* البشير بن عبد الرحمن


سَيّدٌ يَفْتَحُ البَابَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنَ النَّبضِ
فِي عَرْشِ بِلقَيْسَ يَا هُدْهُدَ اللهِ
يُمَرِّرُ أَسْئِلَةَ الوَقْتِ لِلْوَقتِ...
بِيَدِهِ رُوْحُ المَفَاتِيْحِ (وَاثِقُ الخَطْوَةِ يَمْشِي مَلَكًا)
يَدْخُلُ المَدِيْنَةَ عَلَى حِيْنِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا
يَتَأَبَّطُ نِصْفَ قَمَرٍ.. حَقِيْبَةً بَالِيَةً عَلَى شَكْلِ هَاءِ الهَزِيمَةِ... سَيِّدٌ لأُوْدِيسَة الفَرَاغ
***
الفَرَاغُ... شَقِيْقُ طُفُوْلَتِنَا
كُنْتُ طِفْلاً وَكَانَ يَرَانِي أُعَلِّمُ طِفْلِي دُرُوْسَ الفَرَاغِ
الطَبَاشِيْرُ مُتَدَاخِلَةُ الأَلْوَانِ
يَحْتَجُ اللَّونُ عَلَى وُجُوْدِهَا فِي الحَيَاةِ
وَأَقَلاَمُ الرَّصَاصِ المُلَوّنَةِ المُهْتَرِئَةِ
مِبَرَاتُهَا فَمِي عَاشِقُ اللهْوِ
مِحْفَظَتِي لَمْ تَكُنْ مَعْنِيَّةً بِالدَّرْسِ
لَمْ تَكُنْ مُوْلَعَةً بِهِ بِقَدْرِ وُلُوعِهَا
بِحَلِيْبِ المَسَاءِ المَدرَسِيِّ وقِطْعَةِ الحَلْوَى
كَانَتْ تَجِدُ لَذَّةً بَالِغَةً إِذْ أَغِيْبُ
وَمِنَ السِّيْرَةِ العَطِرَةِ لِلْفَرَاغِ أَيْضًا: دُخُوْلُهُ الكُتَّابَ مَعِي... أَحَاوِلُ الجُلُوسَ فِي حَضْرَةِ اللهِ... يُحَدِّثنِي عَنْ كُرْةِ القَشِّ.. عَنْ عَنْزَتِي وَالحَمَام.. عَنْ لُعْبَةِ ( الغُمَيَّضَة) وَعَنْ «عزِّ الدِّينِ»: صَدِيْقُنَا الجَبَلُ الصَّغِيرُ... كَمْ حَرَّضَ الشَّيْخَ عَنِّي، يَسْتَعْجِلُ الصَلْصَالَ قَبْلَ الحِفْظِ- أَيُّهَا الصَلْصَالُ أَخْبِرْ طِفْلَكَ العَارِفَ أَنِّي قَدْ بَلَغْتُ الأَرْبَعِيْنَ-... يُحَدِّثُنِي عَنْ غَدٍ مُشْرِقٍ لِلْفَرَاغِ
***
الفَرَاغُ تَوْأَمُ أَرْوَاحِنَا... دَمُنَا أَيَّهَا النَّاسُ
كَثِيْرُ رَمَادٍ... مُؤْثِرٌ... عَطَوْفٌ
طَيِّبٌ جِدًّا مِثْلَنَا وَأَكْثَرَ
مُوْلَعٌ بِثَرْثَرَةِ الصَّمتِ
مُسْرِفٌ فِي المَحَبَّةِ
كَانَ رَعَى غَنَمَ الأَهْلِ- يَا سَادَتِي- فِي ظِلاَلِ المَجَازِ
رُوْحُهُ رَبِيْعٌ يَجْرَحُ جَسَدَ الذِّكرَى
يَغَارٌ مِنْ نَسْمَةِ الجَنُوبِ عَلَى مُحَيَا شُمُوسِهِ وَأَقْمَارِهِ
لَهُ عَبْرَةٌ مِنْ جَنُوبِ الحَنِيْنِ:
سَلاَمٌ عَلَى الشِّعْرِ أَرْهَقَهُ الزَّائِفُونَ
لَكَمْ نَقَشُوا الوَهْمَ فِي شَجَرِ الكَلِمَاتِ
شَاعِرٌ تَنْصَاعُ لَهُ اللغَةُ: هِيْتَ لَكَ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُغَلِّقَ الأَبْوَابَ- تَرَاءَى قَمِيْصُ النُّبُوةِ لِي يَا أَبِي-
شَاعِرٌ يَكْتُبُ بِجِمَارِ الشَّوْقِ
تَحْتَ الطَلَبِ وَفَوْقَهُ أَيْضًا فِي خَلَوَاتِ المَعْنَى بِدَمِ المَعْنَى
تَتَشَهَّى قَصَائِدَهُ مَوَاكِبُ الرَّيْحَانِ وَالنَّحُوِ وَالصَّرْفِ... فَتْحٌ مِنَ الفَتْحِ
مِنْ مَآثِرِهِ: الأَعْمَالُ الشِّعْرِيَّةُ الكَامِلَةُ لِلْفَرَاغِ: الجُزْءُ الـ.... وَفِي مَوَاقِعِ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ حَازَ مَلاَيينَ (الجَامَاتِ) وَعَلَّقَ عَلَى ( شِعْرِهِ) نَسْلٌ كَثِيْرْ
!الفَرَاغُ قَدِيرْ
***
الفَراَغُ يُفَكِّرٌ بِعَاطِفَةٍ جَيَّاشَةٍ عَابِرَةٍ لِلأَرْوَاحِ وَلِلأَزْمَانِ
يَفْهَمُ فِي الشَّيءِ وَفِي اللا شَيء
فَوْقَ المَعْنَى وَتَحْتَ المَعْنَى
وَيُرَصِّعُ نَاصِيَةَ القَوْلِ
مُتَأَمِّلٌ بِلَوْنٍ لاَ شِيَةَ فِيْهِ
الأَكْمَهُ يَرْجُو عُيُوْنَ حِكْمَتِهِ وَبَصِيْرَةَ سِيْرَتِهِ الأُوْلَى
بِبَيَاضِ الحِبْرِ يَخُطُّ دَمًا رَثًّا وَطَلاَسِمَ
- حَدَّثَنِي فَرَاغٌ: أَنَّهُ أُسْتَاذٌ فِي الجَامِعَة بِرُتْبَةِ (برُوفِيسُور)
وَحَدَّثَنِي فَرَاغٌ آخَرَ كَانَ بِصُحْبَتِه:
أَنَّهُ نَادِلُ مَقْهَى الحَيْرَةِ،
وَهْوَ يُلَمْلِمُ (السَنْدَوِيتَشَ) فِي (الدِّبْلُومِ) الآثِمِ، حَدَّثَنِي...
***
الفَرَاغُ مَتَصَالِحٌ مَعَ فِطْرَتِهِ مُذْ كَانَ فِي المَهْدِ
والسَّلاَمُ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يُوْلَدُ أَكْثَرَ فِيْنَا
شَبَّ عَلَى دِفْءِ الأَحْلاَمِ وَرَضَى الأَوْهَامَ لَنَا دِيْنَا
:- مَهْلاً فِي هَذِهِ الأَثَنَاءِ (حَدِيْثُ الرُّوْحِ لِلأَرْوَاحِ يَسْرِي)
بِجُبَتِهِ الخَضَرَاء الأَلْوَاحُ.. المَبَاخِرُ .. المُرِيْدُونَ إِذْ عَلِقُوا...
وَمِنْ حَوْلِهِ لاَ تَسْمَعُ إلِاَّ هَمْسَا
يَمُرُّ الشَّيخُ الفَرَاغُ إِلَى خَلْوَتِهِ
لَهُ مسْبَحَةٌ رَثَّةٌ وَسَجَّادَة رَثَّةٌ وَقِبْلَةٌ مُغْتَصَبَةْ*
كَأَنِّي بِهِ بَعْدُ لَمْ يَحِدْ عَنْ وَثَنِيِّتِهِ الأُوْلَى... لَمْ يَحِدْ أَحِرَاءُ
***
لِلْفَرَاغِ الأَرْصِفَةُ.. الطُّرُقَاتُ.. المَقَاهِي.. البُيْوْتُ.. المَسَاجِدُ.. الجَرَائِدُ.. الأَعْرَاسُ/ الجَنَائِزُ: فِي الجَنَائِزِ مَا لَذَّ وَطَابَ مِنَ الأَطْبَاقِ.. صَفَقَاتِ زَوَاجٍ رَابِحَةٍ: عَقْدٌ لِقِرَانِ الأَشْوَاقِ (يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ !).. الإِذَاعَاتُ/ التّلفَزَاتُ/ صَدَأُ الأَسْمَاعِ: فِي الآَونِةِ الأَخِيْرَةِ مَلأَ الدُّنيَا بِأخْبَارِ « الكُورُونَا»... لَيْسَ بِي نَفَسٌ كَي أُحَدِّثَكُمْ عَنْ تَفَاصِيلَ أُخْرَى وَلَكِنْ:
... وَمِنْ بِلاَطِهِ السُّلطَانِيِّ يُطِلُّ الفَرَاغُ مِنْ شُرْفَةِ الوَهْمِ لِيُلقِي السَّلاَمَ عَلى العَابِرِينَ إِلَيْهِ
يا أَنَا قِفْ بِتِيهِي

الرجوع إلى الأعلى