دعوة لتدريس أدب كاتب ياسين بالجامعات العربية

انطلق المنتدى الدولي التاسع حول حياة و مؤلفات الأديب الجزائري كاتب ياسين يوم الخميس، بالمركز الثقافي الإسلامي بمدينة قالمة، بمشاركة العديد من الأدباء و الباحثين في الأدب المغاربي و الفرونكوفوني، من الجزائر و تونس و فرنسا، و طلبة الأدب بجامعة 8 ماي 1945 بقالمة، و مثقفي المدينة المهتمين بحياة و مآثر كاتب ياسين، الذي تعود أصوله إلى منطقة عين غرور شرقي قالمة، أين عاشت قبيلة بني كبلوت، و أجداد ياسين الذين كان لهم الدور الكبير في المكانة الأدبية و الثقافية التي بلغها الكبلوتي العنيد الذي عاش ثائرا على الاستعمار متمردا على كل ما يرمز الى التخلف الاجتماعي و الثقافي.
المنتدى الذي يتواصل على مدى 3 أيام كاملة، يتناول إشكالية الرمزية و التضمين و الإيحاء في كتابات الأديب، و كيف أحدث أسلوبه تأثيرا بليغا في الأدب ألمغاربي و الفرونكوفوني، سواء في مجال القصة و الرواية، أو في مجال المسرح الشعبي الذي اختاره كاتب ياسين، بمزيج من اللغة العربية و الدارجة الجزائرية، كوسيلة للتواصل مع الطبقات الشعبية غير القادرة على الفهم و التجاوب، مع نصوصه المكتوبة باللغة الفرنسية التي ظل يعتبرها غنيمة حرب، و شر لابد منه لمكافحة الاستعمار بالقلم و الكلمة، مصرحا بأنه اختار الكتابة بالفرنسية ليقول للفرنسيين بأنه ليس فرنسيا بل عربيا أمازيغي الجذور. و دار جدل كبير بقاعة المحضرات بالمركز الثقافي الإسلامي، حول ظاهرة التشظي في أعمال كاتب ياسين، و نزوعه إلى الأدب الثوري الهادف الى تحرير الوطن و الفكر، و إشكالية ترجمة أعماله كاتب إلى لغات أخرى غير العربية و الفرنسية، حتى يخرج من الزاوية الضيقة التي ظل محشورا فيها بين الفرنسية و بعض من العربية الفصيحة و الدارجة، و لا يكاد صداه يتجاوز جغرافيا الجزائر و المغرب العربي و فرنسا.
 و قال الأديب التونسي سعد برغل بأنه حان الوقت ليعود كاتب ياسين إلى وطنه و أمته العربية، و التحرر من اللغة الفرنسية إلى لغات عالمية أخرى، متسائلا عن أسباب الشيطنة و الإجحاف الممارس في حق الأديب بالجزائر و الوطن العربي، مضيفا بأنه من النادر اليوم أن يدرس أدبه في الجامعات العربية.
و دعا المتدخلون في الملتقى إلى ضرورة بعث مؤسسة كاتب ياسين، و إخراجه إلى الكونية بلغات أخرى غير الفرنسية التي يكاد يتجاوزها الزمن، حيث أصبحت رقعة انتشارها تتآكل باستمرار.  و قد اجمع المحاضرون من فرنسا و الجزائر و تونس على الرجل لم ينل حقه الكامل في مجال البرامج التربوية و خاصة في الوطن العربي، و أن كتاباته المثيرة للجدل مازالت في حاجة إلى المزيد من الدراسة و التحليل و الجهد لفهم مدلولاتها و معانيها الفنية التي تكاد تكون عصية على الفهم أحيانا لدى الكثير من المهتمين بالحقل الأدبي الفرونكوفوني و العربي.
و دار أغلب النقاش حول رواية نجمة التي صنعت من كاتب ياسين أديبا و روائيا متمكنا من ناصية اللغة و التضمين الذكي و التشظي، الذي جعل كتاباته عصية عن الاقتباس و المحاكاة، على خلاف أدباء آخرين بينهم نجيب محفوظ صاحب جائزة نوبل، حيث تمكن الكثير من الكتاب محاكاة نصوصه بسهولة، كما حدث مع أدباء آخرين كبار، لكن الأمر متخلف تماما عندما يتعلق الأمر برواية نجمة و غيرها من أعمال ياسين الممتلئة بالرمزية و التضمين العصي على الإدراك البسيط.   
و قد تضمن اليوم الأول من المنتدى عدة مداخلات أبرزها للفرنسي "دونيس فادا" تحت عنوان كاتب ياسين و ألبير كامي، و محاضرة للباحثة الجزائرية دشاش جليلة، تحت عنوان كاتب ياسين هوية و معاصرة، و محاضرة للأديب التونسي منصور مهني تناول جوانب إبداعية و فنية من رواية نجمة، و مداخلة للأستاذة الجامعية الجزائرية قارة لاميا من جامعة الجزائر تحت عنوان التضمين و التناص و بناء المعنى في المضلع الكوكبي، ثم عاشور بوزيان بعنوان كاتب ياسين شاعر الواقعية.
و عرف اليوم الثاني من المنتدى مداخلات هامة تتناول حياة و مؤلفات كاتب ياسين بينها المحاضرة الوحيدة باللغة العربية، للأديب  التونسي سعد برغل تحت عنوان كاتب ياسين و ترحل المعنى،  ثم محاضرة تحت عنوان نجمة، حوار بالمعاني العربية الجزائرية للباحث التونسي جلال الغربي، و محاضرة حول الاقتباس من أعمال كاتب ياسين للباحث الجزائري عز الدين عامر.           
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى