خصوصية الأدب الرّقمي تتمثل في إضافـة المـؤثرات إلـى الأدب

يتحدث الكاتب والناقد والباحث الأكاديمي الدكتور محمّد كاديك، عن مساهمة الأدب العربي والكتابات العربية في التأسيس «للأدب الرّقمي». كما تحدث عن رقمنة الأعمال الأدبية واستعمال برامج إلكترونية في قراءتها. مؤكداً في هذا السياق، أنّ العمل الرّقمي ليس مُحاكاة إلكترونية للعمل الورقي، وليس يكفي رقن النّصّ على الكمبيوتر، ونقله إلى برنامج مُعين كي يُحسب على الأدب الرّقمي. كما تطرق لموضوعات وشؤون أخرى ذات صلة. للإشارة، الدكتور محمّد كاديك، باحث وناقد أكاديمي، وإعلامي، مُتحصل على دكتوراه علوم، تخصص قضايا الأدب والدراسات النقدية والمقارنة، من مواليد 14 جوان 1969 بمدينة المدية، في حوزته أعمالٌ شِعرية منها: «ورد وسكر»، «بالحياة مع وقف التنفيذ». وأعمالٌ سردية: «طريق إلى الشمس»، «الشمس والغربال». إضافةً إلى دراسات نقدية من بينها «من الملحمة إلى الرواية: آليات الاِنتقال الأجناسي، قصة الملك سيف التيجان: دراسة أجناسية». وأعمالٌ نقدية أخرى منشورة بمجلات محكّمة.

*  حاورته/ نــوّارة لحــرش

هل أسهم الأدب العربي أو الكتابات العربية في التأسيس لما يُسمى «الأدب الرقمي»؟
محمّد كاديك: بكلّ تأكيد. لقد أسهمت الكتابات العربية في التأسيس لـ»الأدب الرقمي» مع ميلاد اِتحاد كُتّاب انترنيت العرب على يدي الأردني محمّد سناجلة سنة 2000، ولكنّ النقاش بالسّاحة العربية بقي مُحتشمًا لا يتجاوز المُبادرات الفردية، وبعض الأطروحات العلميّة المعدودة التي درست ما صار يُعرف بـ»الواقعيّة الرقميّة» أو «التفاعليّة» إضافةً إلى دراسات مُتعلّقة بروايات «ظلال الواحد» و»شات» و»الصّقيع» وبعض الأعمال الشّعرية المنشورة على موقع يوتيوب (Youtube)، وهي -في معظمها- أعمالٌ تكتفي باِستغلال الوسيط فقط، ولا تُقدم أيّة إضافة تسوّغ تصنيفها في الحاضنة الرّقمية، ولا تختلف في هذا عن الأعمال التي نشرها مركز الشّعر الإلكتروني الأمريكي.
العمل الرّقمي ليس محاكاة إلكترونية للعمل الورقي وليس يكفي رقن النّصّ على الكمبيوتر ونقله إلى برنامج معين كي يُحسب على الأدب الرقمي
هل العمل الرّقمي محاكاة إلكترونية للعمل الورقي؟ وهل الرّقمنة تُنتج الرّقمية؟
محمّد كاديك: يرى فيليب بوتز أنّ رقمنة الأعمال الأدبية واستعمال برامج إلكترونية في قراءتها، لا يسوّغ وصفها بأنّها من «الأدب الرّقمي»، فالعمل الرّقمي ليس مُحاكاة إلكترونية للعمل الورقي، وليس يكفي رقن النّصّ على الكمبيوتر، ونقله إلى برنامج مُعين كي يُحسب على الأدب الرقمي، فالحال هنا هي أنّ العمل اِكتفى بتغيير الوسيط فحسب، وهو بهذا لا يُقدّم خصوصيات فنيّة ولا يستدعي جهازاً اِصطلاحياً جديداً بالضرورة؛ وهي الحال مع كُتُب «غوغل» (Google Books) وغاليكا (Gllica) والأرشيف الأمريكي (Archive.org)، وحتّى كُتُب السوري علي مولا على منتدى الإسكندرية، وكُتُب الجزائري بن عيسى قرمزلي المُتوفرة على أقراص صلبة خارجية، وغيرها من المكتبات التي عملت على رقمنة الكُتُب وتوفيرها، أو توفير أجزاء منها، وفق مُقتضيات حقوق التأليف.
واضح إذن أنّ الرّقمنة لا تُنتج الرّقمية بالضرورة، فهذه الأخيرة يشترط لها بوتز أن تستخدم ميزة واحدة على الأقل مِمًا يُتيحه الفضاء السيبراني، وأن يكون اِستخدامها بِما هي من «الضّروريّات» في بنائيّة العمل وليس بِما هي من معوقاته، ولهذا فإنّ النصّ الّذي يكتسب قابليّة القراءة على الشّاشة لا يكون «أدبيّا رقميّا» بالضّرورة، وهو ما يعني أنّ تحديد الأدب الرّقمي بِمَا هو حقل فنيّ حديث، وانفتاح جديد على المُتخيّل، يمرّ عبر مدى اِستخدام النّصوص لخصوصيّات الوسيط المعلوماتي، أو اِستخدام الشّيفرات (codeworks) لتكون مرجعيّة للعمل؛ ما ينتهي بنا إلى القول إنّ نصوص الأدب الرّقمي لا تكتفي بالكتابة التقليدية، وإنّما تتجاوزها إلى كتابة المؤثّرات المسموعة والمرئية التي تتموقع داخل بنية النصّ، ولا يمكن أن يكتمل بدونها في رقميته؛ دون أن نفوّت طبيعة النّصوص التّشعبيّة التي تقتضي وضع روابط لكلّ ما يخدم النّصّ ويكون إضافة إلى بنيته العامة.
«التّفاعلية» أهمّ خصائص العمل الأدبي الرّقمي، والأدب الرّقمي نفسه يُوصف بــ»الأدب التفاعلي»
برأيك ما هي ضروريات العمل الأدبيّ الرقميّ؟
محمّد كاديك: بناءً على ما سبق، نعتقد أنّ تحديد مفهوم «الأدب الرّقمي» وإحكام تعريفه يبقى مفتوحاً على المُمكن؛ ولكنّنا يمكن أن نحتفظ حالياً بالخصائص الضّرورية لكلّ عمل أدبيّ رقمي، وهي في مجموعها خصائص معروفة ومُصنّفة منذ الثّمانينيات، ويمكن ترتيبها كما يلي: الخوارزمية (l’algorithmique)، التوليدية (la générativité)، الحاسوبيّة (la calculabilité)، التّشفير الرّقمي (le codage numérique)، التّفاعليّة (l’interactivité)، الملاءمة (la compatibilité) والاِنتشار الواسع (l’ubiquité).
أمّا «الخوارزمية» فهي مجموع القواعد المنطقية المشفّرة في لغة برمجة بقصد التوصّل إلى نتيجة وفق نظام من الدّوائر يقدّر مُسبقاً عدداً من المُمكنات ضمن سيرورة ينبغي أن تنتهي في زمن معقول بعد أن يتمّ تحقيق عدد معيّن من الخطوات، كما يجب أن تكون مُؤثرة (Effective)، أي أن تنقل المسألة من حالة سابقة إلى حالة لاحقة باِتجاه النتيجة؛ ويرى فيليب بوتز أنّ هذه الخاصيّة لا يمكن اِعتبارها جزءًا من العمل إلاّ إذا اِستخدمها المُؤلف اِستخداماً واعياً ليمنحها دورَها في بنية النّصّ الأساسيّة، ويُضيف أنّ العمل يمكن أن يستعمل المنطق الرّياضي في شكله الفنيّ؛ وهو ما يستدعي «التوليد» و»الحوسبة» بِمَا يمثلانه من خوارزميات خاصة؛ فالبرمجيّات جميعها تعتمد الخوارزميّات، وتطبيقاتها -كما يراها بوتز- تكون توليديّة حين تصطنع البُنى في وقت التنفيذ بِمَا يُوافق الوسائط المُستعملة لتجمع بين النّصوص والأصوات والصّور المُقترحة للقراءة، كما يمكن للبرنامج اِستخدام خوارزميّات للحساب الرّياضي، مثل حساب مسارات العرض على الشّاشة، أو مواضع ومواقيت ظهور المؤثرات الصّوتية أو المرئيّة المرافقة للنصّوص، وهذه عملية حسابيّة محض تدخل في بنية النّصّ الأساسيّة، وتمنحه شكله الرّقمي.
أمّا «التشفير الرّقمي» فهو من طبيعة الكمبيوتر، ذلك لأنّ الآلة لا تتمتّع بأيّة نسبة من الذّكاء، ولكنها تعتمد كليّا على الشّيفرات الثّنائيّة (Codes Binaire)؛ فالبرامج لا تعرف قراءة الصّور والأصوات والنّصوص، وإنّما تعالجها من منطلق المعطيات الرقميّة المكوّنة من «الأصفار» و»الآحاد» بما يوافق القواعد البرمجيّة، وبهذا يكون التّشفير مضمّنا في العمل الأدبيّ الرّقمي، حتى وإن لم يكن المؤلف/الأديب يعيره انتباها مع البرمجيّات الحديثة التي تتولى عملية التّشفير آليّا.
وتبقى «التّفاعلية» أهمّ خصائص العمل الأدبي الرّقمي، فالأدب الرّقمي نفسه يُوصف أنّه «الأدب التفاعلي»؛ ولعلّ أقدم صورة عن «التّفاعل» هي ما تميّزت بها بعض مواقع الانترنت التي حرصت على وضع ما يُتيح للفأرة إنتاج أصوات أو صور معيّنة تُرافق تحركاتها على الشّاشة، ولكن هناك من يعتبر أنّ «التّفاعل» يتوقّف عند «الكتابة المشتركة» (Co-écriture) من خلال مساهمة القُرّاء في تصاعد النّصّ رقميّا، وهو ما حدث فعلاً مع رجاء الصّانع في أثناء كتابة «بنات الرّياض» التي كانت تعرض على قرائها أحداث العمل الرّوائي، وتفتح النقاش حول ما يتوقّعونه من مسارات السّرد؛ ولكن هذا التّفاعل لم ينتج العمل الرّقمي في الأخير، وإنّما اِنتهى إلى نسخة ورقيّة من «بنات الرياض»، وهذه لا يمكن أن تستوعب التّفاعل الّذي صاحب النّص؛ ويبقى أنّ مفهوم «التّفاعل» ما يزال موضوع جدل، فهو بالنسبة لجان لويس فايسبيرغ (Jean-Louis Weissberg) متعلّق بـ»القدرة على إثارة نشاط القارئ الفيزيائي أو الاِستجابة له»؛ بينما يُوسع جان لويس بواسيي (Jean-Louis Boissier) المفهوم إلى «المُميّزات التي يمتلكها كلّ عمل أدبيّ في مكوّناته وتفاعلها أو تواصلها بينيا»، أمّا فيليب بوتز فهو يرى «التّفاعل» من خصوصيّات العلاقة التي تتمأسس بين القارئ والبرنامج، فالقدرات الممنوحة للقارئ ليست سوى «واجبات» بالنّسبة للبرنامج، ما يعني أنّ القدرات التي يمنحها العمل الأدبيّ لقارئه كي يُؤثر على تركيبة العلامات المقترحة للقراءة، مضمّنة في متطلبات البرنامج، وبهذا لا يكون العمل الأدبيّ مجرد برمجة ينخرط فيها القارئ، وإنّما يكون أداة أو آلية يستعملها لأجل بناء المعنى من خلال القراءة، وهو ما يفتح العمل الأدبيّ على المُمكن، ويمنحه قوّة التّأثير.
