اختتم سهرة أمس الجمعة، البرنامج الثقافي والفني المرافق للألعاب المتوسطية، والذي احتضنته دار الثقافة زدور بلقاسم بوهران، بعد أيام فقط من إعادة افتتاحها من طرف وزيرة الثقافة صورية مولوجي، ودامت الاحتفالية ثلاثة أيام، على أن تنطلق هذا الأسبوع، احتفالية الذكرى 60 لعيد الاستقلال. وكانت سهرة الجمعة، مميزة بالفرقة النسوية لفن «القول» من البيض، التي أعادت إحياء هذا التراث، الذي يكاد يندثر رغم أنه مرسخ في جميع أنحاء الوطن، وقد تفاعل معه الجمهور كثيرا ورافقه برقصات وتصفيقات متناسقة.
وانطلق مساء الأربعاء المنصرم، البرنامج الثقافي والفني بفرقة نسوية أيضا من بشار، وهي  فرقة «سيدي ونيف» التي أدت عدة أغاني تراثية من الجنوب، تفاعل معها الجمهور بقوة خاصة الشباب، بالنظر لتعطشه لمثل هذه الحفلات، التي انقطعت منذ حوالي ثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا، أما في السهرة الثانية، فانتقل البرنامج إلى منطقة الشاوية ورائد أغانيها الشيخ عبد الحميد بوزاهر، الذي رافقه الشاب رضا فوق المنصة في ترديد أغان باللهجة الشاوية واللغة العربية.
وقال عبد الحميد بوزاهر في تصريح صحفي على هامش السهرة، أنه يحضر أغنية وطنية، سيؤديها بمناسبة الاحتفالات المخلدة لعيد 60 الاستقلال، والتي تحاكي سنوات الثورة التحريرية منذ اندلاعها لغاية الحرية سنة 1962، وهي من تلحين الشاب رضا الصغير، مضيفا أنه شرع في الآونة الأخيرة في التعامل مع الشاب رضا الصغير، الذي لحن له بعض الأغاني الجديدة التي ألفها مؤخرا، كما أن رضا سيرافق الشيخ بوزاهر في أغاني ثنائية مستقبلا بالنظر لتقارب طبقتهما الصوتية، وجدية رضا في التخصص في الطبع الشاوي واستلهام الخبرة من رواده مثل بوزاهر، هذا الأخير اعتبر أنه رغم وجود الكثيرين ممن يغنون الطبع الشاوي، إلا أن من احترم ضوابطه الأصلية قليلون، ومنهم الشاب رضا الصغير الذي سيحمل المشعل حسبه.
كما أشار بوزاهر إلى أن منطقة الأوراس، تفتقد اليوم لرجال الخفاء مثل هيئة «أحباب الأغنية الشاوية» ودور إنتاج مناسبة وإعلاميين يفرضون النوع الغنائي المواكب لمتطلبات الجمهور، معرجا على خطر شبكات التواصل الاجتماعي، التي تضيع عبرها حقوق الفنان.
وأوضح أيضا محدثنا أنه يؤدي الأغاني الشاوية، التي يضبط كلماتها حتى تكون مفهومة لدى الجميع ولا يحصرها في اللهجة الشاوية المتداولة في المنطقة، وهذا ما زاد من شعبيته داخل وخارج الوطن، وميزتها تجربته في الغناء الطربي في سوريا أين تفاعل معه الجمهور، لدرجة أن البعض صعد له للمنصة ليعانقه ويحييه على الأداء والكلمات، التي حضر لها الاستخبار وهو في أدراج الطائرة نزولا في دمشق.
علما، أن عبد الحميد بوزاهر جرب موهبته الفنية السينمائية في أداء الدور الأول في فيلم عيسى الجرموني سنة 1983.                بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى