عبد الحميد إيزا
1
قال لي: فيك براءة الكذب الطفوليّ؛
 لن يصدقك أحد.
2
تتحطّم الدُمى ولا يملّ الطفل مِنْ حبّ اللعب
على مَنْ يقع اللّوم؟
على مَنْ ألقى الحبّ في قلبِ الطّفل؟
أمْ على مَنْ أبقى الهشاشة في الدُمى؟                                  
الدُّمى آفة الأطفال والفزّاعات لا ترهب إلاّ ضعاف الطيور.
الفرح هبة إلهية للأطفال،
والحزن حظّ العارفين.
وغاية الشِّعر ومنتهى معرفة كلّ عارفٍ،، الرجوع بالقلب إلى عهد الطفولة.
لكن لماذا لا تكتمل فرحة الأطفال في العيد دون مسدسات!؟
3
ما يعجبني في لعبة الدُّمى المتحركة، خفة الأصابع في الخفاء.
العرض الجيّد يعميكَ عن رؤية الخيوط؛
هل أدركت الآن لماذا تُحظى اليد بالتقبيل، وبخاتم ثمين؟
4
لا ألبس خاتمًا لسبب بسيط، هو أنّني لا أتحكّم في وزني؛
فإذا نقُصَ سقط، وإذا زاد اِختنق أصبعي.
الخاتم في النهاية هو تحذيرٌ لكلّ طامِعٍ، ولا يدلّ على قوّة الاِرتباط.
5
أين أُعلِّق هذه اللوحة الرائعة وقلبي مكتظٌ بالصور؟
لا أدري أعاشقٌ أنا أمْ جامع تحَفٍ؟
أما مِن صورة واحدةٍ تختزل كلّ هذا الجمال الفاتن؟
6
تستمدّ التحفة قيمتها من جمال كامِنٍ في الصانِع والمقتني،، وذلك سرّ خلودها.
 الخردة حديقة الفئران.
7
الذّكريات التعيسة تُورّث الحزن في القلب، وتهدّ بنيان الجسد؛
والذّكريات السعيدة تُورّث الحسرة.
الأمل مُرهِقٌ، وفي الذكرى كثيرٌ من الألم.
ربمّا حان الوقت لأبتكر تقنيةً لمحْو ذكرياتي،، عسى روحي تسترجع عذريتها.
8
تخلّصْتُ تقريبًا مِنْ كلّ مخاوفي،، باِستثناء الثعابين والأرواح الشريرة.
9
الفراغ يمنحُني شعوراً بالاِمتلاء، والاِكتفاء من الركض، كوحشٍ جريحٍ في براري النّفس.
10
الذّكريات كالحقائب الثقيلة،، تفسد لذّة السفر.
المتعة في ترك الأمتعة.
11
مُذ وعيْتُ وأنا أغذّي غروري ولم يشبعْ؛
أرى أنّي سأذبحه.
12
أنا المتوهّمُ، أنا السّرابُ، أنا البردُ، أنا الضّجَرً، أنا الحجَرُ، أنا كلّ هذا النزيف؛
أنا المنبوذُ، أنا القاصدُ والمقصود، أنا سرّ النبيذِ، أنا المؤيّد بحبّك؛
أنا النّار والفتيل؛
أنا العتمة وما يشبه العتبة.
13
أنا مَنْ غنّتْ سنونوَّةٌ مباركة في فمه،
وذاب الجبلُ في دمه،
وأكل التراب،
وحمل اللّوحة والصلصال،
ولا يعرف غير اسمك.
وحين تنثر الشّمس نارها، تُظِلُّهُ شجرة عِنّاب،
يشرب من عين تنْبع جهة القلب،، ويقيمُ في الغياب.
14
عجباً لفانٍ كيف يقول: أنا!؟
فالوجود صفة من لا يموت.
وشرط الإعارة إعادة المُعار كاملاً مرفقاً بالشُّكر والاِمتنان، وإلاّ لحقه العار.
كأنّ حياتي مجرّد اِستعارةٍ ومجازٍ.
15
طلب المجد من آفات الأنا؛
الشرف لمن ذبح الشاة، لا لمن أقام حفلة شواء.
16
لا تصحّ طهارة قلب العارف إلاّ برفع الأنا.
فبماذا يغتسل الشاعر إن أسقط أناه؟
17
مُتْعَبة روحي؛
أتأرجح بين المللِ والأملِ؛
لو حبْلٌ تدلّى مِنَ السّماء لاتخذْته مِشنقةً للكسل.
أتأرجح بين الداخل والخارج؛
أتردّد في الميلان، وأجهل ما المانع، رغم أنّ لا فرق بينهما في هاته اللحظة.

الرجوع إلى الأعلى