أُعطيت أمس الأول بقسنطينة، إشارة انطلاق تصوير أول مشهد من فيلم «السويقة» بساحة سي الحواس، بمحاذاة متحف الفنون و التعابير الثقافية التقليدية قصر الحاج أحمد باي، و هو عمل تاريخي اجتماعي سيعيد قسنطينة للمشهد الثقافي و سيوثق لصفحة من صفحات التاريخ النضالي لعاصمة الشرق الجزائري،  كما سيبرز عادات و تقاليد المدينة.

 أسماء بوقرن

أولى مشاهد الفيلم تم تصويرها بمحاذاة قصر الباي، بمشاركة كل من الممثل حكيم دكار و محمد دلوم، كشخصيات أساسية في العمل، حيث يوثق المشهد لمصير من يخون أصدقاء الثورة و يبرز عادات و تقاليد المدينة لاستقبال الشهر الفضيل، من خلال لقطة لطفلين متجهين للمخبزة لطهي الخبز «خبز الدار» كما يظهر امرأة قسنطينة بـ «الملاية»، و قد أعطى إشارة انطلاق تصوير العمل والي ولاية قسنطينة عبد الخالق صيودة، الذي أكد  دعمه الكامل لفريق العمل  وقال بأن الولاية جاهزة لتقديم المساعدات اللازمة لإنجاح الفيلم، مشيرا إلى أن العمل مميز خاصة و أنه سيخلد لمحطة مهمة من تاريخ الثورة المجيدة، كما سيجمع ممثلين أكفاء قدموا كثيرا للفن الجزائري عموما و للفن القسنطيني على وجه الخصوص.
كما حضر جمع غفير من الجمهور القسنطيني لحظة إعطاء إشارة انطلاق تصوير الفيلم، و كذا ممثلون ثمنوا عودة قسنطينة للمشهد الثقافي، بعد تراجع سلسلتها الإنتاجية،  و اعتبروا العمل إبرازا لتضحيات أبناء الجسور المعلقة خلال الثورة المجيدة، حيث قال الممثل حميد عاشوري الذي كان من المدعوين لحضور انطلاق التصوير، بأن العمل سيكون نوعيا لا محالة في وجود نجوم قسنطينة، كحكيم دكار و محمد دلوم و عنتر هلال و غيرهم،  باعتبارهم مدرسة في التمثيل، كما أشاد بسيناريو الفيلم الذي سيقدم تفاصيل دقيقة عن حياة القسنطينيين بطعم النضال.  

عمار محسن مخرج  الفيلم  
أكثـر من 80 بـالمئة من الممثلين في الفيــلم قسنطينيين  
كشف المخرج و كاتب سيناريو فيلم «السويقة» عمار محسن، للنصر، عن تفاصيل قصة الفيلم، معربا عن سعادته الكبيرة لإعطاء إشارة انطلاق تصوير أول مشهد من العمل التاريخي الاجتماعي «السويقة» الذي انتظرها مطولا، مؤكدا بأن انتقاء الممثلين المشاركين سيخضع لكاستينغ سيعلن عن موعده قريبا، يشمل كل الممثلين الراغبين في المشاركة، لإعطاء فرصة للجميع.
قال المخرج بأنه انتظر طويلا هذه اللحظة، نظرا لما بذله من مجهوذات في سبيل تقديم عمل يعيد الإنتاج القسنطيني للواجهة، و يرقى لمستوى المدينة الثقافي كما يعكس تضحيات أبنائها و استماتتهم من أجل تحرير أرضهم من قبضة العدو الغاشم، فيسلط الضوء على جانبين، الأول تاريخي، حيث تدور أحداث الفيلم في سنة 1958، و بالضبط خلال الشهر الفضيل، حيث ينطلق الفيلم من مشهد يوثق ليلة استقبال الشهر الفضيل و ينتهي إلى ليلة الاحتفال بعيد الفطر المبارك، يتم خلالها التركيز على معاناة أبناء المدينة إبان الاستعمار الفرنسي، و التوثيق لمساهمة كل فرد في الجانب النضالي، كل على طريقته، كما يبرز الدفاع المستميت للشباب و الرجال لصد العدو الغاشم، و يوضح مساهمة السكان في حماية  الفدائيين و المجاهدين و الوقوف في وجه المستعمر لتمكينهم من إنجاح مخططهم، كما يوثق العمل لمشاهد استشهاد مناضلين برصاص العدو في ميدان الشرف، كما سيبرز العمل  نضال شخصيات تاريخية كالشهيد حملاوي  .  
 و يتناول الفيلم الحياة الاجتماعية لأبناء الوطن و معاناتهم من أجل توفير لقمة العيش في الوقت الذي ينعم المستعمر بخيرات بلاده، و يبرز بالأخص العادات و التقاليد التي كانت تميز عاصمة الشرق الجزائري، خاصة المرتبطة بالمدينة العتيقة و بيوتها المتفردة بهندستها، حيث فضل المخرج الشهر الفضيل لإبراز كما أوضح للنصر، الأجواء الرمضانية التي كانت تضفي عبقا خاصا على أزقة السويقة و التقاليد المرتبطة برمضان، مؤكدا بأن سيناريو الفيلم من نسج الخيال، غير أنه يقدم بعض المشاهد الواقعية التي حضرها المخرج   و يحتفظ بها في ذاكرته باعتباره من أبناء السويقة و عاش المرحلة، مشيرا إلى أنه ضمن السيناريو  توجد وقائع كان شاهدا عليها، كاشفا بأن انطلاق التصوير الفعلي للعمل سيكون بعد الشهر الفضيل.  
و بخصوص الممثلين المشاركين في العمل، قال بأن معظمهم من قسنطينة و يشكلون أكثر من 80 بالمئة من فريق التمثيل، و سيتم انتقاء سواء الممثلين الرئيسيين أو الثانويين عن طريق «كاستينغ» سيعلن عن موعده لاحقا، مؤكدا بأن أبواب المشاركة ستفتح أمام جميع الممثلين و ستتاح فرصة لظهور وجوه شابة لأول مرة، كما سيتم انتقاء ممثلين من ولاية باتنة و آخرين من العاصمة، باعتبار العمل وطني، مشيرا إلى أن التصوير يكون بقسنطينة و كذا بمنطقة الأوراس و بولاية ميلة القديمة التي لا تزال محافظة على هندستها، و ستستغرق، كما أضاف، مدة التصوير حوالي شهرين، فيما سيقدم أول عرض للفيلم بقسنطينة، مدته ساعة و عشرون دقيقة تقريبا.

