رحل فجر اليوم الأحد، الشاعر والأديب محمّد الأخضر عبد القادر السائحي، عن عمر ناهز 89 عاماً.

الراحل من مواليد العالية قرب مدينة تقرت سنة 1933، درس بها وفي باتنة أيضا. ثمّ قصد جامع الزيتونة سنة 1949، حيث نال شهادة التحصيل عام 1956، وهي السنة التي اِستقلت فيها تونس ودخلت فيها الثورة الجزائرية مرحلة جديدة وانطلقت خلالها موهبته الشّعريّة. هو أيضا عضو مؤسس لاِتحاد الكُتّاب الجزائريين ومسؤول قيادي فيه، ونائب رئيس جمعية كُتّاب إفريقيا، وعضو مؤسس لها في أكرا 1989.
يعد محمّد الأخضر عبد القادر السائحي من أغزر الشعراء المعاصرين للثورة إنتاجاً، ومن الذين اِرتبط ظهورهم الأدبي باِنطلاقة الثورة، عاش في تونس خلال الخمسينيات، ولذلك كان على صلة بتطور الأحداث، وقد درس وعمل في عِدة مصالح تونسية كالصحافة والإذاعة، وشارك في الحفلات والندوات، كما عمل في صوت الجزائر أثناء الثورة، وانعكس كلّ ذلك على نشاطه وإنتاجه الشّعري. نشر معظم إنتاجه في الصُحف التونسية، وبعد الاِستقلال درس في جامعة الجزائر، وتخرج منها العام 1969. وعمل في وزارة الشباب وفي اِتحاد الكُتّاب ووزارة الإعلام والثقافة، ونشط الحياة الثّقافيّة على مستويات مختلفة، خصص جانبًا كبيراً من شِعره لفلسطين أيضًا.
وأصدر مجموعة كبيرة من الدواوين أثناء الثورة وبعدها، من بينها: «ألحان من قلبي»، «الكهوف المضيئة»، «واحة الهوى»، «ألوان من الجزائر»، «أغنيات أوراسية»، «بكاء بلا دموع»، «من عُمق الجرح يا فلسطين»، «اقرأ كتابك أيّها العربي»، وله أيضا مجموعة دواوين للأطفال، منها ديوان «نحن الأطفال»، كما أصدر «الأعمال الشٍّعرية الكاملة» سنة 2007.
وشكلت القضايا الذاتية والوطنية والقومية والإنسانية أبرز المحاور في شِعره، فالاِتجاه الذاتي، -حسب بعض الدراسات النقدية التي تناولت شِعره- تتجلى فيه الأغراض الشِّعريّة التي تُشكل هذا الاِتجاه في تجربته الشِّعرية، وهو اِتجاه؛ يتميز بالفردية في الإحساس والتجربة والتفكير، وتتجسد في تجارب الحب والغزل والوصف والرثاء والتأمّل بنسب متفاوتة كمًا وكيفًا.
وقد تُرجمت بعض أشعاره إلى الفرنسية والصربوكرواتية، والمقدونية، والألبانية والروسية. للسائحي أيضا أعمال أخرى غير الشّعر، منها رواية «كان الجرح وكان يا مكان» 1983. ومسرحية «الشاعر الزنجي» 1990. و«روحي لكم» وهو كتاب عبارة عن تراجم ومختارات من الشّعر الجزائري الحديث.         
نوّارة/ل

الرجوع إلى الأعلى