انطلقت مساء أول أمس، أشغال مشروع تأهيل وترميم وحماية الموقع الأثري قلعة بني حماد ببلدية المعاضيد بولاية المسيلة، من طرف مؤسسة مختصة في مجال الهندسة المعمارية والتراث معتمدة من قبل وزارة الثقافة والفنون، ضمن مخطط استعجالي لحماية هذا الموقع الأثري الذي يعود تاريخ إنجازه إلى سنة 1007 ميلادية على يد حماد بن بلكين.
وتعد قلعة بني حماد بالمعاضيد شرق المسيلة، أحد رموز الدولة الإسلامية بالجزائر، صنفت سنة 1980 من طرف منظمة اليونيسكو ضمن المواقع المهمة التي يستوجب حمايتها، وقد انطلقت أشغال الترميم على مستواها فعليا مساء أول أمس، وأشرف عليها كل من والي المسيلة ومدير الثقافة، وتشمل  العملية في مرحلتها الأولى ثلاثة مباني على مساحة 150 هكتارا، في إطار البرامج القطاعية التي تهدف إلى حماية وتثمين المعالم التاريخية باعتبار القلعة مكانا مفتوحا و معرضا للرياح والأمطار و لشتى الكوارث الطبيعية ولتدخلات الإنسان.
وفي هذا الصدد أكد أمس، مدير الثقافة بالولاية مراد بن عيسى في تصريح للنصر، أن المرحلة الأولى من المشروع تمس حاليا ثلاثة مباني هي قصر المنار و قصر البحر والمسجد، لكونها الأكثر تضررا في هذه الفترة، و ستتم العلمية على ثلاث مراحل تتمثل حسبه  في التنظيف من الأتربة وتعزيز دعامات هذه المباني لحمايتها من التشققات على أن يليها وضع شبكات صرف مياه الأمطار والصرف الصحي وإنشاء ممرات مخصصة لسير السياح وزوار الموقع للقضاء على الزيارات العشوائية. و لتعميم الفائدة، قال المسؤول، إن الممرات السالف ذكرها تهدف للتقليل من الحركة حتى لا تؤثر بشكل سلبي على المباني المتضررة، لياتي بعدها الدور على المسجد التي تشققت أجزاء من صومعته، ما يستوجب تدعيمها بدعامات وربطها بأشرطة من مواد تستعمل تقنيا في هذا المجال، بطرق و تقنيات علمية يشرف عليها مختصون في الهندسة المعمارية والتراث تختارهم وزارة الثقافة.وأضاف، أن المشروع يترأسه الدكتور شتيح عز الدين من جامعة الأغواط، وهو صاحب خبرة تؤهله للقيام بالمهمة، حيث سبق له أن وقف على مشاريع مماثلة منها ترميم مساجد قديمة ومبان بالسويقة بقسنطينة والقصبة بالجزائر العاصمة، مدعوما بمهندسين معتمدين من قبل ديوان الممتلكات الثقافية بالوزارة الوصية، التي تقوم على متابعة العملية عن كثب، والأمر ذاته بالنسبة لمكتب الدراسات سهلي فيصل، المختص في هذا الميدان وله مؤهلات وإمكانيات بشرية تسمح بالعمل والمتابعة. كما سيتم بالمناسبة، إطلاق مسابقة طلابية متخصصة  من أجل اختيار تصميم يليق بصومعة المسجد وجمع أكبر كم من المعلومات من قبل الطلبة المتسابقين في هذا المجال. وأشار مدير الثقافة، إلى أن أشغال الترميم لن تحرم السياح من زيارة المعلم التاريخي قلعة بني حماد، على اعتبار أن الغلق سيكون جزئيا فقط وأن مدة الإنجاز التي تمتد لـ 18 شهرا، لن تكون عائقا أمامهم. مؤكدا بالقول   « إن قلعة بني حماد لم تشهد أية عملية ترميم وتأهيل منذ 20 سنة مضت».                             فارس قريشي

الرجوع إلى الأعلى