة فصاغوها بشكل يجعلها تبدو أوروبية حتى ولم تكن كذلك. مرة أخرى أعاد محمد ديب صياغة النقاش بفضل أدواته اللغوية الخاصة لذلك تأخذ الترجمة مسارًا مستحيلًا وتحاول معالجة المعنى بحذر وبكثير من الاحتياطات التي مهما كثرت لن تكون كافية أبدا. تكمن الصعوبة في أن لغة محمد ديب شبه جسدية وأرضية، مليئة بالثقافة والتعابير والعبارات الجزائرية. لغته تسكن الأرض ولا تتخلى عنها. كأن لغته منحوتة من طين مدينة تلمسان لذا فهو كاتب لا يمكن نسخه أو ترجمته بسبب تلك اللغة التي تقول أشياءها على الفور بأناقة وتكرار وتجمل وبهاء وحكمة وتلخيص وإطالة وإشارة ونشاط وبساطة وتعقيد وتلميح وغواية وخفة وسلاسة ثم تنسحب بهدوء، غير مرئية، غير مبالية بالذي يحدث.
بصفته أستاذ سابق في جامعات العالم، يتعامل محمد ديب مع الموضوعات التي تهم الجميع في عالم اليوم مثل العولمة والتعصب والهجرة والهوية والعلاقات الدولية. بخطاب أدبي وأسلوب راق تضعه قوته الجوهرية في مكان مرتفع للغاية يتجاوز الصيغ النمطية ويجعل القارئ في حيرة من أمره وهو يرى بعد مرحلة من العبث والبحث عن الكلمات في القاموس أن محمد ديب ساحر جزائري أخذ طلاسم لغته من براري تلمسان وأحراش جبالها. تحاول الكلمة دائمًا إحباط الطريقة. حين يقول شيئا فإنه دوما يريد أن يقول شيئا آخر. هذه اللغة تمثل هوية محمد ديب المعقدة، كيانه المجروح، ذاته المتفردة، أناه المتوثب، روحه المعذبة، هدية الآلهة. هديته لنا كي يقدمنا إلى سبل الابتهال.

الأوروبيون جردوا أوديب من ثيابه وأدخلوه كتبهم الفلسفية
كما تعامل محمد ديب في هذا الكتاب مع الموضوعات الشخصية والسعادة والعقبات أو مناطق الظل بكثير من الحب والهشاشة والحنين والرقة كما لو كان يشكر الأشخاص الذين كانوا في الأصل والسبب النهائي لهذه الحقائق. كان يشكر ويحيّي الموسيقيين والفنانين والشعراء. لقد تحدث عن هؤلاء الناس بقدر كبير من الإعجاب لذا حاولت بحذر وحماس كبيرين توصيل ذلك لقراء اللغة العربية. لأن محمد ديب رجل جوال في المعنى، قلق في الجمود، فإن أسلوبه لا يمكن إلا أن يكون شاعريًا وملمحًا باختصارات ولدت مع اللغة الفرنسية التي يصفها بأنها «اللغة الأرستقراطية التي لم تستطع أبدًا أن تقول بؤس الجزائريين». هذا هو السبب الذي دفعه إلى صنع لغة على مقاسه، بحجم آلامه، هو الذي يقول أن الفرنسيين يقومون بترتيب الكتاب الذين يكتبون باللغة الفرنسية كما يلي: في المرتبة الأولى يأتي الفرنسيون وفي المرتبة الثانية كتاب الفرنسية من أوروبا وأمريكا وفي المرتبة الثالثة «الخادمات البرتغاليات» وفي المرتبة الرابعة كتاب الفرنسية من شمال إفريقيا. يقول محمد ديب العظيم: «أحلم بأن أصعد إلى مرتبة «الخادمة البرتغالية» لدى نقاد الأدب الفرنسيين». هو الذي يُوصف دائمًا بأنه «من الأهالي» (لانديجان) عندما يحاول التعامل مع الفرنسية لغة جيرار دي نيرفال (معذرة للعزيز فولتير!).

