على بعد أمتار قليلة من محطة المترو" عميروش " بحي حسين داي بالجزائر العاصمة، صنعت مجموعة " دار العزة " للنشر والتوزيع السبت الماضي الحدث بفتح أكبر مكتبة في البلاد، تحمل تسمية " ناجي ميغا بوكستور"، تلبي احتياجات مختلف شرائح وأفراد المجتمع في مجال النشر، وتشجعهم على القراءة وتعزز شبكة المكتبات الوطنية التي أخذ عددها في التراجع خلال السنوات الأخيرة، ولتكون أيضا فضاء ثقافيا معرفيا وعلميا يؤسس لتقاليد جديدة في ربط الجزائريين بالكتاب وخلق فرص للاحتكاك بين الكُتَّاب والقُرّاء.
روبورتاج: عبد الحكيم أسابع
على بعد أمتار قليلة من محطة المترو" عميروش " بحي حسين داي بالجزائر العاصمة، صنعت مجموعة " دار العزة " للنشر والتوزيع السبت الماضي الحدث بفتح أكبر مكتبة في البلاد، تحمل تسمية " ناجي ميغا بوكستور"، تلبي احتياجات مختلف شرائح وأفراد المجتمع في مجال النشر، وتشجعهم على القراءة وتعزز شبكة المكتبات الوطنية التي أخذ عددها في التراجع خلال السنوات الأخيرة، ولتكون أيضا فضاء ثقافيا معرفيا وعلميا يؤسس لتقاليد جديدة في ربط الجزائريين بالكتاب وخلق فرص للاحتكاك بين الكُتَّاب والقُرّاء.
وجاءت المبادرة التي لقيت صداها الواسع في وقت يقطع الكثيرون عشرات الكيلومترات للحصول على مرجع أو نسخة من كتاب يرغبون في قراءته وقد لا يجدونه، وفي وقت يعاني فيه الكتاب من " حصار غير معلن " على حد تعبير ناشرين نظرا للظرف الصعب الذي فرضته جائحة كورونا وما ترتب عن ذلك من فراغ في النشاطات ذات الصلة بعالم النشر.
و إن كان الهدف من فتح هذه المكتبة " العملاقة "، يتعدى النشاط التسويقي لتصبح منصة لنشر الإنتاج الفكري والأدبي والعلمي، فقد ارتأت النصر أن تقوم بجولة في هذه المكتبة ذات التصميم المميز لتقريب صورتها للقراء.
ولعل من الأهمية في البداية الإشارة إلى أن هذه المكتبة المشيدة فوق مساحة 1300 متر مربع وتتكون من 3 طوابق، تحتضن في ثناياها ووسط ديكور أنيق وجذاب، 1400 كتابٍ معروض، فيما تحوي مخازنها – حسب أحد مسيريها ما لا يقل عن 40 ألف نسخة تتناول مختلف الاختصاصات و تتنوع ما بين الكتب العلمية و الأدبية و الكتاب شبه المدرسي و القواميس و الأطالس و الموسوعات وتشكيلة كبيرة من كتب الأطفال وكتب الثقافة العامة.
الكتب التراثية والأطالس والقواميس في الصدارة..
عندما تلج باب المكتبة ستلفت انتباهك على الجهة اليسرى من المدخل الرئيسي، تلك التشكيلات من الطبعات الأنيقة للكتب التراثية التي تشمل العديد من الدراسات الإسلامية و الأدبية والتاريخية.
ويقول رضوان لمسيوي، وهو أحد مسيري المكتبة للنصر، أن الكثير من هذه الإصدارات جاءت طباعتها كثمرة تعاون بين دار العزة ودار ابن حزم ببيروت ودار ابن كثير، هذه الأخيرة أثمرت الشراكة معها بإصدار كتاب «كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي» في ثلاثة أجزاء إلى جانب كتب "الإباضية  مدرسة إسلامية بعيدة عن الخوارج»، و "المسيح عيسى ابن مريم" و"نوح والطوفان العظيم ميلاد الحضارة الإنسانية الثانية" وهو آخر إصدار للدكتور محمد علي الصلابي، المفكر المؤرخ والفقيه الليبي.
كما نجد على رفوف الطابق الأرضي كتبا في التاريخ حول الدولة الأموية والدولة العباسية وهي من إصدارات مجموعة «دار العزة» إلى جانب عدد من الدراسات الأدبية تم تحقيقها في إطار التعاون بين المجموعة وبين «دار نوفل» الناشر الرسمي لمؤلفات أحلام مستغانمي وعدد من المؤلفين العرب.
وهكذا سيجد القراء كل كتب أحلام مستغانمي متوفرة بالمكتبة شأنها شأن كتب العديد من كبار الكتّاب والأدباء والروائيين. كما يضم ذات الطابق أهم الكتب التي أصدرتها «دار ابن حزم» بمصر، وهي الشهيرة بإصدار موسوعة التفسير المأثور، إلى جانب أكبر جامعٍ لأحاديث وآثار التفسير عن النبي والسلف الصالح، و أثار شيخ الإسلام ابن تيمية.
 كما نجد إصدارات «دار ابن الجوزي» بمصر وهي أيضا من الدور الرائدة في نشر الكتب التراثية الإسلامية وكتب الثقافة والفكر الإسلاميين بصفة عامة، على غرار دليل السالك في شرح ألفية ابن مالك، وشرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية و» مقاصد الشريعة الإسلامية وعلاقتها بالأدلة الشرعية›› و " التجديد في الفكر الإسلامي " و الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم و خواص القرآن الكريم دراسة نظرية تطبيقية و القبس في شرح موطأ مالك بن أنس.
وفضلا عن ذلك فإن محبي كتب التراث والفكر الإسلاميين سيجدون أيضا تشكيلات من كتب الصادرة عن «مؤسسة الفرسان للنشر والتوزيع» الناشر الحصري لمجموعة من المؤلفات أبرزها " أطلس معالم المسجد الأقصى المبارك".
وبالنسبة للأطالس والقواميس التي تقابلك في الجهة اليسرى من مدخل المكتبة فللمجموعة المسيرة للمكتبة إنتاجها الخاص بأكثر من 16 عنوانا إلى جانب رصيد معتبر من إصداراتها الأدبية، على غرار " الإعراب المبسط" و"الشعر العربي الحديث" ومجموعة فاخرة من روائع اللغة العربية فضلا عن سلسلة دواوين مختارة، وما لا يقل عن 100 عنوان من كتب الطفل والقواميس الموزعة على الطابقين العلويين.
ولمجموعة " العزة "أيضا سلسلة من 24 عنوانا وهي أجمل ما طبع في ميدان الطبخ ويتعلق الأمر بسلسلة "كولينا " في طبعات فاخرة.
وفي إطار التعاون أيضا بينمجموعة " العزة" وبين «مؤسسة عويدات» اللبنانية تم إصدار موسوعة "لاروس للأعشاب الطبية" المترجمة من الفرنسية إلى جانب ترجمة اثنين من أشهر الكتب ذائعة الصيت في البلدان الغربية " أربي ولدي وأنتظر ولدي».
كما تزدان رفوف المكتبة  بإصدارات لمجموعة "أنتير فوروم إيديتيف"  التي تضم أشهر دور النشر الفرنسية، وهي المالك لمؤسسة" روبير" سيما القواميس المدرسية من بينها إصدار مشترك  يتعلق بطبعة من قاموس مدرسي خاص بالجزائر، الذي ينتظر أن تدخل طبعته لسنة 2020 أواخر السنة الجارية.
أما مع  دار "هاشيت" فأصدرت مجموعة "العزة" القاموس المدرسي "لاروس" فرنسي فرنسي عربي.
بشرى لمحبي الروايات العربية
وإضافة للرصيد الكبير من الروايات المعروضة بالمكتبة، ينتظر أن تستلم مجموعة " العزة " ابتداء من يوم السبت المقبل بعضا من أشهر وأحدث إصدارات الروائيين العرب التي أصدرتها دار الكيان بمصر.
وهناك تشكيلة أخرى من الكلاسيكيات مثل رواية «أرض زيكولا» الخيالية للكاتب عمرو عبد الحميد، والتي حطمت أرقاما قياسية في عدد المبيعات منذ إصدارها في سنة 2010 وعناوين كثيرة من بينها «أنتيخريستوس» للدكتور أحمد خالد مصطفى الذي كتب عددًا من الأعمال الروائية في أدب الرعب.
أما في أواخر السنة الجارية فينتظر استلام آخر الإصدارات من فرنسا وكتب في التنمية وروايات أخرى.
وللطفل نصيب كبير ...
خصصت مكتبة " ناجي ميغا بوكستور" نصف الطابق الثاني لعرض الكتب الموجهة للأطفال والناشئة   يضم حوالي 3500 عنوان من بين حوالي 8000 عنوان في مخازن المجموعة.
وفي هذا الصدد يقول ممثل المجموعة في تصريحه للنصر " إذا كنا نتطلع إلى أن  تلبي مكتبتنا احتياجات جميع فئات المجتمع، فإننا نريد أن يكون للطفل نصيب كبير" مضيفا "ولن تقتصر المكتبة في نشاطها على توفير الكتب للأطفال والمراجع للتلاميذ بما يغنيهم عن اللجوء لنسخ البحوث الجاهزة من الانترنيت، ولكننا قررنا تنظيم أنشطة ثقافية لهم بالتعاون مع المؤسسات التعليمية، هدفها تشجيعهم على القراءة، و تسعى أنشطتنا إلى غرس مفهوم وأهمية القراءة في نفوس هؤلاء الأطفال، وتشجيعهم على المطالعة والبحث و دخول عالم القراءة بطرق جذابة وممتعة، لأنهم استثمار المستقبل، نسعى في ذلك لأن تستقبل المكتبة رحلات مدرسية ".
طموح لتوفير الكتب الأكاديمية  
في إطار سعي مجموعة "العزة " لمرافقة الطالب الجامعي في الجزائر فقد حرصت على تنويع الإصدارات المعروضة بالمكتبة التي تتراوح بين كتب القانون وعلم النفس وعلم الاجتماع والهندسة المعمارية والطب والثقافة الطبية والعلوم السياسية والتاريخ وعدد محتشم من كتب علوم الإعلام والاتصال وتخصصات أخرى.وفي هذا الصدد يقول رضوان لمسيوي: " نريد أن تكون تجربتنا  تجربة في غاية النجاح في مجال نشر وتوفير الكتاب الأكاديمي وتوسيع الجناح الخاص به لإدراكنا للحاجة الكبيرة للطلبة في مختلف التخصصات التقنية والعلمية والأدبية والعلوم الإنسانية بصفة عامة، للكتاب المتخصص، لأن همنا هو رفع المستوى الثقافي والأدبي والعلمي للفرد وكم نتمنى أن نحقق نتائجها بظهور جيل مهتم وملم بالثقافة والآداب والفنون والعلوم وجيل ناضج فكريا مدركا لقيمة الكتاب نتيجة توفر الكتب والموسوعات والمجلدات بين يدي الطلبة  في جميع المراحل الدراسية  لإشاعة الوعي والثقافة في فكر ذلك الجيل».
أدوار إضافية للمكتبة...
ومن بين المهام المستقبلية التي تأمل المجموعة المالكة للمكتبة، تحقيقها تحويل هذا الفضاء إلى صرح علمي ومعرفي يحتضن الإنتاج والإبداع الفكري والعلمي والأدبي والفني، يقصده طلبة العلم والباحثون، ليس بهدف إشباع شغف القراءة والبحث والاطلاع، وفقط وإنما لاستثمار أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة من خلال الاحتكاك بالكتّاب والأدباء والمفكرين بتنظيم لقاءات معهم سواء في إطار ندوات موضوعاتية أو في إطار البيع بالتوقيع لأحدث الإصدارات.
فضلا عن برامج أخرى في إطار تنشيط الحياة الثقافية كخلق فضاء لعرض اللوحات الفنية.
وفي نهاية المطاف يقول ممثل مجموعة " العزة " للنصر " لهذا الفضاء الذي يليق بمدينة كبيرة مثل الجزائر العاصمة مشاريع و طموحات أخرى  تتماشى مع التطورات الكبيرة التي يعيشها عالم الكتاب والنشر باستعمال كل الوسائل الحديثة للتواصل من أجل إيصال الكتاب إلى القارئ عبر الوطن سواء في إطار شراكة أو في إطار مبادرات واستثمارات أخرى للمجموعة".

* قالوا عن المبادرة

الكاتب الروائي عبد العزيز غرمول
خيار سليم وإيجابي وجدير بالاقتداء
«هذا هو الخبر السعيد والإيجابي الذي تحقق منذ وقت طويل، قديمًا قيل من فتح مدرسة فقد أغلق سجنًا، وفي عصرنا الحالي، وفي بلدنا بالخصوص، من فتح مكتبة بهذه النوعية الراقية فتح بابا واسعا للمعرفة والمطالعة وتلاحم وتلاقح الأفكار والمعلومات...
طيلة ثلاثين سنة لا نرى سوى فتح بزيريات وفاست فود وملابس مستعملة، مررنا بعصر الظلمات والرداءة البشرية إلى حد كنا نظن أننا على شفا نهاية التاريخ، لكن بعض الجزائريين، لا يزالون قادرين على الحلم وحب العلم والمعرفة، وهذا يسعدني شخصيًا ويدعوني لمساندتهم وتحيتهم وشكرهم على هذا الخيار السليم والإيجابي. وأنا متأكد بأنهم بقدر نجاحهم سيشجعون أشخاصا آخرين على دخول هذا الميدان المفيد ماديا ومعنويا ومعرفيا. شرط أن لا يكون فضاء تجاريًا بحتًا كما لو أنه يبيع قطع غيار. المكتبة هي ملتقى ثقافي، يوفر الكتاب ومعه يوفر جو لقاء المثقفين والطلبة والباحثين عن المعرفة، قصدي مكتبة مناخ ثقافي وليس تجاري فقط.
من محاسن الصدف أن هذه المكتبة الرائعة تقع في الحي الذي أسكن فيه (حسين داي) وستكون دون شك ملتقى العديد من المثقفين ومحبي الكتاب وهو ما يسهل لقائي بهم. وأنا شاكر سلفا صاحب المكتبة على هذه الخدمة الجليلة في زمن عز فيه اللقاء!
وأغتنم هذه الفرصة كي أوجه دعوة لكل الجزائريين عشاق القراءة والكتابة لفتح فضاءات من هذا النوع، في الأحياء الكبرى وفي المدن الداخلية، وأشجع بشكل خاص ظاهرة أرصفة الكتب المقروءة، أو كتب اليد الثانية كما تسمى، وهي ظاهرة نراها في كل عواصم العالم، يستفيد منها ذوي الدخل المحدود، وحتى الباحثين عن الكتب النادرة. دعوة أتمنى أن تكون للمتابعة.’’

الكاتب إدريس بوديبة
مشروع رائد نأمل أن يجر وراءه منجزات مكتبية
«خبر سار ، فهذا المنجز يستحق كل التثمين والاحترام لأنه يجيىء في ظرف حرج، إذ تشهد خريطة المكتبات الخاصة في الجزائر  انحسارا فظيعا حتى في المدن الكبرى،  فليس من السهل أن يتجه أصحاب الأموال للاستثمار في إنشاء فضاءات مكتبية  بهكذا مواصفات وهذا لغياب الشغف الثقافي والقناعات النبيلة، المستثمرون في بلادنا يبحثون عن الاستثمارات السهلة السريعة الدخل، إنها  فعلا خطوة جبارة في أن يكون لدينا نموذجا لمكتبة ضخمة  بمواصفات رفيعة ومتكاملة على غرار الدول المتقدمة التي تجعل من هذه الفضاءات فراديس مشعة بالعلم والمعرفة ونشر القيم الروحية والجمالية والتحفيز على القراءة والإبداع، هذا المشروع الرائد نأمل أن يجر وراءه منجزات مكتبية أخرى في المدن الكبرى، لإحداث ديناميكية جديدة في هذا الميدان الذي هجره المستثمرون المفتونون بخدمة الكتاب و بالقيم الثقافية والحضارية’’.

