توظيف المسح ثلاثي الأبعاد للحفاظ على الهوية الأثرية

اقترحت  أول أمس، المهندسة المعمارية والباحثة في علم الآثار والحفاظ على التراث الثقافي الغير منقول، مريم صغيري، خلال مداخلتها باليوم الدراسي الموسوم بـ       « العصرنة والتكنولوجيا الحديثة في تسيير المتاحف – سينوغرافيا العرض المتحفي-» استخدام المتاحف للماسح ثلاثي الأبعاد حفاظا على المعالم التراثية و الثقافية من الاندثار حتى تتوارثها الأجيال القادمة، خاصة وأن هذه التقنية تمكن من زيارة المتاحف عن بعد و الحصول على تجربة فريدة.

وقالت المتحدثة، أن التقنية تقوم على مسح ضوئي بالليزر فائق السرعة والدقة لمجموعة متنوعة من الكائنات أو البيانات الشبكية، عن طريق تسجيل إحداثيات ثلاثية الأبعاد لعدد كبير من النقاط على سطح الجسم المقاس، بما يوفر جميع البيانات اللازمة لدراسة عمليات التشغيل والتشفير والتواصل والبرامج، كونه يسمح بالحصول على بيانات ثلاثية الأبعاد بفضل الليزر بزاوية 360درجة، خصوصا وأن الجهاز يقيس المسافة والانعكاس ويولد سحابة من النقاط.
وأوضحت الباحثة، أن أهمية هذا الجهاز تكمن في المساهمة بشكل كبير في الحفاظ على أدق تفاصيل  المعالم  والآثار الثقافية، حتى يمكن ترميمها مستقبلا   في حال تضرر المكان بفعل عوامل طبيعية أو غيرها كما يساعد المتاحف على عرض التحف المخزنة في المستودعات بعد تصويرها بدقة « 2 ميكرون» ما يعادل 0.01 ميليمتر، مضيفة، أن المركز الوطني لأبحاث التخطيط الإقليمي يملك جهازا يزن 1 كيلوغرام بدقة 4 ميليمتر يمكنه التقاط 300 ألف نقطة في الثانية وحمل قياساتها دون لمسها، ويشرف على استخدامه مدرب متخصص في الرقمنة.
ويمكّن ذلك حسبها، من تحقيق مشروع رقمنة ثلاثية الأبعاد لبعض الآثار الثقافية في متحف القصر مما يتيح للناس الاستمتاع بالتصوير ثلاثي الأبعاد للمجموعة على الإنترنت ، كما يسمح بمحاكاة مشاهد واقعية ثلاثية الأبعاد من خلال عمل رسومات عالية الأداء، إلى جانب رقمنة الآثار، و يسهل الحفظ الرقمي للآثار الثقافية التي تم جمعها وحفظها في المتحف باستخدام تقنية المسح بالليزر ثلاثي الأبعاد، عن طريق مسح المعلومات الهندسية الدقيقة وغيرها من البيانات الثلاثية لإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد مناسب لإصلاح الآثار الثقافية التالفة بدقة.
وقد تم تطبيق هذه التقنية على قصر الحاج أحمد باي أثناء فعالية الافتتاح الرسمي للطبعة الخامسة لتظاهرة جسور التواصل لتراث الحواضر، الذي نظمه قصر الباي برعاية من وزيرة الثقافة والفنون وبحضور القائمين على القطاع الثقافي ومؤسسات تحت الوصاية ومدراء المتاحف العمومية الوطنية، وقد أوضحت مديرة متحف الفنون و التعابير الثقافية التقليدية، مريم قبايلية  أنه تم إجراء مسح شامل لكل أجزاء القصر بما يقارب 5 مليارات نقطة سجلها جهاز الماسح الضوئي الذي استخدمه خبير بالمركز الوطني لتهيئة البحث والإقليم.
وتضيف المديرة، أن هذه التقنية المتطورة ستساهم في الحفاظ على المعالم وإعادة الاعتبار لها وتثمين العمل كما ستتيح للأشخاص من ذوي الهمم فرصة القيام بزيارة افتراضية للمكان دون الحاجة للتنقل بين زواياه أو الصعود للطوابق العلوية، كما أبرز تفاصيل دقيقة بالمعلم كبعض الشقوق والإهتراءات.
و أبرمت على هامش الفعالية، اتفاقية بين المركز الوطني لتهيئة البحث و الإقليم بقسنطينة وقصر الباي بهدف تبادل الخبرات مع المختصين وكذا تكوين إطارات المتحف من خلال التعرف على أحدث التقنيات الرقمية مواكبة للتطورات العصرية.
رميساء جبيل   

الرجوع إلى الأعلى