التصوف لحن روحي لا يعترف بالفوارق الثقافية و الدينية
 أكدت المنشدة الهندية سونام كالرا، خلال ندوة صحفية نشطتها أمس بقسنطينة، للكشف عن مضمون الفقرة التي تشارك بها ضمن فعاليات الطبعة السادسة من المهرجان الثقافي الدولي للإنشاد، بأنها لا تعترف بالفوارق الثقافية و الخلفيات الدينية التي تحصر الإنشاد في الإسلام و التهاليل في المسيحية، و تصنف روح الموسيقى حسب العقيدة، لأن التصوف كما عبرت لحن روحي عالمي يناجي من خلاله الإنسان ربه أيا كانت التسمية التي يطلقها عليه.
المنشدة الهندية، عبرت عن سعادتها بمشاركتها  لأول مرة في مهرجان جزائري للإنشاد، ما منحها الفرصة لزيارة هذا البلد المعروف، كما قالت، بثرائه الثقافي و احترامه للآخر، وهو ما  شجعها على المشاركة، لتعزف لحن السلام و الحرية و العشق الرباني  بلهجات الهند من البنجاب إلى البنغال، و بلغة بلاد فارس و لسان العرب، وتناجي السلام الروحي من خلال تهاليل باللغتين الإنجليزية و الفرنسية.
 سونام، قالت بأنها ابنة الهند التي ولدت وسط مزيج من الثقافات و الديانات ما ساعدها على فهم الاختلاف البشري و تفهم كونه تعبيرا ،كما قالت، عن شساعة الرحمة الإلهية التي تبرز من خلال تفاني الهندوس، و روحانية المسيح، و التزام المسلمين، التوليفة التي يعبر عنها من خلال التصوف، مؤكدة بأن اختيارها لبرنامج السهرة، جاء ترجمة لتعاليم الحب و التسامح و الإخلاص التي تدعو إليها جميع الديانات.
أما عن العلاقة بين الإنشاد و السماع الديني و التصوف عند العرب و في الهند، فقد أوضحت المنشدة، بأنه اختلاف طفيف لا يتعدى حدود اللهجات، أما روحه فواحدة، مشيرة الى أنها اختارت أداء مقاطع من القصائد الشعبية المتصوفة باللغة العربية لجلال الدين الرومي، و مقاطع  أخرى من التراث الهندي للمعلم الروحي كبير شاه ،فضلا عن مقاطع من التهاليل الكنسية أو « الهاليلويا» ،متحدية بذلك الأحكام الاجتماعية المسبقة، لتبرز  التواصل الإنساني الموجود في هذه الموسيقى الروحانية . سونام التي تغني لأول مرة بالجزائر مع فرقة  المشروع الصوفي المكونة من خمسة عازفين، اعتبرت بأن المهرجان فرصة للتعرف على ثقافات الآخر، و استعراض ثراء الموسيقى الكلاسيكية الهندية و تميز آلاتها الموسيقية ، و بالأخص آلة    « ساريغي  جي» ،و هي عبارة عن تشيلو صغير، يعرف بآلة المائة لون القادرة على عزف ألحان السعادة و الحزن و الحماس و الأمل.               

نور الهدى طابي

الرجوع إلى الأعلى