وماذا عن الملاءمة في سياق العمل الأدبي الرّقمي؟
محمّد كاديك: أمّا «الملاءمة» فهي مطلوبة للعمل الأدبي الرّقمي كي يضمن «الاِنتشار الواسع»، فالعمل ينبغي أن يتوافق مع أنظمة التّشغيل على اختلافها حتّى يتمكن القُرّاء من مطالعته بنفس الشّكل، ويؤدي رسالته دون أيّ تحوير أو تغيير؛ فإذا كان العمل يستغل البرامج المحمولة (Portables)، فهذا يعني أنّه سيظهر بالشّكل نفسه على أنظمة Windows, OS X, linux, DOS وغيرها، وهذه خاصيّة معلوماتيّة محضة تسمح بعرض العمل عبر كلّ الأنظمة بنفس الشّكل، وتحتفظ له بتفاصيله الدّقيقة، ذلك أنّ تطبيق أي برنامج خارج بيئته المعلوماتيّة يمكن أن يُؤثر على بنية العمل، وهو ما من شأنه أن يؤدّي بالقُرّاء إلى تأويلات مختلفة يكون لها تأثيرها على خاصية «الاِنتشار» ويكون لها صداها في ردود الأفعال (Feedback).
يمكن لنا أن نتصوّر طبيعة العمل الأدبيّ الرّقمي الّذي لا يكتفي بأن يكون مجرّد محاكاة للنّسخة الورقيّة، وإنّما يتجاوزها إلى صناعة المشاهد وما يرافقها من مؤثّرات صوتيّة؛ ولقد تنبّه محمد سناجلة إلى هذه النّقطة في رواية «صقيع»، فسجّل في الجينيريك أنّه «كتب ونفّذ»، ولكنه ركّز على وصف «الإخراج»، بل لقد سجّل أنّ للعمل «مخرج مساعد»، وهو ما يعني أنّ «الكتابة» لم تعد تكتفي -من التقانة - بـ»الرّقن» و»التّصفيف»، وإنّما صارت تتطلّب «مشهدة» المكتوب بنصوص من الأصوات والصّور لا يتوقف دورها عند حدود المرافقة، وإمّا تتماهى مع المادة المرقونة لتشكّل النّصّ، وهو ما اشتغل عليه سناجلة في «صقيع» كما قلنا من خلال وضع روابط على النّصّ تُحيل إلى مشاهد متحركة أو إلى موسيقى تُرافقها نصوص قصيرة. ولعلّ هذا يُوضّح بأنّ الأدب الرّقمي لا يمكن أن يشمل كلّ الوثائق المرقمنة.
قد يكون من السّابق لأوانه الحديث عن منظومة أجناسيّة رقميّة تُمثل في مجموعها الأدب الرّقمي
وماذا عن «أجناس» الحاضنة «الرقميّة»؟
محمّد كاديك: قد يكون من السّابق لأوانه الحديث عن منظومة أجناسيّة رقميّة تُمثل في مجموعها الأدب الرّقمي، ذلك أنّ التّأسيس النّظريّ لـ»الأدب الرّقميّ» نفسه ما يزال محلّ أخذ وردّ؛ والأعمال التي تستغلّ أجهزة المعلوماتيّة (شعريّة ونثريّة)، قليلة ولا تفي حاجة البحث عن ملامح أجناسيّة يمكن تصنيفها؛ وهي -في معظمها- ما تزال قاصرة عن توظيف كلّ ما تُتيح التّطبيقات التكنولوجيّة لغايات جماليّة؛ فالمُطّلع على رواية (Sunshine 69) مثلاً، سيكتشف كثيراً من الإضافات الصّوتية والمرئيّة التي لا تُفيد كثيراً في البنية العامة للرّواية، وهو ما لاحظناه على «صقيع» محمّد سناجلة الّذي يضع روابط غير مجدية، كأن يربط عبارة (قمت أجرّ نفسي) بصورة متحرّكة لرجل يقوم من الأريكة ويمضي إلى سبيله، أو ربط عبارة (الجدار يترنّح تحت يدي) التي ينقر عليها القارئ، فيرى رجلاً يسير باِتجاه بهو ثمّ يضع يده على الجدار فيتحرك؛ والأمثلة عن هذه الروابط غير المجدية كثيرة، وهي لا تضيف شيئا إلى عملية التلقّي، ولا تسهم في بنية النّصّ سوى بمجرّد الوجود، ونعتقد أنّ نصوص «ويكيبيديا» الأفضل حالياً في تطبيق فكرة «النّص التّشعبي» أو «النّصّ» المتفرّع»، وإن لم تكن نصوصاً أدبيّة، ولكنّها تُمثّل نموذجاً جيّدا عن الوظائف التي يمكن أن تضطلع بها عمليّة تفريع النّصّ، ذلك لأنّ روابط «ويكيبيديا» تقدم إضافات هامّة للنّصوص التي تُسجّل عليها.
ونعتقد أنّ مصمّمي «الألعاب الإلكترونية» كانوا أكثر براعة في صياغة القصص، بل كانوا أقرب إلى ما نتوسّم أنّه «الأدب الرّقمي»؛ فهم عادة يضعون «إطارا قصصيّا» عاماً لمجريات اللّعبة، ثم يتركون اللاعب ليواجه احتمالات الجماليّة الخوارزميّة، ولعل أبرز مثال على هذا ما يُعرف بـ»الحياة الثّانية» (Second life) التي تسمح لـ»مواطنها الافتراضي» بأن يعيش قصصا يصنعها بنفسه رفقة «مواطنين افتراضيين» آخرين من كلّ أصقاع العالم؛ بل إنّها تمنح «اللاعبين/المواطنين» حق خيار المجسّم البشريّ الّذي يتواصلون مع الآخرين من خلاله، وعادةً ما يصطنع البرنامج عُقداً عويصة أمام اللاّعب في صميم عالمه المفترض، وهو ما نرى فيه صناعة محكمة لـ»الحبكة» وإثارة متميّزة لـ»التّشويق» لم تحقّقه الأعمال الأدبية الرقميّة بعد؛ ولهذا كلّه نذهب إلى القول إنّ أجناس الأدب الرّقمي -كما صنفتها فاطمة البريكي (قصيدة تفاعليّة، مسرح تفاعليّ، رواية تفاعليّة، رواية الواقعيّة الرّقميّة)- لا تكاد تنسجم مع تعريفاتها الخاصة عند التّطبيق، بل إنّ تعريفاتها المختلفة تكاد تكون تعريفاً واحداً بصياغات مختلفة.
في خضم الحسابات التجارية وبعض الإكراهات. كيف هو وزن أو سقف «الأدب الرّقمي»؟
محمّد كاديك: هنا، يجب أن نُنبه إلى نقطتين اِثنتين نراهما غاية في الأهميّة؛ أوّلها أنّه ينبغي أن لا يغيب عن أذهاننا أنّ مواقع الانترنيت تخضع لحسابات تجارية محضة، ولا تعير اِنتباهًا لِمَا هو موروث أدبيّ أو علميّ، وبالتّالي، فإنّ الموقع الّذي ينشر العمل الأدبي يبقى عرضة للضّياع في أيّ وقت، مثلما كانت الحال مع «الموسوعة الرقميّة للأدباء والشّعراء الجزائريين» التي أعدّها المرحوم الأستاذ طاهر وطار. وينبغي أن لا يفوتنا كذلك أنّ عالم الانترنيت كاملاً، خاضع لإكراهات خارجيّة.

الرجوع إلى الأعلى