صدرت في الآونة الأخيرة، مجموعة من الإصدارات اللافتة لكُتاب وأدباء من مختلف الحساسيات الفنية والأدبية، وقد تنوعت هذه الإصدارات التي توزعت على مختلف فنون الكتابة والإبداع، من: الرواية، القصة، الشعر، النقد، الفلسفة، والدراسات الأكاديمية والفكرية المشغولة والمشغوفة بكلّ ما له علاقة بالفكر والفلسفة والأدب بكل صنوفه.  الملاحظ، أيضا، أن أغلب دور النشر الجزائرية، أصبحت تتزامن في مواقيت النشر والطبع، إذ تتلاحق الإصدارات كلّ أسبوع تقريبا مع نهاية كلّ صيف وبداية الدخول الاجتماعيّ، وهي تسعى بشتى الطرق لإصدار الأفضل والأجود حسب معاييرها ومقاييسها للنشر والطبع. ويبقى المكسب الأكبر طبعا هو الكِتاب، الذي يُضاف إلى المكتبة الجزائرية، وحتى المكتبة العربية عموما.
نـوّارة لحـــرش
ونقدم في هذا العدد مجموعة من الاصدارات في انتظار ملاحقة فاكهة المطابع في أعدادنا القادمة.

دار ميم، رهان الدائم على الأدباء الشباب
دار ميم لصاحبتها الناشرة والكاتبة آسيا علي موسى، كما في خطها الخاص بالنشر، تراهن في أغلب إصداراتها على أدب الشباب، وهذا العام تنوعت عناوين الدار أيضا وكما كلّ مرّة، فمن الشعر، إلى الدراسات النقدية والتاريخية، إلى الرواية والقصة. ففي الرواية صدرت: «رائحة الحبّ» للكاتبة عايدة خلدون، وهي رواية أشادت بها الناشرة جدا وقالت أنها مختلفة وبديعة، ووصفت كاتبتها عايدة خلدون بأنّها روائية من صنفٍ نادر. أيضا الدار أصدرت «كاماراد» للكاتب الصديق حاج أحمد الزيواني، وهي الطبعة الثانية للرواية بالاشتراك مع دار فضاءات بالأردن. ورواية أخرى بعنوان «عقد التوت»، للكاتبة مليكة رافع. وأيضا رواية «مخاض سلحفاة»، لسفيان مخناش. و»الصخرة الأسيرة» لصادق بن طاهر فاروق. و»شجرة مريم» لسامية بن دريس. دار ميم وفي خطوة مهمة، أعادت وبالاشتراك مع دار فضاءات الأردنية طبع ثلاث روايات للروائي والكاتب لحبيب السايح وهي على التوالي: «الموت في وهران»، «تماسخت»، «تلك المحبة».
وفي فن القصة، أصدرت دار ميم مجموعة من الأعمال القصصية، لكلّ من سامية بن دريس بعنوان «أطياف شهرزاد». «الوجه الثالث للموناليزا» لكريمة عيطوش. «رقصة على أنغام التاريخ» لنبيل علي لكحل. أما مسعود غراب فكان عنوان مجموعته القصصية «السر الذي لم يدفن مع الحمار». الدار لم تغفل الجانب الآخر من الإصدارات، والمتمثل في الدراسات الأدبية، حيث أصدرت في هذا المجال عدة عناوين، من بينها: «الفن التشكيلي الفني في الشعر الجزائري المعاصر» للباحثة رزيقة بوشلقية. «جدل التخييل والمخيال في الرواية الجزائرية» للدكتور سيدي محمد بن مالك. «نظرية الأجناس الأدبية» للدكتورة نادية بوذراع. أما في الشعر، فقد أصدرت الدار للشاعر الأمجد مكاوي مجموعة شعرية بعنوان «كأول الخريف».
الاختلاف والنهج التقليدي المتميز: الفكر، الفلسفة والرواية
الاختلاف، التي تظل وفية لخطها في النشر، أصدرت في طبعات مشتركة مع منشورات ضفاف بلبنان، مجموعة من العناوين في تيارات أدبية ونقدية وفكرية وفلسفية مختلفة، منها بعض الكُتب في الدراسات النقدية، مثل: «إستراتيجية التلقي في أعمال كاتب ياسين» للناقدة والباحثة كريمة بلخامسة. «التعالي النصيّ/مفاهيم وتجليات» للدكتور نو الدين الفيلالي.
«الاجتهاد وجدل الحداثة» للدكتورة نورة بوحناش. ومن تأليف مجموعة من الباحثين والأكاديميين العرب وبإشراف الدكتور سمير بلكفيف، صدر كتابُ مهم في عوالم الفلسفة بعنوان «الفلسفات الأنجلو/أمريكية». وفي الرواية صدرت للكاتب سعيد خطيبي روايته الثانية «أربعون عاما في انتظار إيزابيل»، وهي رواية تحكي عن شخصية الرّحالة والكاتبة إيزابيل إيبرهارت. وفي الشعر صدر ديوان جديد للشاعرة نصيرة محمدي بعنوان «نسيان أبيض» وهو العنوان الشعريّ الوحيد الذي أصدرته الاختلاف لهذا العام.
دار الوطن اليوم تدخل عالم النشر باستراتيجية مختلفة وطموحة
دار الوطن اليوم، لصاحبها الروائي كمال قرور، دخلت عالم النشر بشعار (التميز، الاحترافية والتنوع)، الدار أصدرت سلسلة من الكُتب المتنوعة في مختلف المجالات. في الرواية، الشعر، التراجم، الدراسات النقدية، الفلسفية، والتاريخية، وكتب في الاقتصاد، العولمة، الابتكار، والتنمية البشرية، وأيضا كُتب الطفل، وغيرها من التخصصات. يكفي أن نذكر منها في صنف الرواية: الطبعة الثانية من رواية «التراس/ ملحمة الفارس الذي اختفى» للكاتب كمال قرور، ورواية جديدة للكاتب محمد العيد بهلولي بعنوان «رحيل»،
«رماد الذاكرة المنسية» للأستاذ مصطفى بوغازي، «مهر الليل» للكاتبة وهيبة بوحنك. وفي الشعر صدرت مجموعة شعرية بعنوان «هكذا تكلم الشيخ بوطاجين» للكاتب والناقد ناصر معماش، تضمنت مجموعة من القصائد تتناص وتحاكي التجربة السردية لسعيد بوطاجين وتم نقلها في قالب شعري مليء بهموم الأدب والأفكار التي ناقشها بوطاجين في كتاباته وإبداعاته. أيضا أصدرت دار الوطن اليوم مجموعة شعرية بعنوان «امرأة من زمن الجليلة» للشاعرة سليمة ماضوي.
دار القرن 21 تدخل عالم النشر بالرواية والشعر والفلسفة
دار نشر أخرى جديدة هي «القرن 21 للنشر»، لصاحبها الروائي المعروف عبد العزيز غرمول، وهي الأخرى تدخل عالم النشر بكثير من الطموح والإصرار على التواجد الجميل، وقد قال مسؤول النشر، الكاتب إسماعيل مهنانة للنصر، عن التوجه العام للدار: «نريد بمشروع (منشورات القرن21) أن نؤسس لتقليد في النشر، يهتمّ بالنوع والجودة أكثر مما يهتم بالكمّ، ويهتم بالفعل الثقافي أكثر مما يهتم للعائد التجاري، فهي مؤسسة غير ربحية، تهدف إلى نشر المتميّز من الأعمال الأدبية الجزائرية، والدفع بالمواهب الشابة والمغمورة إلى الواجهة بإخراج نصوصهم». وأضاف في نفس السياق: «سنحاول تأسيس فعاليات ثقافية متكاملة من النشر والتوزيع والندوات والقراءات والترجمة وإخراج المواهب.
لهذا سيكون التركيز أكثر على الكُتب الأدبية والدراسات الفكرية وترجمة الأدب العالمي». وكفاتحة لانطلاقة الدار، فقد أصدرت، مجموعة من العناوين المختلفة.
ففي الشعر أصدرت الدار: مجموعة شعرية بعنوان «الجدار المطل على النافذة» للشاعر رمزي نايلي. وفي الرواية: «الحركي» للكاتب محمد بن جبار. و»مصّحة فرانز فانون» للروائي عبد العزيز غرمول.
كما صدرت عدة عناوين في الفكر والفلسفة من بينها: «العرب ومسألة الاختلاف/ مأزق الهوية والأصل والنسيان» للكاتب الدكتور إسماعيل مهنانة، ولنفس الكاتب صدر أيضا كتاب «كتابات على جدار الأزمة»،
وأيضا صدر له بالاشتراك مع مجموعة من المفكرين كتاب بعنوان «إدوارد سعيد/الهجنة، السرد، والثقافة». كما صدر للباحث حميد زناز كتاب بعنوان «دفاعا عن العقل/وقفات في الفكر والسياسة والحياة.
إصدارات من دور نشر مختلفة وعودة قوية للقصة القصيرة
كتب وروايات أخرى صدرت عن دور نشر متفرقة، منها كِتاب للدكتور أمين الزاوي يحمل عنوان «حريق في الجنة» عن منشورات «تافات» والذي احتوى على مجموعة من أوراق ومقالات كتبها الزاوي ونشرها في جرائد ومجلات مختلفة.
في حين صدر للناقد والكاتب عبد الحفيظ بن جلولي كتابه النقدي الجديد «الفكر العربي المعاصر/نقد الفكر وفكر النّقد/ الدكتور محمد أركون، والدكتور سعيد يقطين أنموذجا»، عن دار قرطبة. وهو عبارة عن دراسة نقدية، تطرق فيها الكاتب إلى الفكر العربي المعاصر. كما صدر، كتاب جديد بعنوان «مفاتيح طروادة/ كتابات في أزمنة الهويات المغلقة/»، للكاتب والمفكر أحمد دلباني، عن دار التكوين بدمشق، واحتوى مجموعة من النصوص والمقالات، وإسهامات ثقافية نُشرت في مجلات وصحف ودوريات مختلفة داخل الجزائر وخارجها. أيضا صدر للكاتبة جميلة طلباوي، كتاب جديد بعنوان «تواشيح» عن الرابطة الولائية للفكر والإبداع بالوادي, وضمّ مجموعة من الحوارات التي أجرتها مع بعض الأدباء ونشرتها عبر بعض الصحف والمواقع الإلكترونية. 
 ومن بين الإصدارات الجديدة والمهمة أيضا كتاب «الجزائر/الدولة والمجتمع (1965-1979)»، للكاتب والباحث، الدكتور عبد السلام فيلالي، والذي صدر عن دار الوسام العربي. وهو عبارة عن مقاربات، تناول فيها الباحث بالدراسة والتحليل تطور أنساق القيمة والتوجيه للمجتمع والدولة خلال فترة جد هامة من تاريخ الجزائر. ومن الإصدارات المهمة الأخرى، كتاب «سينما الشعر/جدليّة اللغة والسيميولوجيا في السينما» للناقد والباحث السينمائي عبد الكريم قادري، والذي صدر عن منشورات المتوسط، ميلانو/بإيطاليا.
وفي فن الشعر، وعن منشورات المتوسط، ميلانو/بإيطاليا، صدرت للشاعر خالد بن صالح مجموعته الشعرية الثالثة الموسومة بـــ»الرقص بأطراف مستعارة».
كما صدرت عن دار ابن بطوطة بالأردن، مجموعة شعرية جديدة للشاعرة خيرة بلقصير والتي جاءت بعنوان «حرير الملائكة». وعن منشورات ANEP صدرت مجموعة شعرية جديدة بعنوان «راقصة في شهوة البحر» للشاعر رفيق جلول، وقد أشاد بها الروائي أمين الزاوي من خلال نص مقدمته، حيث احتفى بنصوص الشاعر وأثنى عليها.  أما في فن السرد والرواية، فقد صدرت للروائي سمير قسيمي رواية جديدة بعنوان «كتاب الماشاء/ هلابيل النسخة الأخيرة» في طبعتين متزامنتين، الأولى عن دار المدى العراقية والثانية عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية بالجزائر. أما الروائي عبد الوهاب بن منصور فصدرت له الطبعة الثانية من روايته «قضاة الشرف» عن دار الألمعية، وعن دار الوسام ستصدر له قريبا الطبعة الثانية أيضا من روايته «الحيّ السفليّ». وعن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية بالجزائر، صدرت للروائي أحمد طيباوي، رواية جديدة بعنوان «المقام العالي».  كما صدرت عن دار العين المصرية رواية «عطر الخطيئة» للروائي أمين الزاوي، موقعة بترجمة محمد بوطغان الذي نقلها من الفرنسية إلى العربية.
أما الشاعر والروائي إسماعيل يبرير، فصدرت له رواية جديدة بعنوان «مولى الحيرة» في طبعات عربية وجزائرية مشتركة: دار ميم/الجزائر، دار مسكيلياني/ تونس. في حين صدرت للكاتب الشاب جلول رفيق روايته الثانية «حضرة الجنرال أبي» عن دار الراية المصرية للنشر والطبع.وعن منشورات وزارة التعليم العالي بسوريا، صدرت للكاتب فيصل الأحمر، ترجمته الجديدة لرواية «عالم جديد فاضل» للكاتب الإنكليزي ألدوس هكسلي.أمّا في القصة، فصدرت في الآونة الأخيرة، مجموعات قصصية كثيرة، فاقت عدد الإصدارات الروائية، ما يوحي بعودة هذا الفن لواجهة الأدب، وما يوحي أيضا من جهة بعودة الكُتّاب إلى القصة القصيرة وعوالمها، التي شكلت النسيج الأول لبداياتهم وينابيعهم. ومن بين الإصدارات القصصية الكثيرة التي صدرت وظهرت مؤخرا، نذكر منها: «مغلق أو خارج مجال التغطية» للكاتب الخير شوّار، والتي صدرت عن دار الكلمة، «قليل من الماء يكفي لكي لا أمشي حافيا» للكاتب عبد الكريم ينينة. «البراني» للقاصة فايزة مصطفى، «مجاز السرو» للروائي عبد الوهاب عيسي والصادرة عن منشورات بغدادي. «شجرة البلوط» للكاتب حميدة عبد القادر، والتي صدرت عن منشورات الثقافية للنشر والتوزيع/ تونيس. «أطياف شهرزاد» للقاصة سامية بن دريس،
«الوجه الثالث للمونالييزا» وهي باكورة أعمال الكاتبة الشابة كريمة عيطوش، «رقصة على أنغام التاريخ» لنبيل علي لكحل. «السر الذي لم يدفن مع الحمار». لمسعود غراب. أما علاوة كوسة، فصدرت له عن مؤسسة «جميرا» للنشر والتوزيع بالإمارات، مجموعة قصصية تحت عنوان «المقعد الحجري».                 

الرجوع إلى الأعلى