عادت الفنانة القديرة نورية قصدرلي، البالغة من العمر 96 عاما، إلى عالم التمثيل و الأضواء، بعد سنوات طويلة من الغياب، عبر فيلم «سامحني« الذي أضحى جاهزا للعرض خلال الأيام القليلة القادمة.
الفيلم الموسوم «سامحني» للممثل ورئيس الجمعية الفنية «الألفية الثالثة» سيد علي بن سالم، يعد  أول تجربة له في عالم الإخراج، و قد استعان بالوجه التلفزيوني المعروف نورية قصدرلي التي أسند إليها دور الجدة «العالية « التي تحافظ على تماسك أفراد الأسرة و استقرار العائلة الكبيرة، من خلال تقديم النصح و تضييق هوة الخلافات التي تنشب من حين لآخر بين أفراد العائلة، و تعد مصدرا للحكمة و منبعا للم الشمل و نبذ التفرقة. آخر ظهور للفنانة القديرة نورية كان في مسلسل المصير للمخرج جمال فزاز، وقد شاركت قبل ذلك في حوالي 5 أفلام سينمائية و  170 فيلما ومسلسلا تلفزيونيا، إلى جانب عشرات العروض المسرحية و قد عايشت العديد من المراحل التاريخية التي مرت بها البلاد، و مثلت مع  أغلب الفنانين الجزائريين من بينهم قصدرلي، رويشد، كلثوم، حسن الحساني، محي الدين باشتارزي، مصطفى بديع، وهيبة زكال، هجيرة بالي، فريدة صابونجي و شافية بوذراع، و قد قدمت نورية أو نورية بن عيدة،  وهو الاسم الحقيقي لهذه الفنانة،  أول دور في مسارها الفني الطويل بمعية الفنان الراحل عبد الرحمان عزيز سنة  1945.
 و عالج بطل مسلسل «اللاعب» و»دار أم هاني» و مساعد المخرج في فيلم «الانحراف»، سيد علي سالم الذي خاض أول تجربة له كمخرج في فيلم «سامحني»، على مدار ساعتين و نصف من الزمن قضية الميراث  التي تعتبر من أهم الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الخلافات العائلية والأسرية بشكل عام، لأن الأفراد يسعون لامتلاك حق الآخرين، خاصة في العقارات، تحت عناوين مختلفة باسم الحفاظ على وحدة الملكية، و قوة الأسرة ونفوذها، و كذا محاولة الذكور السيطرة على التركة، بدل الإناث و هكذا تنفجر العلاقات  العائلية. الفيلم الجديد من إنتاج شركة «ديبلاكس فيلم»و  شارك فيه 44 فنانا وفنانة من بينهم زينب عراس، مصطفى بن شقراني، ،مداني نعمون، عبد الحميد رابية، جمال بوناب، رشيد باشا، نادية طالبي، نجية لعراف،  ياسين زايدي، عبد العزيز قردة، عبد القادر بوجاجة، حجلة تونس آيت علي، وغيرهم من الفنانين، ومن المنتظر حسب مصادر مطلعة، أن يعرض الفيلم  في جزأين، الأيام القليلة القادمة بقاعة الموقار أو ابن زيدون، أي قبل حلول الصائفة، في جزئين و استنادا إلى ذات المصادر، فإن جل مشاهد الفيلم تم تصويرها بمدينة تنس الساحلية بالشلف التي تحتوي على كنوز أثرية، من بينها القصبة العتيقة و ثالث أقدم مسجد بالجزائر سيدي بومعيزة الذي شيد في القرن 11 الميلادي، هذه المناظر الجميلة وغيرها التي تمتزج فيها الخضرة و زرقة البحر وعراقة المدينة الساحلية، استهوت المخرج الذي أثنى في المقابل على حسن الضيافة و التسهيلات المقدمة من قبل السكان .     
هشام. ج

الرجوع إلى الأعلى