*  سيف الملوك سكتة
أيُّها الأَبدُ
المُلغَّمُ بالأنْغامِ
مَا مَعْنى أنْ يَنبَتَ للحزْنِ جَناحَانِ فيْ آخِرِ الزَّمَانِ؟
مَا مَعْنى
نَظْرةٌ مُعلَّقةٌ فيْ الهَواء
مَطَرٌ يَقطرُ بِالسُّحُبِ
وتَسلُّلُ عَقَاربِ السَّاعَةِ خَارِجَ الزَّمنِ
وأنَا أمْلأُ دَقيقةً بِخمْس سَاعاتٍ؟
مَا مَعْنى أنْ يَعرقَ عَقْلي
وتَتَدلَى عَنَاقيدُ الثُّقـُوبِ السَّـوداءِ
مِنْ أَعْلَى النِّسيانِ؟
مَا مَعْنايِ؟! وأنَا
لا يُمكِنني أنْ أُوقِظَ جَسَدَ الأرْضِ بِخطْوي
لا أَمْلكُ قَلْبَ الدَّهْشَةِ
لأقْطَعَ بِحدِّ النَّارِ رَأْسَ الثَّأرِ
فَيوْلدَ أَثَرٌ صَالِحٌ أصْنَعُ مِنْهُ
وَمِنْ قَصَبِ السُّكرِ نَايًا فَتتْبَعُنِي الفَراشَاتُ والسُّحُبُ
ويَتبعُنيْ أَطْفالٌ
أمْلأُ أيديْهم بالنَّجَماتِ وأنْغَامِ العيْدِ
وأمْلأُ أعيُنَهمْ باللؤْلؤِ وَالحُرِّيةِ
أُحرِّرُ كُلَّ الأنْغَامِ مِنْ الآلاتِ المُوسيقيةِ وأُطلِقُهَا فيْ البريِّةِ غِزْلانًا شَارِدَةً كَالموْجِ
أَقطَعُ بِالوتَرِ السَّادِسِ رَأْسَ الظِّلِ
فَقدْ كَانَ كئِيبًا كَالفِكْرةِ
قَدْ أقسمْتُ ألَّا يُؤلِمَ سُكَّانَ القلْبِ
مَا يَعْفُو رَسْمُهُ
أوْ تَتَناسَلَ مِنْهُ الأبْعَادُ بِلا زَمَنٍ
لا رَأسَ عَلى عَقِبٍ تَحمِلُهُ إلى الشَّامِ الإبِلُ
رَأْسٌ مُتْرَعَةٌ بِالغيبُوبَةِ
سُحُبٌ خَضْراءُ
مَا الَّذي عَفَّرَ الأسْئلةَ بِاللَّهبِ
كيْ تَندلعَ  كُلُّ الينَابيعِ مِنْ مِزْمَارِ الشَّاعِرِ
ذلكَ الشَّاعِرُ
أَخْرجَ مِنْ جيْبهِ بَحْرًا أزْرَقَ كالحُلمِ وقَالَ: أنَا العَالَمُ
والبحْرُ دُمُوعُ الأسْمَاكِ
 (هل البحْرُ دُمُوعُ الأسْمَاك؟)
وأيَّتُها الغُربَةُ
لا رَأْيَ لَكِ بَعْدَ الآن..
ولا أتَمَالكُ قلْبي
أسْتنِدُ على الطَّعنَاتِ ولا ألْوِيْ علَى أحَدٍ
أَسيْرُ معَ الفَلاسِفَةِ المُتَّكئينَ علَى بَعضِهمْ
أتَفَادى أنْ تَجْرحَ بَسْمتِي شَفَتي
حَجَرٌ لا معْنَى لَهُ أُلقيْهِ فِيْ المَعْنى   
فَتَختلِجُ الخِلْجَانُ
قَمَرٌ أَسْقطَهُ شَاعِرٌ في سَلَّةِ البُرتُقالِ
حَمَامٌ يُفرِّخُ فِيْ هُوةِ العمَامةِ
ويا أيُّها الأخْرَسُ. اِخْرَسْ
وَاسْمَعْمَا يَطويْهِ النَّهرُ في بِضْعِ سَاعَاتٍ ويَضَعهُ في خِزانَةِ قلْبي
مُنذُ أركُضُ في السَّاعَاتِ

لأُوقِفَ جَريَان الزَّمنِ الذيْ يَدهسُ كُلَّ مَنْ يُصَادِفهُ في ذَاكرتِي
مُتعلِقًا بِرمُوشِ الهَواجِسِ التِي
لمْ تَعْنِ ليْ سَببًا للنجَاة
وقَدْ أجْدَ بَالوضْعُ.. وَقدْ
أعْجبتْنِي كَلِمَةُ «الدِمَقْسُ» فَدَسَسْتُها فيْ النّصِ لأُجرِّبَ خِفَّةَ ظِلِّهَا ودمِهَا كَضيْفٍ يأتِي بِلاْ موْعِدٍ
مِنْ أسْماءِ الهُوةِ الفِكرةُ قُلتُ..
وقدْ يَبتعدُ القلْبُ
وقدْ يَبتعدُ التَّعَبُ
وعَسْكَرَ ثُمَّ عَسْعَسَ مَا لا أعْلامٌ لَهُ لِأعْلَمَ
لِمَاذا هَذا الطرْقُ الغَزيْرُ كالمَطرِ لا يَطْرَقُ لَهُ جَفْنُ؟!
أربِطُ جَسدَ العَالَمِ بِصخْرةٍ عَظيْمةٍ وَأُلقيْهِ إلَى بَحْرِ النِسْيَانِ
فَتتنَاسلُ الذِّكريَاتُ وتَزدحِمُ عَنَاكِبُ الحَرْبِ بالهُتافاتِ
وأَطَأُ الضَوْضَاءَ
مُتْرَعًا بِالغَلَسِ
لِمَاذا أتْبعُ التَّعَبَ على ثَلْجِ الأثَرِ
إلى مَا يَخدعُنِي
وهمْ يُطْلقُونَ عليْنَا الأسْمَاءَ أُعْلِنُ نَفْسي شَجَرَةً مُكتَظةً بالعصَافيرِ
تَخْتفِي خَلْفَها الغَابَاتُ..
فَمَنْ؟
مَنْ عَفَّرَ الرَّمْلَ الصَافِي بأقْدامِ الغِيابِ؟
مَلأَ جُمجُمتِي بالتُّوتِ البرِّي وَالبَنفْسجِ
وأرْسَلنِي فَلكًا فِيْ بَحْرِ السَّماء؟.

الرجوع إلى الأعلى