الممثل حكيم دكــار
الفيلم هدية لسكـــان قسنطينة
قال الممثل حكيم دكار مشاركته في الفيلم، و الذي يعد من الممثلين المشاركين في تمثيل أول مشهد، بأن الفيلم عبارة عن هدية لسكان مدينة قسنطينة، و رسالة توثق لنضالها باعتبار عاصمة الشرق و ساحة للفداء بامتياز، حيث سيدون العمل صفحة من صفحات تاريخ المدينة و سيعيد تصوير بعض الوقائع الحقيقية التي لا تزال راسخة في ذاكرة من عاشها.
و عن دوره، قال بأنه سيجسد مبدئيا شخصية الهادي رفقة شخصية مهمة أيضا في العمل هي شامة، يقودان قصة العمل لتقديم صورة جلية عن نضال أبناء المدينة، حيث سيظهر بشخصية مختلفة، إذ سيؤدي دور موظف في السكة الحديدية و يقوم بالتوازي بدوره النضالي السري، مشيرا إلى أنه لن يكون هناك تقمصا فعليا لشخصيات تاريخية قسنطينية بارزة إلا أنها ستكون حركة لسيناريو الفيلم باعتبارها المهندسة للهجمات، مؤكدا بأن البطولة في هذا الفيلم تعود للشعب الذي يعتبر المحرك الرئيسي و المحوري للأحداث،  و سيستمتع، كما أعرب، الجمهور بمشاهده.

الممثل عنتر هــلال
شخصية «سي المـختار» ستضفي نوعا من الفـكاهة
كشف الممثل عنتر هلال الذي كان من الأسماء الفنية القسنطينية الحاضرة عند إعطاء إشارة تصوير العمل، بأنه سيشارك في الفيلم بشخصية «سي المختار» أحد سكان المدينة القديمة، الذي يحاول إبداء حياده، و أن لا يكون منخرطا في النضال، لخوفه الشديد من الجيش الاستعماري.
محدثنا قال بأنه سيؤدي دور صاحب الدار و هو مسن، حريص على حماية ممتلكاته، و  وفي لعادات أجداده خاصة في اللباس و في إحياء التراث، لكن يبدي دائما تخوفه من أن يفقد ماله و ثروته، و يرفض الخوض في النضال، حيث يجسد شخصية مركبة، و هي عموما شخصية بشوشة ستضفي نوعا من الفكاهة على العمل، خاصة عند أدائه لقطات تظهر مدى خوفه من العدو.

الممثل وحيد عاشور
العمل سيعيد الـذاكرة لمـاضي الســويقة
من جهته أكد الممثل القسنطيني وحيد عاشور مشاركته في العمل، الذي سيعيد القسنطينيين عموما لماضي مدينة السويقة، و يبرز بأن النضال لم يكن مقتصرا على الفدائيين و المجاهدين و الذين سقطوا في ميدان الشرف، و إنما يشمل حتى النساء الذين لعبوا دورا مهما في النضال، كما يبرز الفيلم مساهمة الخصوصية المجتمعية للجزائريين في تلك الفترة في إنجاح الثورة، حيث كانت عائلات تشترك في   بيت واحد و تتشارك تفاصيل يوميها، ما عزز اللحمة الاجتماعية، مشيرا إلى أنه يتولى كذلك مهمة مساعد مخرج و مؤطر و موجه الممثلين.  

مُدير الإنتاج بالتلفزيون الجــزائري سمير قنز
الفيلم تلفزيوني بمعــايير سينمائيــة
قال مدير الانتاج بالتلفزيون الجزائري سمير قنز، بأن الفيلم من الأعمال الفنية المسطرة ضمن الإستراتيجية الإنتاجية الجديدة للتلفزيون، و سيتم تقديم الفيلم التلفزيوني «السويقة» بمعايير سينمائية، و  توظيف إمكانات مادية و بشرية لإنجاح العمل، مع الاعتماد على وسائل تقنية حديثة، لكي لا يقتصر بثه عبر التلفزيون و إنما حتى في قاعات السينما للمساهمة في صناعة المشهد الثقافي بصورة مشرفة تليق ببلدنا.
محدثنا قال بأن التلفزيون حرص هذه المرة على الشق المتعلق بالكاستينغ، إذ غالبا ما يشتكي ممثلون من هذا الأمر، مؤكدا بأن كاستينغ الفيلم لم يجر بعد و سيتم الإعلان عن موعده لاحقا، و من المرتقب إجراؤه في المسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني على مدار ثلاثة أو أربعة أيام، مؤكدا بأنه يتم حاليا ضبط خريطة العمل لضبط موعد الانطلاق الرسمي للتصوير الفعلي للفيلم، الذي سيكون مبدئيا في الأسبوع الثاني بعد عيد الفطر.
أ ب

الرجوع إلى الأعلى