قال الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، إنه لا يجب انتظار “التهجم” على الهوية والانتماء الجزائري، كي نتدخل ونعترف بالثـراء المتضمن في بلادنا، فالجزائر مثلما أضاف واحدة موحدة ولها امتدادات في التاريخ، وهي أمة عريقة لا تقبل أي مجال للمساومة، والشعب الجزائري، مثلما جاء في دستور عام 2020، حر ومصمم على أن يبقى حرا.
وأكد أمس، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، في كلمته خلال الملتقى الوطني لأسماء الأعلام الموسوم ب”الجزائر.. مجتمع، أمة وتسمية”، أن هذا الملتقى له أبعادا جيو إستراتيجية، لما يوفره من معطيات تبرز مكانة وخصوصية الجزائريين في شمال إفريقيا، وأنه أيضا يأتي في إطار الاحتفال بالذكرى 60 لعيدي الاستقلال والشباب، كما سيناقش الأطر المرجعية التي تحدد الهوية الجزائرية من خلال نظام أسماء الأعلام، ومن هنا يأتي الحديث عن ثلاثة محاور تجتمع مضامينها في الجزائر بكل مكوناتها.
ويرتكز المحور الأول حسب عصاد على المجتمع الجزائري من خلال السمات التي يتصف بها الأفراد، وتعتبر انعكاسا للديناميكية التي يعيشها ومرآة عاكسة في نفس الوقت لحالته الصحية الجيدة، فهو مجتمع حي من خلال ارتباطه بفضاء السعي للتمسك بالقيم العليا المؤسسة للكينونة الجزائرية، في حين يأتي مفهوم الأمة في المحور الثاني الذي مغزاه هو إبراز كل دواعي الفخر والاعتزاز التي يشعر بها الجزائريون وبانتمائهم لأرض لها مجد عبر التاريخ، يختزن ملاحم أبناء الجزائر في العديد من المحطات، ولازال لحد اليوم، يعتبر مصدر إلهام للأجيال المتعاقبة، لبناء مستقبل مشترك في الجزائر الواحدة الموحدة، بينما يأتي ثالثا محور التسمية وهو علم قائم بذاته ويحظى بالعناية في مراكز البحث، لأنه حقل علمي يرتكز على المظاهر الهوياتية.
كما دعا الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، لتعزيز الجبهة الداخلية من خلال التكفل بهذه الإشكاليات المطروحة في كل مناطق الوطن، فهدف المحافظة وفقه يبقى ترجمة البعد الوطني، والتواصل مع المواطن البسيط، وتحسيس المجتمع بالأمور التي يمكنه الافتخار والاعتزاز بها، مردفا أن المحافظة السامية للأمازيغية تسعى لترجمة البعد الأمازيغي وغرس عنصر الانتماء، وهو توجه الدولة الذي يجب أن يتم ترسيخه عن طريق المنظومة التربوية والاتصالية أيضا، لسد النقص في تناول المرجعية الوطنية في المقررات التربوية والمنظومة الاتصالية.  وأضاف عصاد أن الشراكة مع الجامعة ومركز البحث “كراسك” وهران، كرست ثقافة تنظيم الملتقيات المختلفة التي تتغذى من هذه الهيئات كل واحدة حسب الاختصاص، مبرزا أن إشكالية الملتقى لها بعد “جيو إستراتيجي” وأهمية علمية أكاديمية كبيرة، خاصة وأنها تتزامن والألعاب المتوسطية، مشيرا أن الشراكة مع “كراسك”، انبثق عنها المجمع الجزائري العلمي لأسماء الأعلام، معتبرا أن المرافقة المؤسساتية أعطت ثمارها.
 وفي ذات السياق، كشف مدير جامعة وهران 2، السيد بلاسكا، أنه سيتم مع الدخول الجامعي المقبل، خلق مسار ماستر في اللغة الأمازيغية عبر معاهد اللغات بالغرب الجزائري، وهذا ما وصفه سي الهاشمي عصاد أنه ثمرة شراكة مع الجامعة التي تعد اليوم خمس معاهد للأمازيغية عبر الوطن، ومنها تمنراست التي سيتخرج منها هذا العام أول دفعة ليسانس، مشيرا لافتتاح معهد للغة الأمازيغية في الشلف الموسم المقبل.
وفي محاضرته التي قدمها أمس، أوضح الأستاذ الباحث فريد بن رمضان رئيس المجمع الجزائري العلمي لأسماء الأعلام، أنه لا يمكن أن تتطور البلاد، إذا لم يتم التحكم وبذكاء في الفضاء العمومي، فأن تكون جزائريا يعني أنك تنتمي لإقليم ترابي هو الجزائر، وعندما نتحدث عن الجزائر يجب أن نتكلم عنها بكل متكامل ترابيا، وأن أسماء الأعلام للأماكن والأشخاص، تشعرنا بعمق جزائريتنا مثلما أردف المتحدث، الذي أفاد أن الأمة هي عنصر إنساني وتاريخي وفاعل اجتماعي وإقليمي ويترجمها شعور الانتماء.
للعلم، يتواصل الملتقى اليوم الأحد، بتقديم مجموعة من المحاضرات تصب في مضمون إبراز البعد الهوياتي الجزائري، من خلال أسماء الأماكن والأشخاص والعائلات عبر التراب الوطني.                                  
بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى