انطلقت مساء أمس، بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، فعاليات الطبعة الثالثة عشرة للمهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي، تحت شعار       « فلسطين العزة والصمود»، حيث صدحت حناجر سيدات القصيدة بجميل الأبيات التي تغنت بصبر النساء و عظمة تضحيات الرجال في سبيل الحرية و الكرامة، ولأجل أم القضايا العربية و قضية الشعوب الحرة عبر العالم.
الفعالية ستستمر على مدار ثلاثة أيام كاملة، و تعد امتدادا لعقود من العطاء الشعري، دام خلالها نبض أقلام شاعرات الوطن لثلاثة عشرة سنة، ليلتقين مجددا بقسنطينة، كي يكرمن هذه المرة الشعب الفلسطيني الأبي و يفردن مساحات لوصف قوة فرسان وفارسات لم يترجلوا يوما عن سرج الحرية و رفعوا عاليا راية النصر أو الشهادة، فقدموا للعالم في غزة الجريحة دروسا لن يكررها الزمن عن العزة و الصمود.
 وحسب محافظة المهرجان السيدة أميرة دليو، فإن المناسبة وقفة تضامنية للتعبير عن الولاء للقضية و الدعم المطلق للشعب الفلسطيني المقاوم، كما تعكسه اللوحات الفنية و الشعرية التي تناولت عدة محاور على غرار القصيدة الثورية و المرأة الفلسطينية الشاعرة، و جماليات النص الثوري في الأدب النسوي المعاصر، و غيرها من المحاور التي تشيد بدور الأدب و عموما والقصيدة الشعرية على وجه الخصوص في القضايا الإنسانية.
افتتاح الحدث، تزامن مع برمجة عرض تراثي أدبي نسوي يشمل كل إبداعات النساء مع بيع بالتوقيع لمختلف الإصدارات الشعرية النسوية، إلى جانب عرض مسرحية شعرية وموسيقية بعنوان « بيت للحب و آخر للحرب»، وهو عمل جديد من إنتاج محافظة المهرجان،  يصب في قالب التراجيديا، قدمه كل من أحمد حمامص و السعيد بولمرقة و الهادي قيرة، إلى جانب أمين مازيس و شروق بولونيس، فضلا عن هيام أم الخير ميهوبي و سوار نخلة، غناء إيناس محاية و رمزي لبيوض، سيناريو سعيد بولمرقة و تصميم الهادي قيرة.
التوليفة المسرحية و الشعرية والموسقية، تضمنت استعراضا للباس و الموسيقى التراثيين الجزائريين، صورت قصصا عن الحب و التضحية في مختلف مناطق الوطن، فاستلهمت إحدى لوحاتها من قصيدة حيزية الشهيرة  لبن قيطون، التي خلدت عشق سعيد لحيزية، و رسم العرض بعضا من ملامح حكاية نجمة في قسنطينة، كما بعث قصة « زوج حمامات» لمصطفى بن براهم، التي غناها الراحل دحمان الحراشي، وكان العرض في مجمله وقفة أمام قصص الحب و الأمل و الألم، حيث راعا في جوانبه الخصوصية التراثية لكل منطقة من مناطق الوطن من الجنوب إلى الشمال و من الشرق إلى الغرب، من توظيف مهم لكافة الطبوع الموسيقية و للباس التقليدي لكل منطقة، في إطار تكريس البعد الهوياتي في كل الأنشطة الثقافية و المساهمة في الدفاع عن التراث اللامادي و حمايته وذلك بحسب ما أوضحته محافظة المهرجان.
وعرف الموعد كذلك، تقديم قراءة شعرية لقصيدة للدكتورة خالدية جاب الله، رافقتها لوحة فنية بعنوان حجارة الحياة مرفوعة لأطفال الحجارة، للفنانة التشكيلية سامية فيلالي، إلى جانب قراءة لقصيدة أمازيغية للشاعرة العلجة بوقدادة من البويرة، مع تكريم شاعرات مبدعات تقديرا لإسهاماتهن في الرقي بالكتابة النسوية، على أن تتوالى القراءات والأماسي إلى غاية الثامن من مارس الجاري، بمشاركة  أسماء شعرية مهمة من مختلف ولايات الوطن على غرار زينب الأعوج و صبيرة قسامة ونادية العياضي و راوية يحياوي و العلجة بوقاديد و لوازنة بخوش، فضلا عن حليمة قطاي و وفاء حرير.                        هـ/ط

الرجوع إلى الأعلى