الجزائر أكبر متحف إفريقي للفسيفساء
 انطلقت أمس، بالمتحف الوطني العمومي سطيف، فعاليات التظاهرة الوطنية لأيام الفسيفساء، بعنوان الفسيفساء الإفريقية التقنيات والمواضيع أين يعمل عدد من الأساتذة والمختصين في علم الآثار على إبراز خصوصيات الفسيفساء الإفريقية التي تتوفر بنسبة كبيرة في شمال إفريقيا وبالأخص في الجزائر.

و أوضحت مديرة المتحف الوطني العمومي بسطيف، شادية خلف الله    أن التظاهرة جاءت برعاية سامية من وزيرة الثقافة و الفنون، وبإشراف والي الولاية ومديرية الثقافة، مشيرة إلى أن الطبعة ذات أهمية بالغة بالنظر إلى قيمة الفسيفساء، وارتباطها بالهوية والموروث الثقافي المحفوظ في المتاحف الوطنية ومتاحف المواقع، وقالت إن النقاش حول الموضوع ثري في ظل مشاركة العديد من المؤسسات الحاضنة لهذا التراث الثقافي المنقول، على غرار المتاحف العمومية الوطنية لولايات قسنطينة و خنشلة والعاصمة و الشلف ومتحفي وهران و شرشال والعديد من المواقع الأثرية و متاحف المواقع بما في ذلك جميلة و عنابة           وتيبازة و تبسة و سطيف، و المركز الوطني للبحث في علم الآثار             والمدرسة الوطنية للحفظ و الترميم و الوكالة الوطنية للقطاعات المحفوظة ملحقة الشلف، فضلا عن جامعة الجزائر 2، و جامعة سطيف 2، وجامعة قسنطينة 2، وجمعية أصدقاء جميلة، حيث تحفظ جل هذه المؤسسات موروثا ثقافيا خاصا بفن الفسيفساء.
كما أكدت شادية خلف الله، بأن الهدف الرئيسي من تنظيم التظاهرة هو التعريف بفن الفسيفساء الذي يفوق الحدود، وهو موروث عالمي تعتبر الجزائر من الدول التي ينتشر فيها بشكل كبير، و فن قديم جدا تميز فيه الحرفي الإفريقي، موضحة بأن المقصود هو الحرفي الذي كان متواجدا في شمال إفريقيا خلال الفترة الرومانية وتحديدا في الجزائر و تونس وليبيا، كونها دول تشترك في الموضوع الذي يطلق عليه المختصون تسمية «المدارس الإفريقية».
وأكدت، بأن الجزائر تحوز على أكبر جزء بالنظر إلى عدد لوحات الفسيفساء التي وجدت بها، والتي تعود إلى الفترة الرومانية والمسيحية بالإضافة إلى لوحات نادرة، منها اللوحة الأندر التي اكتشفت في مدينة سطيف، مضيفة أن الربط بين اللوحات الفنية المحفوظة وهذه المدارس يعتبر من ضمن الأهداف المرجوة قصد التعريف الصحيح بهذا الموروث، فضلا عن الترويج للسياحة الثقافية، مشيرة إلى أن الفسيفساء قادرة أيضا، على ولوج الحياة الاقتصادية بإعادة التشكيل والتبليط في عدة مبان.

 ويبرز المختصون في هذه التظاهرة التي تختتم فعالياتها اليوم، خصوصيات الفسيفساء الإفريقية، عبر ستة محاور ويتعلق الأمر بـ «مدارس الفسيفساء الإفريقية» و «حفظ و ترميم الفسيفساء في المتاحف   والمواقع الأثرية» زيادة على «مواد و تقنيات الصنع» و»المواضيع المجسدة على الفسيفساء» و «تثمين و ترويج فن الفسيفساء من الجانب السياحي» و «أهمية التكوين الميداني و الشراكة الأجنبية في مجال حفظ  ومعالجة اللوحات الفسيفسائية»، وذلك من خلال تقديم مداخلات علمية مع فتح مجال المناقشة والإثراء رفقة المشاركين من مختلف الفئات، حيث استعرضت أمس، الأستاذة شفيعة آيت علاق، ملحق بالبحث بالمركز الوطني للبحث في علم الآثار، تاريخ إنتاج الفسيفساء في الجزائر خلال الحقبة الرومانية، كما قدم طالب دكتوراه بمعهد الآثار لجامعة الجزائر 02، سلامة توفيق محاضرة حول تجسيد الأساطير الإغريقية في الفسيفساء الأفريقية.
 تجدر الإشارة كذلك، إلى تنظيم ورشتين تطبيقيتين في خلال التظاهرة حول « تنظيف و تقوية و ترميم الفسيفساء» و «صناعة الفسيفساء الحديثة»، موازاة مع عرض 45 لوحة فسيفساء أثرية من مختلف المتاحف الوطنية المشاركة.
خليل.ل

الرجوع إلى الأعلى