الكاتب حميد إيزة
فضاء سيروّج لثقافة "الشوبينغ الفكري" ويعيد لمكتبات الأحياء هيبتها المفقودة
‹›يبدو أنّ غياب التظاهرة السنوية للمعرض الدولي للكتاب جعل القارئ -الذي تعوّد على تمشيط أجنحته وفلْيِ رفوفه - يستقبل حدث افتتاح أكبر مكتبة بالعاصمة بشغف كبير وباهتمام أكبر، وهذا يكشف لنا مدى حِرص القارئ على زاد المطالعة والقراءة. وحسب أصداء المواقع الالكترونية والإعلام التي تابعت الحدث عن قرب، فقد عرف يوم الافتتاح الذي تزامن مع عطلة نهاية الأسبوع توافدا ملفتا للزوار من مختلف ولايات الوطن بالرغم من إجراءات التنقّل التي فرضها الحجر الصحي.
نجاح هذا المشروع الذي باغت ركود الأنشطة الثقافية والفكرية مؤخرا بسبب الجائحة سيفتح حتما أفاقا جديدة للكتاب في الجزائر، وسيروّج لثقافة «الشوبينغ الفكري»، بل وسيعيد لمكتبات الأحياء هيبتها المفقودة. كقارئ، يهمّني نجاح هذه المكتبات النوعية حتى لا نُحرم من جديد الإصدارات و نواكب مستويات ومضامين المطالعة العربية على الأقل. أما ككاتب، فيهمّني أن تتناسل هذه المشاريع في كل ولايات الوطن حتى تجد مادتي الكتابية طريقها إلى المتلقّي››.

الكاتبة سليمة مليزي
إعادة لهيبة وقيمة الكتاب
‹›هذه المبادرة الوحيدة من نوعها التي تأتي في هذا الظرف بالذات بعد الركود الذي شهده عالم الكتاب، جد رائعة ومفيدة ، للقارئ وللناس ، حيث أنشأت مكتبة (ناجي ميغا بوكستور ) في حي عميروش  بحسين داي  الجزائر العاصمة، من طرف دور النشر خاصة وشركاء لهم، بمعنى أنها مبادرة  من طرف المواطنين ، فكرة رائعة، من أجل إعادة هيبة وقيمة الكتاب للواجهة الأدبية والاجتماعية ، ومن أجل تغيير فكرة أن الكتاب  لم تعد له أهمية في  ظل  التكنولوجيات الحديثة، و الهيمنة التي سيطرت عليها شبكة التواصل الاجتماعي، والتي  أخذت الإنسان  إلى عالم السرعة والجري وراء الخبر السريع والمعلومات  السهلة، قلت تأتي  هذه المكتبة  في وقت جد صعب وهو وباء كورونا الذي أجبر الإنسان على الحجر لمدة أكثر من 7 أشهر، ها هي المكتبة  تفتح رفوفها للقارئ  وخاصة الطلبة والتلاميذ، و أيضا  ستكون الفضاء المتنفس للأديب، في ظل غياب  أو انعدام  النشاطات الثقافية واللقاءات الأدبية ، حيث ستخلق  جوا حميميا بين الأديب  والقارئ ،
أتمنى أن تعمم هذه الفكرة عبر كل ولايات  الوطن خاصة الجنوب الجزائري  الذي  يعاني من التهميش ونقص  كبير  في  توفير الكتاب للطالب والقارئ  المتشوق للمطالعة''.

الروائي والناشر كمال قرور
كل مكتبة تُفتح تترك الناشرين يعملون في طمأنينة
« مبادرة المجموعة التي حققت هذا المشروع الكبير، سارة ومفرحة لأنها جاءت في ظرف قاسي جدا بسبب تفشي جائحة كورونا التي تقلصت بسببها النشاطات الثقافية بصفة عامة وتعرض الكتاب وكل النشاطات المرتبطة بتوزيعه وعرضه للحصار، فضلا عن ما سببه هذا الوباء من الانقطاع بين الناشر والمطابع والكتاب.
إن فتح هذه المكتبة وبهذا الحجم وببرنامجها الطموح سيما المتعلق منه بتنظيم عمليات البيع بالتوقيع وخلق فرص للتواصل والاحتكاك بين الكتاب والقراء، يعطينا كناشرين وأدباء جرعة أكسجين على أمل ترقية سياسة النشر أكثر فأكثر، وترويج الكتاب على نطاق أوسع.
إن كل مكتبة تفتح تترك الناشرين يعملون في طمأنينة لأننا نعمل حاليا في هذا الظرف الصحي الصعب وما ترتب عنه من حجر وتبعاته، على وقع الخوف والرعب، غير أن بروز بوادر ومبادرات إيجابية على غرار فتح أكبر مكتبة بالعاصمة وما نتمنى أن يليها من مبادرات شجاعة أخرى وإنشاء شبكة قوية للتوزيع ونقاط تواصل قوية بين الناشر والقارئ سيكون لنا شيء مشجع.
وأدعو بدوري من هذا المنبر إلى السعي المتواصل والتنسيق بين الناشرين ومهنيي الكتاب والمستثمرين في هذا القطاع للعمل أكثر على تقريب الكتاب من القارئ وفتح مكتبة في كل حي وفي كل زاوية لربط القارئ على الدوام بكل جديد في مجال الإنتاج الأدبي والفكري والعلمي الذي يشكل دائرة اهتمامه’’.

الشاعر أحمد عاشوري
الناشرون مطالبون بالتنسيق لترقية الكتاب وتشجيع القراءة
« سرني سماع خبر افتتاح هذه المكتبة الكبرى من نوعها بالعاصمة في هذا الوقت بالذات ما سيعطينا أملا برؤية مشاريع أخرى تتحقق هنا وهناك تنسينا الأخبار المحزنة عن المكتبات التي أغلقت أبوابها وحولت نشاطها، ولعل الشيء الذي يجعلنا نتفاءل أكثر أن ملاك المجموعة التي بادرت بفتح هذا الفضاء بما أعلنت عنه من أهداف وطموحات كفيلة بترقية سياسة النشر وجعلنا ننسى الأساليب البيروقراطية التي تعمل بها مكتبات أخرى لم تكد تقدم شيئا للقارئ. ونأمل أن يتبع هذا المشروع بمبادرات أخرى مماثلة تقدم الكتاب للقارئ بطريقة ذكية وعصرية.
الحاصل لا يجب أن تبقى المؤسسات العمومية هي الجهة التي تقدم المعرفة بل يجب على الخواص من مهنيي الكتاب التحلي بالمسؤولية والشجاعة بفتح المزيد من الاستثمارات والعمل على تجاوز الصعاب والبحث عن التنسيق بين مؤسسات النشر لغرض تشجيع الإبداع وترقية الكتاب ونشره على أوسع نقاط عبر الوطن.نحن بحاجة لمكتبة في كل حي وفي كل ركن وفي كل مقهى أيضا وللمكتبات المتنقلة التي توصل الكتاب للقارئ في أقصى مناطق الوطن››

الأكاديمي عبد القادر نطور
مبادرة تستجيب لمطلب ضروري
"أعتقد أن فتح مكتبة في الزمن الراهن یعد مغامرة وتضحية بالجهد والأموال حیث سیواجه أصحابها منافسا شرسا وخطیرا، له الكثیر من الإمكانیات الحدیثة ذات الجودة العالية و التقنیات المتطورة التي تمِكنه من توفیر الكتاب للقراء في أي بقعة من الأرض دون عناء ودون أن یتجشم القارئ متاعب التنقل من مقر سكناه إلى أي مكتبة حتی ولو كانت في الحي الذي یقیم به هذا المنافس القوي والخطیر هو الأنترنيت الذي یقدم للقارئ كل ما یریده من كتب وفي أي تخصص وبدون تكالیف، لكن للكتاب الورقي نكهة خاصة وللفضاء الذي یحتضن الكتاب دوركبیر في تفعیل القراءة والإقبال عليها.
مجمل القول أن فتح مكتبة كبری بالجزائر العاصمة تبقی من المطالب الضروریة الهامة علی الصعیدين الوطني والدولي وأمل كل مثقف. و الأكید أن فتح مكتبة كبری بالجزائر العاصمة سيتیح فرصا كثیرة للترویج للكتاب بصفة عامة".

الرجوع إلى الأعلى