اختـرت أبطـــال روايتــي مـن العــرب عشقـــا في التحـدي!
ولدت الروائية إيلينا مارتينا في البيرو بأمريكا اللاتينية، وانتقلت إلى الولايات المتحدة عقب اجتياز المرحلة الثانوية من تعليمها وبعد دخولها جامعة أوستن بيي ستيت حصلت على شهادة في علم النفس ، ثم شهادة أخرى في علوم الإدارة من جامعة ديوك. راسلت العديد من الصحف بولاية كارولينا الشمالية ، باللغتين الإنجليزية والإسبانية،  كما عملت في الحكومة الأمريكية لمدة ثماني سنوات، وقد سمح لها انتقالها عام 2010 إلى جنوب كاليفورنيا بالعودة إلى ما تحب ممارسته أكثر وهي الكتابة ، حيث واظبت على كتابة عمود بشكل مستمر إضافة إلى اشتراكها في إنشاء منشورات ناجحة باللغة الإسبانية Acento Latino .

حاورها: رشيد فيلالي

وأصدرت إيلينا مارتينا روايتها الثانية "في منتصف الطريق إلى الخلاص" عام 2015 فضلا عن إصدارات أدبية أخرى، لكن تبقى في العموم أقل نجاحا من روايتها الأولى "التشبث بالخداع" التي للمفارقة اختارت أبطالها من العرب تحديدا ! .و تعيش حاليا الروائية إيلينيا مارتينا متنقلة بين سان خوسيه ، بكاليفورنيا ورالي بولاية نورث كارولينا في الولايات المتحدة، وفي هذا الحوار نحاول التقرب أكثر من عوالم هذه الروائية المقلة لكنها متميزة.
* الكاتبة إيلينا مارتينا في روايتك الناجحة "التشبث بالخداع CLINGING TO DECEIT" نقرأ نسخة أخرى من قصص الحب الكلاسيكية، الحب الذي تفكك نتيجة التقاليد والأعراف الاجتماعية، وصراعات أخرى محتدمة بين أطراف متعددة، تمامًا مثلما نصادفه في القصة الخالدة لشكسبير "روميو وجولييت" ، وسؤالي هنا هو: ما الجديد في هذه الرواية ، التي نعترف مبدئيا أنها مكتوبة بلغة مشوقة ورائعة ؟ وهل صحيح أن قصص الحب هي أسهل المواضيع في مجال الكتابة كما يتصوّر البعض؟
_ روايتي "التشبث بالخداع" تسرد قصة عائلتين عربيتين رتبتا زواج أبنائهما مسبقا، وهو أمر يحدث اليوم في عدة دول ، وليس فقط في العالم العربي.
*  لكن لماذا اختارت إيلينا مارتينا كتابة قصة حب عربية بالتحديد، وهل المجتمعات العربية هي الوحيدة التي تعاني من تأثير التقاليد لدرجة تقييد الحريات الشخصية؟ أم هي واحدة من قصص الحب العربية الرومانسية المتأثرة بأجواء قصص "ألف ليلة وليلة" الساحرة  ؟
 أنا روائية وأبدع معتمدة على عنصر الخيال وقد كانت هذه القصة تحديا شخصي  بالنسبة لي، ذلك لأنني لم أزر إفريقيا أو آسيا أو الشرق الأوسط مطلقًا، لكن ليس عليك العيش هناك لمعرفة بعض الأشياء المرتبطة بهذه المجتمعات، إذ لدي أصدقاء أفارقة وآسيويون وعرب هنا في الولايات المتحدة، لذلك أنا لست معزولة تمامًا عن آرائهم أو عاداتهم وتقاليدهم الحياتية .

