إجماع على ريادة الجزائر في نشر قيم السلم
أجمع كل من مقدم الزاوية العلوية الصوفية و رئيس أساقفة الجزائر و رئيس نادي الثقافة الصوفية سيدي بومدين بتلمسان، في تصريحات  للنصر على هامش الطبعة الأولى لجائزة «العيش معا بسلام»، على أن الجزائر بلد أسس على الجمع بين الشعوب والثقافات والأديان و نشر قيم السلم.

و قد نظمت أبرشية وهران بالتنسيق مع الزاوية العلوية الصوفية بمستغانم الأسبوع الماضي، تزامنا واقتراب إحياء الذكرى الخامسة لمصادقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على مبادرة الجزائر «العيش معا بسلام»، و إعلان الهيئة الأممية بموجب قرارها 72/130 يوم 16 ماي يوما دوليا لها، احتفالية خاصة موسومة ب «جائزة بيار ومحمد» في طبعتها الأولى والتي تندرج ضمن مسار نشاطات «العيش معا»علما أن فكرة هذا المفهوم،  جاءت خلال مؤتمر دولي احتضنته وهران سنة 2014 و بادرت به الجمعية الدولية الصوفية العلوية من أجل نشر قيم السلم والسلام وثقافة قبول الآخر.  
وشملت احتفالية جائزة «بيار ومحمد» للعيش معا، عدة نشاطات ثقافية وترفيهية احتضنتها ساحة كنيسة السلام بأعالي جبل المرجاجو و التي شهدت الحدث العالمي في 8 ديسمبر 2018، وهو تطويب رهبان تيبحرين الذين اغتالهم الإرهاب بالمدية، حيث استمع الحضور لمديح الفرقة العلوية ولتراتيل مختلفة لفرقة الأبرشية.

* رئيس أساقفة الجزائر «جون بول فيسكو»
ترسيخ قيم العيش معا..نضال مستمر
أوضح رئيس أساقفة الجزائر «جون بول فيسكو»  أن «بيار ومحمد»، هما رمزان للعيش معا وماتا معا في تفجير إرهابي سنة 1996، حين كان أسقف وهران آنذاك «بيار كلافييري» رفقة محمد بوشيخي وهو سائقه وكان مقربا منه، بصدد دخول أبرشية وهران، مضيفا أن العرض المسرحي الذي قدمه شابان جزائريان والذي جسدا من خلاله ما قاله «بيار كلافييري» بخصوص محمد بوشيخي في مناسبات عديدة سبقت الموت، وأيضا ما قاله محمد عن تجربته مع أسقف وهران وكذا الرسالة التي كتبها أيام فقط قبل الحادثة، أن هذا العرض تم تقديمه آلاف المرات عبر عدة دول من العالم ومازال يصنع الحدث في الكثير من الدول لتلقين الشعوب مفاهيم وقيم العيش معا، مردفا أن ترسيخ هذه القيم  ليس بالأمر الهين بل يتطلب مزيدا من النضال المستمر حتى ولو بأبسط الأعمال والمواقف التي يقوم بها الإنسان تجاه أخوه الإنسان في أي بقعة من العالم، وأن هذه المبادر هي الأولى من نوعها للتأسيس لجائزة تترجم معاني العيش معا بسلام.

* مقدم الزاوية العلوية الصوفية مولاي بن تونس
الجزائر بلد أسس على الجمع بين الشعوب
قال مولاي بن تونس مقدم الزاوية العلوية الصوفية في تصريح للنصر على هامش الاحتفالية، أنه وسط التغيرات التي يمر بها العالم اليوم، تسعى الزاوية العلوية عبر كل المجالات للحفاظ على الروابط الإنسانية لأن كل البشرية من آدم، وأن نشر قيم الإسلام يعكسها المسلمون بإبراز أنهم أهل دين وإيمان ويؤمنون بالغيرية وأن الرسالة المحمدية كلها رحمة، منوها بأن الزاوية العلوية تحاول تجسيد هذه القيم السمحة من خلال مشاركتها في مثل هذه اللقاءات التي تجمع المسلمين بغيرهم، وأضاف محدثنا، أن هذا الحدث هو إقرار بأن الجزائر بلد أسس على الربط والجمع ما بين الشعوب والثقافات والأديان، مردفا أن لا أحد يملك الحقيقة وحده، وأنه بالرجوع لتاريخ الدين الإسلامي نجد الكثير من صور التسامح والسماحة والسلام والعيش معا، ولعل أبرز حدث وفق محدثنا هو استقبال الرسول عليه الصلاة والسلام، لوفد «نجران» المسيحيين في المدينة المنورة وما دار بينهم من حوار حول الإسلام والمسيحية.أما بخصوص الإسلاموفوبيا التي تتسع رقعتها في الدول الغربية، اعتبر بن تونس أنها من صنع الإعلام الذي يضخمها من حين لآخر لأتفه الأسباب أثناء ترصدهم  للمسلمين في كل مكان بقصد تشويه صورة الإسلام بينما يتغاضون عن ما يقوم به الآخر، وهذا لأن المجتمعات تفتقد للحوار وتبادل الأفكار فيما بينها، مما يتيح للإعلام الغربي نشر الصورة التي يريدها هو وليست الصورة الحقيقية، ومن جانب آخر، أفاد مولاي بن تونس أن المسلمين أيضا لم يلعبوا دورهم بالقدر الكافي في توضيح وترسيخ قيم الدين السمحة وإظهار أسس الإسلام الداعية للسلام وإعطاء الصورة الجميلة عن ديننا، مشيرا أن الزاوية العلوية منذ نشأتها تقوم بهذا الدور ومازالت تواصله خدمة لتعايش الإنسانية معا وفق تعاليم الإسلام.

* رئيس نادي الثقافة الصوفية سيدي بومدين الدكتور صاري علي حكمت
التعليم أساس ترسيخ الرؤى المختلفة

وأكد رئيس نادي الثقافة الصوفية سيدي بومدين بتلمسان الدكتور صاري علي حكمت، أن هناك علاقة ما بين التصوف والعيش معا بسلام، لأن الفكر الصوفي مبني على عقيدة الوحدة في الكثرة، أي رغم اختلاف الشعوب لكنهم ذات واحدة لأننا كلنا من آدم وآدم فيه الروح الإلاهية، ومن هنا فكل العقائد الدينية لها قاسم مشترك هو أن الله هو إله الجميع.
وأوضح الدكتور صاري علي حكمت في تصريح للنصر على هامش الاحتفالية، أن الفكر الصوفي في شمال إفريقيا له عقيدة فيما يسمى بوحدة الأديان، وبأن ابن العربي سبق وأن أطلق تسمية على هذه العقيدة وهي «دين الحب»، وأنه يجب أن نفرق بين الطبيعة والثقافة حيث أن فكرة «العيش معا بسلام» هي فكرة ثقافية مبنية، بينما في طبيعة الإنسان عموما يعتقد أن وجهة نظره هي فقط الصحيحة وأن الآخر ليس على صواب، منوها هنا بأن الأمر يختلف بالنسبة للصوفية التي تقر بأن نفس الظاهرة تحتمل عدة رؤى من زوايا مختلفة، وهذا لن يتجسد حسبه إلا بنشر هذه القيم عن طريق التعليم، وكشف رئيس نادي الثقافة الصوفية سيدي بومدين بتلمسان الدكتور صاري علي حكمت، عن اجتهادات هي في طريق الإنجاز لتحقيق هذا المشروع أي تقبل الرؤى المختلفة والذي سينجز بدراسات عميقة وفق المتحدث و يرتكز على إعادة النظر في المنظومة التربوية.                                بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى