محمد الأمين سعيدي
لم يكن لي وجودٌ أُرَمِّمه
 كي أكونْ
 كنتُ عاصفةً في أقاصي
 اتِّزاني
 وزوبعةً من كثيبِ الجنونْ
 لم تكنْ لي حياةٌ تليق
 بعفويتي
 فركبتُ حصانَ التخلِّي
 وهمتُ بعيدا..
أُوازنُ بين جراحي وعافيتي
 
وأهاتف في الليل وحشَ
 المنونْ
 قاسمتني الحرائقُ أفخرَ
 أنخابِها
 ها دمي المتدفقُ من شررٍ
 يتقافزُ
عقلي مصابٌ بجرح قديمٍ
وعبر خلاياه تنفجر النائباتُ
 وفي يده حفنةٌ من ظنونْ
 ثم جربْتُ أن أطعن الموتَ
 في غفلةٍ
 أن أجوبَ الحدائقَ أخْلُق شهدَ السرورِ
 أمازجَ غيماتِ عشقٍ لأسلم
من مغرياتِ المتاهِ
لعلي أخيطُ نجاتي
وأُصْلح أعطالَ عقلي
 الحَرونْ
ولكنه قام ممتشقا سيفَهُ
 العدميَّ
 ووجَّهَ لي ضربةً كالصواعقِ
 صدري به طعنةٌ مِن شُواظٍ
 توقف قلبي..
وخان حياتيَ نبضي الحنونْ
بعد ذلك عدتُ إلى كوكب
 الأرض مغتربا
 ألهمُ الخطواتِ إلى كفنٍ لا
 يجيءُ
 وأفتقد الفرحَ العنبيَّ
 يُعلمني السكرَ باللحظاتِ
 فقدتُ الحبيبةَ..
  فانكسر العمرُ
 وانتصر الحزنُ
والخمرُ ..
والندمُ البربريُّ الهتونْ
 مع الوقتِ أدركتُ أن
السماءَ تراقبني
فاجترحتُ الحماقاتِ
 كي يغضب اللهُ مني
 ويقتلني..
فأنام طويلا طويلا
كما يفعل البشرُ
 المرهقونْ
ولكنه طيبُ القلب
 يحضنني حين أبكي
 ويظهر لي في المنام
 يُعلمني كيف أهزم حزني
ويضحك حين تقوم
عفاريتُ روحي
 فأهدمُ بيت المعاني
 وأهتكُ كل المتونْ
مشرية يوم 18/03/2021

الرجوع إلى الأعلى