* طيب أنت تكتبين دائمًا عن السعادة وحب الحياة ، لكن لماذا نجد رواية "التشبث بالخداع" مليئة بحوادث القتل والخيانة والشر؟
 - روايتي ، كما قلت سابقًا، لا صلة لها بالرومانسية ، إنها تتعلق بكفاح الشباب الذين يجدون أنفسهم مجبرين على طاعة رغبات والديهم في زواج مرتب سلفا وقائم فقط على التقاليد وليس الحب، وفيما يتعلق بروميو وجولييت التي ذكرتها في سياق سؤالك فهي قصة حب انتهت كما هو معروف نهاية مأساوية. في روايتي ، يعتقد حسن أنه يحب سيلين (الفتاة التي كان مفتونًا بها منذ أن رآها في المقهى) ، ولكن بما أنه سيتزوج من عقيلة ، فإنه يلعب دورين مختلفين. هي بالكاد قصة حب محتشمة، حيث إنه يكافح من أجل اتخاذ قرار حاسم بمفرده، ويرغب في ذلك بشدة ، لكن حراس النوايا أوقفوه عدة مرات.. وهو لذلك غير سعيد ، الأمر الذي دفعه إلى أن يخدع الكثيرين.. عائلته تتورط في ارتكاب جرائم قتل وعنف، طبعا لديهم مشاكلهم الخاصة التي تتطور لتجد حلولا عن طريق المصالحة .. وكما تعلم ، كل عائلة في العالم لديها مشاكل داخلية خاصة بها، وهذا لا يقتصر على العالم العربي فحسب ... بالنسبة للشق الآخر من سؤالك أنا صحيح أكتب عن السعادة كل يوم وأشياء أخرى ليست ذات صلة بروايتي، لقد تعلمت أن أكون سعيدة دائمًا وأن أعرض أفكاري في فضاءات مختلفة.. كتابتي ليست دائما سوداوية مظلمة ، إنها مجرد وجه من وجوه الكاتب المبدع. في غضون الثلاث سنوات القادمة قد أكتب عن أشياء مختلفة ، على ما أفترض. آه وبالمناسبة ، لقد ولدت في بيرو ، أمريكا الجنوبية وعشت في الولايات المتحدة منذ أن كان عمري 18 عامًا. لدي خلفية ثقافية مختلفة.. قصة الزواج المرتب قريبة مني فقط لأنها كادت تحدث معي شخصيا ... كان الأمر مختلفًا حينها ، وكان لدينا صوت حر مكرس ، لذا لم يحدث شيء سلبي على الإطلاق، لقد كان الأمر كله مجرد توليفة من والديّ وآخرين لكي يتوافق أطفالهم ويتواعدون عندما يكبرون.. طبعا هي ترتيبات مماثلة ، وهي أن نجتمع بغرض الإعجاب ببعضنا البعض ، والزواج ، وما إلى ذلك.
* لكن هل تعرف إيلينا مارتينا العالم العربي بما يكفي لتكتب عنه رواية توجه  أصلا للقارئ الغربي ، خاصة وأن هذا الغرب لا يزال يحتفظ بصورة نمطية مشوّهة عن العرب والإسلام ويمكن أن نلحظها بسهولة من خلال السينما مثلاً ..
 -روايتي تبلى بلاءً حسناً ليس فقط في العالم الغربي بل في مناطق عدة من العالم، لقد تلقيت حتى الآن تعليقات رائعة من قراء ينتمون إلى دول أخرى، وأنا أعلم أن العالم العربي ينظر بفضول وتمعن إلى روايتي.
rإيلينا مارتينا أنت على إطلاع جيد بالثقافة الأمريكية ، واللاتينية ، فلماذا لا تكتبين رواية على سبيل المثال تعكس الصراع بين البيض والأمريكيين اللاتينيين؟
بشكل مختصر ، لقد كنت تسأل أعلاه عن مشكلة القوالب النمطية في التفكير.. والآن أنت تطلب مني أن أكتب عن صراع البيض و الأمريكو لاتينيين؟ لماذا يجب أن ألتزم بذلك ؟!.. أنت بهذا الطرح تفكر بعقل تبسيطي، وشخصيا لم أجد أي "صراع" مع البيض في هذا البلد(أمريكا). لقد عوملت مثل واحد منهم. و هذا ساعدني على أن لا أكون معيارا عندما يتعلق الأمر بمظهري كأمريكية لاتينية ، لكنني في الوقت نفسه لا أؤيد الآراء النمطية عن البيض أيضًا.. أنا سعيدة تمامًا هنا وأعتبر نفسي أمريكية مثل أي شخص آخر من هذا البلد. لقد ساعدت في الماضي المجتمع الأمريكو لاتيني كثيرًا، بصفتي كاتبة عمود ثابت في الصحافة المحلية ، حيث دبجت أعمدة باللغتين الإنجليزية والإسبانية عنهم فقط، كما أنشأت لهم خصيصا صحيفة ناطقة باللغة الإسبانية، كان ذلك منذ وقت سابق و اليوم أنا أكرس كل وقتي للكتابة الروائية .
* ما رأي إيلينا مارتينا في الأدب العربي المعاصر؟ وهل هناك كاتب عربي تفضلين قراءة أعماله؟
لقد قرأت مؤلفات العديد من الكتاب العرب، آخر اثنين أتذكرهما هما "عداء الطائرة الورقية Kite Runner " لخالد حسيني ، وهو صديق لي على فايسبوك ، وThe Muslim Next Door and that Veil Thing  بقلم سمبول علي كرمالي )التقيت بها شخصيا في سان خوسيه بكاليفورنيا) ، وثلاثة كتب أخرى لا أستطيع تذكرها الآن ، وهي موجودة في مكتبتي الشخصية.

* هل كنت تتوقعين نجاح رواية "التشبث بالخداع" وما هي مشاريعك المستقبلية؟
كل كاتب يتوقع أن يكون كتابه ناجحًا، ولا يسعني إلا أن أتمنى أن تتم قراءة روايتي في العالم العربي بقدر ما تتم قراءتها في العالم الغربي، بمساعدتك!  ولما لا ؟ لقد نشرت الجزء الثاني من رواية "التشثبت بالخداع" ، وهي ليست تكملة حرفية للرواية الأولى وتحمل عنوان "في منتصف الطريق إلى الخلاص" ، بل تدخل ضمن سلسلة من الروايات تحمل عنوانا فرعيا ذاته ، حيث الخداع هو الموضوع الرئيسي.  يدور مضمون الرواية الثانية حول شاب يرتكب نفس الجريمة التي ارتكبها والده في سنوات ماضية، إنها قصة تسرد كيف تؤثر الأسرة على سلوك الأطفال عندما يتم خداعهم. ولست بحاجة إلى أن أكون ابنة مجرم لأكتب عن الجريمة أيضًا ! لدي خلفية معرفية كافية عن المحاكم المدنية / الجنائية سمحت لي بتوظيفها في أعمالي الروائية وروايات أخرى مستقبلية وأعتزم تجسيد ذلك في مقتبل الأيام .
ر.ف

الرجوع إلى الأعلى