افتتاح فعاليات الأسبوع الثقافي التونسي بقسنطينة
ميهوبي يؤكد على أهمية الثقافة في مواجهة كافة أشكال التطرف
أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أول أمس الخميس خلال إشرافه على افتتاح فعاليات الأسبوع الثقافي التونسي في إطار فعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، على دور الثقافة في محاربة كافة أشكال التطرف و التقريب بين الشعوب، كما أثنى على متانة العلاقات التاريخية المشتركة بين البلدين، و نجاعة التنسيق الحدودي المشترك الرامي إلى تحقيق الاستقرار و التنمية المستدامة.
 الوزير صرّح على هامش حفل افتتاح الحدث الثقافي، بأن رسالة السلم و المحبة التي ترّوج لها الثقافة هي خير سلاح أمام التطرف، كونها تكافح العنف و تدعم و تشجع المواطنة الإيجابية، مؤكدا بأن الشعب التونسي قدم مثالا محترما يعكس تمدنه و تحضره من خلال تعامله مع الهجومات الإرهابية التي طالت أرضه مؤخرا، مشيرا إلى أن الجزائر حكومة و شعبا ملتزمة بدعم تونس الشقيقة و مساعدتها على تجاوز المرحلة الصعبة، عملا بما تفرضه عليها أواصر الجيرة و المحبة و احتراما لتاريخ العلاقات بين البلدين والتي يزيد عمرها عن 2000سنة، بدأت كما قال، بالكفاح المشترك ضد الرومان و تأصلت خلال حرب التحرير الوطنية ضد فرنسا الاستعمارية.
كما أكد ميهوبي خلال كلمة افتتاحية حيا خلالها نظيرته التونسية لطيفة لخضر و ممثلي البعثة الدبلوماسية التونسية وعلى رأسهم السفير عبد المجيد فرشيش، بأن مشروع الوحدة المغاربية يعد السبيل الأنجع لمواجهة التحديات الراهنة و الوصول بالمنطقة التي يجمعها تاريخ و حاضر مشترك إلى بر الأمان.
وعلى الصعيد الثقافي، كشف عز الدين ميهوبي عن تعاون قريب مشترك بين البلدين في مجالات السينما و المسرح، يعد بمثابة دفع للعلاقات التاريخية الثقافية بين تونس و الجزائر، متحدثا عن احتمال تنظيم ملتقى حول شخصية المثقف التونسي محمد الصالح جابيا، الذي طالما اهتم بالمفكرين و الأدباء الجزائريين و قدم للساحة الفكرية الوطنية الكثير، ليكون الملتقى بمثابة عرفان بعطائه
و تكريم لجهوده، التي تضاف إلى جهود مثقفين و مفكرين كثر خدموا البلدين على حد سواء لدرجة باتت تطرح الجدل حول أصولهم الحقيقية، أمثال، ابن خلدون، و ابن رشيق المسيلي و آخرون.
من جهته عبر سفير دولة تونس بالجزائر عبد المجيد الفرشيشي، عن سعادته بالمشاركة في التظاهرة العربية التي تحتضنها قسنطينة، مشيرا إلى أن التعاون الثقافي بين البلدين ليس وليد اللحظة بل هو نتاج لسنوات طويلة من التواصل و العمل المشترك، ستتكلل العام المقبل بحمل مدينة سفاقص لمشعل حاضنة الثقافة بعدما ثم اختيارها من « الإلكسو»، كعاصمة للثقافة العربية بعد قسنطينة. كما أبرز السفير، دور الثقافة في رص صفوف الشعوب العربية عموما،
و توطيد أواصر الثقة و المحبة بين الجارتين تونس و الجزائر، مؤكدا على وحدوية مصير البلدين.             
نور الهدى طابي

مبدعوها  ينزلون ضيوفا على عاصمة الثقافة العربية
سحر تونس الخضراء يعانق جسور مدينة الصخر العتيق
حطت تونس الخضراء بحرفييها و شعرائها و فنانيها ليلة الخميس الماضي، ضيفة على قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، لتوقع بذلك سهرة عبقها الأصالة و تكون عنوان أولى أيام الأسبوع الثامن في التظاهرة.
 حفل الافتتاح ميزته مشاركة رسمية هامة، تمثلت في كل من وزيري ثقافة البلدين و مسؤول الدبلوماسية التونسية بالجزائر السفير عبد المجيد الفرشيشي، الذي أكد على متانة العلاقات الثقافية بين  الدولتين الشقيقتين، علاقات وصفها الوزير عز الدين ميهوبي بالتاريخية، كاشفا عن مشروع لدفعها من خلال إنتاج أعمال مسرحية و سينمائية مشتركة، في المستقبل القريب، وهو ما ذهب إليه رئيس ديوان الثقافة و الحفاظ على التراث التونسي يوسف بن براهيم، في كلمة أشاد خلالها بنوعية العلاقات الطيبة مؤكدا على أهمية دفعها و ترقيتها، لتمس كافة مجالات الحياة الثقافية، بما يسمح بمد جسر دائم للتبادل الحضاري و الإنساني بين شعبين يجمعهما تاريخ و حاضر و مستقبل مشترك.
السهرة التونسية التي تعد ثامن السهرات الثقافية العربية في إطار الحدث، أعادت لقاعة العروض الكبرى أحمد باي، سحر ليالي الصيف، كما أعادت الجمهور القسنطيني إلى ركحها، حيث أطربت الفنانة التونسية، شهرزاد هلال، الحاضرين بجميل الأغاني المستمدة من التراث التونسي العريق على غرار أغنية « أيها المولع بيا»، التي تميل في طابعها إلى فن المالوف، وأغنية « يا سايقة»، ذات الإيقاعات الشعبية التونسية الجميلة، كما شمل عرضها الموسوم « أحكي يا شهرزاد»،  مقاطع من أغان جزائرية لعمالقة الزمن الجميل، أمثال الشيخ العنقة الذي قدمت له « الحمام لي والفتو»، و «أغنية بالله يا حمامي»، لحمدي بناني، إضافة لأدائها لروائع خالدة كأغنية « يا بنت بلادي» و «لو نعيد همومي»، كما غنت كذلك من إنتاجها و ألحانها الخاصة أغنية « تذكرت و الدنيا ربيع»، لتختتم السهرة بأداء متميز لأغنيتها « يا لي سحروني عنيك».
شهرزاد هلال، التي خصت النصر بتصريح على هامش الحفل، استطاعت أن تأسر قلوب الحاضرين من خلال أداء متميز وصوت طربي قوي، تناغم مع جميل رقصاتها الراقية التي زادت العرض سحرا، حيث أكدت بأنها تمارس الفن كهواية و شغف منذ الصغر وهو ما دفعها للتخصص في دراسته أكاديميا حيث تحمل شهادة دكتوراه في الموسيقى من جامعة السربون، و تعمل كأستاذة جامعية بمعهد الفن و الموسيقى بتونس، إذ ينصب عملها كما أوضحت، على تدريس أصول الموسيقى و العزف، فضلا عن البحث في التراث الجزائري التونسي الفني المشترك، و الذي يزخر حسب تعبيرها، بالعديد من الأعمال و الروائع الفنية، سواء في المالوف أو الموشحات أو الأغنية الشعبية.
تجدر الإشارة إلى أن فعاليات الأسبوع الثقافي التونسي ستسمر إلى غاية السادس سبتمبر الجاري، إذ يضم البرنامج جملة من النشاطات، المسرحية، و السينمائية بالإضافة إلى  أمسية شعرية من توقيع المبدعة أميمة الزاير، و محاضرة فكرية حول « دور النخبة الجزائرية في تونس: أحمد توفيق المدني نموذجا»، يقدمها الأستاذ عبد اللطيف الحناشي، فضلا عن تخصيص رواق للكتاب و معرض الفنون والتشكيلية يضم تسع لوحات لفنانين جزائريين  يزيد عمرها عن 20 سنة.
نور الهدى طابي

الرجوع إلى الأعلى