الغرب سرق يسوع وجعل شعره أشقر وعينيه زرقاوين
في نص (منى)، يقرر إرهابي العودة ليأخذ معه الطفلة التي قتل عائلتها كلها: مع ذلك يريد أن ينساه. في الصحراء، أثناء الترحال وفرارًا من عاصفة رملية، نسيت امرأة طفلها خلفها ومع ذلك، لم ترغب في نسيانه (نص – حزن مدن الأشباح). أو مرة أخرى، يحاول «كناس» أفريقي نسيان قريته الأصلية ودفنها في أعماقه من خلال تنظيف شارع في باريس لكن زائرة مثله، محاصرة في تلك المساحة الصغيرة، تجلب له روح البلاد وأنفاس قارة بأكملها ومع ذلك فقد أراد نسيانها (نص - الزائرة الضائعة). لتلخيص كل هذه الأبعاد، «لا شيء غريب بالنسبة لي» يقول المؤلف.
يثور محمد ديب ضد الأمريكيين بسبب استغلالهم لثروات الأرض وإهمالهم لحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. يثور ضد نقاد الأدب الفرنسيين بسبب ارتباطهم السري برؤية استعمارية لم يتمكنوا من التخلص منها والذهاب إلى مساحات خالية من التاريخ العنصري لبلادهم. يثور ضد الأصوليين الإسلاميين ليس بسبب الدين الحنيف في ذاته بل لاستخدامهم الإسلام في غايات مشينة ذات بشاعة بدون حدود. يثور محمد ديب باستمرار دون أي هدوء. دون توقف ولا يهدي لأحد لعبة أو قوس قزح. يثور كي يقول الذي يهترئ ويجب فضحه دون تكتم بشع أو قناع خائن أثيم. لدى محمد ديب حكمة البركان.
المعضلة الكلاسيكية التي تطاردني كمترجم هي حل معادلة الاختيار: إما ترجمة كلمات محمد ديب بالكامل كما جاءت على لسانه وقلمه ولكن بدقة كبيرة أو تحرير نفسي قليلاً من النص المصدر ومنح الكلمات والجمل أجنحة لتحلق بها و مكونات وبهارات وتراكيب لغوية خاصة باللغة العربية. أعتقد أن أهم شيء في هذه الترجمة هو مسؤولية فهم نص محمد ديب الأصلي الذي تحدث فيه بكل صراحة وألم عن فقره وقلقه وصفائه الروحي.
من الضروري أيضًا أن أقول حقيقة مهمة وهي أنني تجنبت ترجمة نص بعنوان « طائر الفينيق الكسول في ستة عشر موقفًا» والذي هو عبارة عن جملة من المواقف المستندة إلى التوريات والأصوات والاستعارات التي يستحيل فهمها خارج سياقاتها داخل اللغة الفرنسية. ستكون ترجمتها إلى اللغة العربية ممارسة لا طائل من ورائها وتمس سمعة محمد ديب الذي اختار لنفسه رفاهية الاحتفاظ في بعض زوايا هذا الكتاب بمناطق حميمة منح فيها لنفسه الحق في ممارسة جنونه وتحقيق معجزاته في نغمة الكتابة وأناقة الأسلوب.

سيمورغ مخطوط الحكمة البشرية
من يستطيع القيام بعمل أفضل مما قام به محمد ديب؟ أن يكتب نصا من عشر صفحات تحتوي فقراته الست على جمل طويلة من صفحتين لكل منها. لا توجد نقطة في المنتصف. هناك نقطة أخيرة فقط. (نص- الطفولة غير المؤكدة). يفعل ذلك لإنقاذ الذاكرة والتحدث عن الزمن الذي كان ممنوعا عن الجزائريين تحدث وكتابة لغتهم الأم.
من خلال ترجمة هذا الكتاب كان لي الشرف الكبير والسعادة الغامرة لإعطاء محمد ديب الفرصة لقول «أشياء معينة» باللغة العربية للقارئ غير المحتمل، لمنحه الفرصة التي حلم بها كثيرًا للتعبير عن حكمته لأن «سيمورغ» هو مخطوط للحكمة البشرية، للفلسفة الشائكة التي تتدفق وتنساب ثم تختفي لأن الكاتب يستولي عليها في رحلتها الكاملة وهي محلقة في الفضاء ويحولها باستخدام الواقعية والسريالية والرمزية والصوفية و أنماط أخرى كثيرة ليس من أجل تحويل الحياة ولكن من خلال الدوران داخل إيقاعها.
لا يحمّل محمد ديب ذاك الذي يحدث لأي شخص بعينه حتى أولئك الذين مارسوا استراتيجية اللامبالاة تجاه آسيا جبار (ص 191) وحرموه من جائزة نوبل لأنه يرى أن الجزائر بثرواتها المادية والبشرية قادرة على التأسيس لجائزة أدبية عالمية تكون في مستوى عبقرية وكتابات أبنائها الذين شرفوها في محافل الآخرين أو ينتظرون في الرواق.
رحل محمد ديب إلى الأبد بروعة وأناقة، قائلاً في الجملة الأخيرة من الكتاب، وكأنه يلخص معنى الحياة، تأثير المرآة، لهذا الشاعر الذي هو نفسه دون أدنى شك: « لم يعمل الوقت ضده ولكن ضد أولئك الذين لا يزالون يتجاهلونه اليوم «. آخر درس في «سيمورغ».
هامش:
جميع الصفحات المذكورة في النص: محمد ديب ، سيمورغ/ ترجمة عبد السلام يخلف، منشورات سيديا، الجزائر، 2017.

الرجوع إلى الأعلى