استمتع جمهور المسرح الجهوي عبد القادر علولة في السهرة الأولى، بعرض جديد لمسرحية «معروض للهوى»، التي حملت الجمهور في سفرية تاريخية، جمعت بين أمجاد وإخفاقات المسلمين عبر التاريخ، سواء في فلسطين التي حررها صلاح الدين الأيوبي وتحولت قضيتها اليوم، لتصبح ممرا يسلكه من اعتقد أن الموت في هذه الأرض المقدسة هو طريق مباشر للجنة، كما أبرز المخرج ومقتبس السيناريو محمد بختي محطة أخرى مهمة في تاريخ المسلمين، وهي سقوط الأندلس والمجد الضائع الذي لا يزال البعض يحلم باستعادته، وهو يحمل أسلحة القرون الوسطى وسط الانفجار التكنولوجي في كل المجالات، وأيضا وضع الأمة الإسلامية اليوم التي يتكالب عليها الآخرون، ولكن يتسابق ويتقاتل أبناؤها لتحقيق أحلام أغلبها غير قابل للتجسيد، في ظل الوضع الذي تعيشه.
وتظهر خلال العرض البطلة ليلى (جسدت دورها الفنانة زاوش أمينة)، وهي مطاردة من قبل أشخاص، بعضهم من الرعية وآخرون من ذوي الجاه والسلطان المقربين من حاكم الأندلس، غير أنها تبقى صامدة تحاول الاختباء ثم تلجأ للاحتماء في ظل بطل، مازال يحمل سيفا أكل عليه الدهر وشرب، ولكنه يحمل أيضا قوة وشجاعة العرب التي صنعت الحضارات، وهي القوة التي مكنته وحيدا من حماية وإنقاذ ليلى من مخالب المتربصين بها، رغم وجود أبناء الوطن الذين لا تهمهم سوى مصلحتهم الشخصية.
ولم يغفل هذا العمل الفني الجانب الروحي والعاطفي، الذي بفضله يلتحم الجميع ويكونون قوة فعلية تجسد أحلامهم الطائرة في سماء الحرية والانعتاق من القيود ، وتبقى ليلى أمة في انتظار مخلصها.
خيرة بن ودان

الرجوع إلى الأعلى