أيام سينمائية للفيلم القصير بروح ثورية في قسنطينة

انطلقت أمس، فعاليات الطبعة الثالثة للأيام الوطنية للفيلم القصير  المنظمة من طرف دار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، حيث تميزت هذه الطبعة بحضور قوي للأفلام الثورية التي تشكل غالبية الأعمال المتنافسة على أحسن عمل سينمائي، فيما حضر حفل الافتتاح ثلة من الفنانين تتقدمهم بهية راشدي، نوال زعتر، عبد النور شلوش و  قادري أحمد المدعو «قريقش»، رابية عبد الحميد وعنتر هلال الذين أكدوا أن التظاهرة تعد فرصة للقاء بين الأجيال لتبادل مختلف الخبرات الفنية والسينمائية.

 لقمان قوادري

أشرف، أمس، والي قسنطينة عبد الخالق صيودة، بمعية السلطات المحلية، على فعاليات انطلاق الطبعة الثالثة للأيام الوطنية للفيلم القصير، والتي تزامنت مع مناسبة إحياء الذكرى 62 لمظاهرات 11 ديسبمر والتي نظمت بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، حيث تم تكريم وجوه فنية حضرت التظاهرة، ويتعلق الأمر ببهية راشدي، نوال زعتر ، عبد النور شلوش، وقادري أحمد المدعو قريقش، رابية عبد الحميد وعنتر هلال.
وذكر المستشار الثقافي، بدار الثقافة مالك حداد المنظمة للتظاهرة، لعود عمار ، أن  الطبعة الثالثة لأيام الفيلم القصير، ستستمر على مدار ثلاثة أيام وذلك إلى غاية، 13 من الشهر الجاري، حيث أن اختيار تاريخ 11 ديسمبر لإطلاقها لم يكن اعتباطيا، بل جاء من أجل تخليد هذه الذكرى الوطنية وهو ما تجسد في عنوان الطبعة «حتى لا ننسى»، و «التي من خلالها سنذكر بنضال الشعب الجزائري»، كما تعد أيضا، بحسبه، رسالة تواصل بين جيل الماضي والحاضر، والذي يجب أن يتعرف على  تضحيات أسلافه  ممن صنعوا وعايشوا ثورة التحرير.
ولفت المتحدث، إلى  أن الهدف من هذه الطبعة وعلى غرار الطبعات السابقة، هو إثراء المنتوج السينمائي الثوري أولا، إذ تم منح الأولوية للأفلام الثورية المنجزة من طرف شباب مخرجين دون إقصاء للأنواع الأخرى، فقد تم، وفقه، فسح المجال أيضا للأفلام الوثائقية، أو تلك  ذات المحتويات المختلفة، لكن ما يهم أكثر، ، هو رفع مستوى السقف الفني للأفلام باعتبار أنه لم يتم قبول كل الأفلام، مشيرا إلى أن الكثيرين يعتقدون أن إنتاج الأفلام القصيرة خاص بفئة الهواة والمبتدئين، لكن على العكس، فإن مثل هذه الأفلام تنتج من طرف المحترفين والمتمكنين في مجال السينما، في حين أن  الفرق الوحيد يمكن، مثلما ذكر، في قصر المدة الزمنية وفقط .
وبالنسبة للأعمال المشاركة، فقد ذكر المتحدث أنها متنوعة وعددها يقدر بـ 15 فيلما، مقدما أمثلة بفيلم جولة شان ليوسف بن تيس، و القرار لمحمد لمين وفيلم 414 ،الحرة وكذا رجال الثورة ، إذ ستتنافس الأعمال المعروضة على جائزة أحسن فيلم ستقدم سهرة الثلاثاء المقبل.
وذكر، السيد لعود، أن لجنة تحكيم المسابقة يترأسها حسين ناصف، بمشاركة كل من سليم بن عليوش وعبد الرزاق بلعابد، وكلهم كما قال، رجال متخصصون في الحقل السينمائي ، داعيا الشباب إلى الحضور بقوة  من اجل الاستفادة الفنية وكذا والتعرف على الميدان السينمائي، مشيرا إلى أن  الطبعة تحمل اسم عميد مصوري التلفزيون الجزائري المرحوم، إبراهيم طبي، أما العروض فقد انطلقت ابتداء من يوم أمس وستستمر إلى غاية يوم الاختتام.

الفنانة بهية راشدي
 نشهد حركية في مجال الإنتاج السينمائي
ثمنت الفنانة بهية راشدي، في تصريح للنصر، هذه الفعالية التي اعتبرتها فرصة لإبراز المواهب الشابة، حيث قالت «صحيح أن الجمهور لم يحضر، لكن حفل الافتتاح يبشر بالخير ، مشيرة إلى أنها متفائلة جدا  من خلال الاطلاع على الفيلم القصير للأعمال المشاركة في هذه الطبعة، كما ذكرت أن الشباب قد أنجزوا وحبكوا  سيناريوهات ومواضيع لا بأس بها، وعلى  لجنة التحكيم، أن تكون عادلة ومنصفة، فكل شاب ،كما صرحت، بحاجة إلى تدعيم ومرافقة وتشجيع .
ولفتت الفنانة، إلى أن الفيلم القصير يتميز بطابع خفيف، وهو من شأنه أن يمكن الشباب من المشاركة بأعمالهم، وعلى الفاعلين أن يمنحوا أكبر قدر من الفرص للشباب حتى لا يحدث أي انسداد أو إحباط في أوساط  هذه الفئة، مشيرة إلى أن هذه الأيام تتصادف مع ذكرى 11 ديسمبر، وهو منحها نفسا ثوريا، إذ سجلت مشاركات بأفلام ثورية وهو الأمر الإيجابي جدا في هذه الأيام.
 وأكدت المحدثة، على ضرورة الإنجاز المكثف، للأفلام ذات الطابع الثوري، حيث قالت إنه مهما كتب من كتب ومقالات حول الثورة والشخصيات البارزة فيها  فإنه لا يمكن  أن تتعرف عليهم الأجيال بالشكل المطلوب، ولهذا فإن من الضروري أن تنتج أفلام  حتى تكون هناك فعالية وقوة في التعريف بهم إذ أن  الصورة والصوت تبقى خالدة وحاضرة لدى مختلف الأجيال  لاسيما وأن جيل اليوم هو جيل  التكنولوجيا بمختلف دعائمها.
وأضافت، بأن الجزائر تعرف نقصا كبيرا في عدد الأفلام التي تحاكي الثورة وتعرف بالشخصيات الوطنية والثورية، على خلاف دول أخرى، مثل سوريا ومصر وروسيا والولايات المتحدة، حيث أُنجزت المئات من الأفلام للكثير من الشخصيات ووصل الأمر إلى غاية خلق شخصيات وهمية، في حين أن عدد الإنتاج السينمائي حول الثورة وشخصياتها في الجزائر، لا يتعدى 10 أعمال.
ودعت الفنانة بهية راشدي، الشباب الناشطين في الحقل السينمائي إلى المزيد من العمل وبذل الجهد ، حيث قالت  إنهم، في مواجهة تحديات صعبة لكن المهمة غير مستحيلة في حال توفر الإرادة والدعم، كما لفتت إلى أن حضور الفنانين القدامى يعتبر دعما معنويا وتقنيا، ويأتي في إطار تواصل الأجيال.
 وتابعت، المتحدثة، أن الإنتاج السينمائي تراجع بشكل كبير في السنوات الأخيرة لكن و خلال الفترة الأخيرة، فقد سجلت حركية  في مجال إنتاج الأفلام ، من خلال الشروع في إنتاج 5 أفلام ثورية جديدة، والتي يشرف على إنتاجها أفراد من الجيل جديد، على غرار الشابة ياسمين شويخ  ومؤنس خمار، وهم شباب، كما قالت، في مقتبل العمر وقادرون على رفع التحدي .
وفيما يخص الأعمال الجديدة للفنانة، فقد ذكرت أنها تحضر  لمسلسل من 30 حلقة، من إخراج مزاحم يحيى لكن بشخصية مغايرة ومختلفة تماما، حيث قالت بأنها ستظهر في دور بطولي متقمصة شخصية  رئيسة عصابة بالشراكة مع شباب وفنانين معروفين على غرار فطيمة حليلو وحميد عاشوري،  مشيرة إلى أنه عمل  ذو قالب فكاهي وأرادت به الخروج من شخصيتها النمطية إلى تقمص شخصية من نوع آخر وهي شخصية «رئيس عصابة لكنه رحيم بالآخرين»، مؤكدة أن الجزائريين سيكتشفون وجها آخر لها، من خلال هذا العمل الذي سيعرض على قناة خاصة شهر رمضان المقبل.

الفنان عبد النور شلوش
 يجب تفعيل إنتاج الأفلام الثورية للحفاظ على التواصل بين الأجيال
نوه الفنان والممثل، عبد النور شلوش، بفعاليات الفيلم القصير،  وقال في تصريح للنصر، إن تفعيل هذه النشاطات الفنية التي ترتبط بأحداث ثورية، أمر إيجابي جدا، إذ أن نشر هذه الثقافة، من شأنه أن يحدث تواصلا بين الأجيال، كما من شأنه أن يغرس في نفوس الشباب الصاعد المعالم الوطنية وقيم الثورة الجزائرية والتضحيات التي قدمها المجاهدون، من خلال تقديم أفلام جادة أو مسرحيات تقدم منتوج في شكل آخر وقراءات مختلفة، لكن دون أن تفقد الجوهر وهو الحفاظ على الدولة الوطنية بالدرجة الأولى .
ولفت المتحدث، إلى أن هذه المواعيد فرصة للجميع، من أجل تبادل الخبرات رغم تذمر الكثير من الفنانين القدامى، مؤكدا أن الجيل الجديد يمثل امتدادا «لنا كما نشكل نحن امتدادا لهم»، ولابد، مثلما قال، أن يستفيدوا من تجارب الفنانين القدامى وحسهم الوطني بالدرجة الأولى خاصة وأن الجيل القديم، تربى بشكل كبير على الوطنية من خلال معايشته لمراحل معينة من الثورة وما بعد الاستقلال .
وأكد الفنان، أن السينما الثورية، لم تنل حقها، إذ أن عدد ما أنتج محتشم جدا،  ولا يكاد أن يذكر، خلافا لدول متقدمة التي تقدم أفلاما عن شخصيات لا وجود لها في الحقيقة،  مشيرا إلى وجود، تراجع كبير في الإنتاج الفني والسينمائي، وذلك بسبب تشكل ما يسمى بالعصب أو الكتل، التي تستفيد من الأموال المخصصة للإنتاج الثقافي دون غيرها.

  الممثلة  نوال زعتر
 التظاهرة فرصة لإبراز مجهودات الشباب في إنتاج السينما الثورية
 أكدت، الفنانة والممثلة نوال زعتر، أن فعاليات الأيام الوطنية للفيلم القصير، التي تصادفت مع إحياء الذكرى 62 لمظاهرات 11 ديسمبر، تعد فرصة  ذهبية لإبراز مجهودات الشباب، في الحقل السينمائي لاسيما في مجال إنتاج الأفلام الثورية، مشيرة إلى أن  لمست من خلال اطلاعها، على الأعمال، أن الشباب الصاعد يحب السينما ويهتم بالقضية الوطنية والثورة الجزائرية في آن، وأكدت أيضا أنها محفزة وتبعث على التفاؤل، كما أبرزت أن هذه التظاهرة تعد فرصة كبيرة لكل الفنانين الحاضرين من أجل التفاعل وتبادل الخبرات ، داعية كل الشباب إلى العمل والتنسيق والاستفادة من خبرة الجيل القديم للحصول على الثقة.

الرجوع إلى الأعلى