ابن باديس لم يكن مثقفا أحاديا وشخصيته تم تضييقها
دعا أمس، الروائي واسيني الأعرج، إلى الاهتمام بشخصية عبد الحميد بن باديس بالنظر لمساعيه  الجبارة في محو الأمية ونشر العلم والتعليم في أوساط الشعب.

وفي مداخلة بعنوان « قراءة في ميراث العلامة عبد الحميد بن باديس»، قدمها بدار الثقافة محمد العيد ال خليفة بقسنطينة، تحدث عن دور ابن باديس الكبير في بلورة الوعي الوطني إبان الاستعمار ناهيك عما خلفه من أعمال مهمة تركت أثرا عميقا وملمسا عظيما و رسمت جوانب من معالم الخارطة الثقافية أيضا، وأضاف، بأنه كثيرا ما يتم حصر شخصية عبد الحميد ابن باديس في زاوية واحدة، رغم أن مفهوم العلامة في الثقافة العربية الإسلامية يعني اتساع الثقافة، ويطلق هذا المصطلح كصيغة مبالغة على الشخص الذي يملك معارف متعددة في مجالات مختلفة، ويكون قد انتهل معلومات في عدة ميادين، نظرا لامتلاكه لكم هائل من المعارف والقدرة الثقافية الكبيرة.
وقال، إن العلامة كرس جل حياته لبناء النشء وتكوين شباب المستقبل، فالتعليم كان بمثابة قضية استراتيجية ومركزية ذات أهمية كبرى في الحياة الثقافية، ولهذا نلحظ أن ابن باديس كانت لديه نشاطات عديدة، مست جوانب مختلفة على غرار التعليم واللغة والهوية والفكر والثقافة، و لم يكن بحسب الأعرج، مهتما بتطوير نفسه فقط، بل كان يصر على الانفتاح على الآخرين وتعليمهم، فكان يقضي أوقات طويلة في تكوين الناس بهدف الخروج من دائرة المثقف الأحادي أو المتغلغل في مجال دون آخر، و الخروج إلى الواقع الاجتماعي بغية تغييره.
وحسب المتحدث، فإن كلمة العروبة التي استخدمها العلامة في البيت الشعري « شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب»، هي كلمة واسعة لا يمكن استخدامها في زوايا ضيقة، ولهذا امتنع عن استخدام كلمة عربي فهو مفهوم إثني، لكن العروبة تعني اتساع الأفق و هو مفهوم ثقافي وليس إثنيا، مؤكدا بأن العروبة منحت للجزائريين فرصة في التعبير عن أنفسهم، وأن يكونوا حاضرين.
كما أشاد صاحب مملكة الفراشة، بمجهودات العلامة الجبارة في تعليم المرأة والرقي بها وتطويرها فكريا كونه كان يؤمن بأن المجتمع لن ينهض ولن يطير بجناح واحد، بل يحتاج إلى جناحين اثنين ليطير بهما، ويقصد هنا « المرأة والرجل»، ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا وفكرة تعليم المرأة قائمة بمجتمعنا الجزائري، وكل هذا من أجل تحصينها  ثقافيا وعلميا، مع إتاحة الفرصة لها حتى تتقدم بخطوات بعيدة في الجانب العلمي مضيفا، بأنه ينبهر بقوة البصيرة والتبصير التي يملكها العلامة في كل مرة يقرأ فيها أحد مؤلفاته، ناهيك عن تقديسه للوقت.
يذكر أن الفعالية عرفت أيضا، تنظيم معرض لإصدارات الروائي، إلى جانب تكريم أفراد من عائلة العلامة ابن باديس، وكذا الفائزين في المسابقة الوطنية للعلامة عبد الحميد بن باديس في طبعتها الثالثة تحت شعار « إننا للعلا إننا للخلود»، والمنظمة من قبل دار الثقافة مالك حداد، برعاية من والي الولاية، حيث  وزعت عليهم جوائز مالية معتبرة، ناهيك عن تعهد  دار نوميديا للنشر والتوزيع، بطباعة ونشر أعمالهم و المشاركة بها في المعرض الدولي للكتاب « سيلا» 2023
 تجدر الإشارة، إلى أن المسابقة خصصت للمجال الأدبي بفروعه الرواية والشعر والقصة، و قد عرفت مشاركة 38 ولاية وفق ما ذكره  رئيس لجنة التحكيم الدكتور يوسف وغليسي، أين تم استقبال 141 عملا موزعين على أربعة أجناس أدبية منها 50 عملا في الشعر و 45 في القصة القصيرة، و 23 عملا في الرواية و23 في الخاطرة.                رميساء جبيل

الرجوع إلى الأعلى