يلحم المعادن لتركيب تحف تنسجم فيها الواقعية و السريالية
 وجد في الخردة ما يجسد عالمه السريالي الذي تتناغم فيه قطع الحديد المسترجعة لتحقيق تراكيب فنية، مفعمة بالرمزية، إنه النحات هشام بلخضر الذي يتفنن في لحم أجزاء معدنية، لإبداع تحف تليق بالمعارض الفنية.
منحوتات الفنان العصامي بلخضر (34سنة) تستقطب الأنظار في كل معرض تحط به، لما تحمله من أشكال مثيرة للفضول، و تعكس مهارة شخص مبدع يجعل من البراغي و النابض اللولبي جسم انسان و من قطع الغيار و كل ما يقع تحت يده تحفا ذات قيم فنية جمالية تضاهي الفن العالمي، سيّما و أنها تترجم محاور ذات بعد انساني اختار لها عناوين تعكس حسا فنيا عاليا و تلخص صورا من واقع بنظرة فنان.
فمن الصراع و المجاعة إلى يوم الحرث و عودة المحارب، و من المفكر إلى عازفة الكمان عتبات بأحرف تشكيلية و نماذج لايمكن المرور عليها دون التوّقف لتأملهاكعربة يجرها حيوان مدرع رأسه مجرّد مطرقة و عازفة أنيقة من صفائح الفولاذ التي استعملها أيضا في تجسيد تحفته الموسومة النور أو مجموعة السلاسل و الأسطوانات المعدنية التي ركب منها شكل ثور و غيرها من التراكيب التي أضفت عليها درجة الصدأ الظاهرة عليها لمسة جمالية ارتقت إلى مستوى اللغة التعبيرية الفنية التي تحاكي عالما يجمع بين الواقع و السريالية.الزائر لجناح الفنان الشاب، يشعر بأنه في عالم فولاذي، لغته مستوحاة من طواعية الحديد التي توصله إلى أقصى حالات التشابه و المحاكاة، حيث يمكنه رؤية جسد الإنسان في كل تحركاته الناقلة لمختلف صور المعاناة و الآلام و أيضا الأحلام ففي منحوتة النجاح التي حاول إيصال رسالتها  بالاعتماد على المفتاح كأداة محورية، حملها شخص فضل ترتيبه في وضعية جلوس بالأعلى على قطعة بدت كمنصة و هو يحتضن مفتاحه و جسده مليء بالثقوب إشارة إلى صعوبة الوصول و تحقيق النجاح.منحوتة «عودة المحارب» تثير هي الأخرى اهتمام من تقع عينه عليها لكثرة المسامر الظاهرة على بعض أجزاء هذه الكتلة المركبة في شكل جندي يلبس خوذة و يحمل بندقية و يرتكز على عكاز بما تبقى من يد مبتورة تخرج منها هي الأخرى الكثير من المسامير تعبيرا عن فظاعة الحرب التي قال عنها الفنان أن الرابح فيها خاسر.الفنان تحدث أيضا للنصر عن منحوتته الجديدة»الحياة» التي اعتبرها نقلة في طريقة عمله حيث خاض من خلالها لأول مرة في النحت ذي الحجم الكبير و التي وصل طولها الثلاثة أمتار و اعتمد فيها التقنية المزدوجة من خلال استعمال مادة الراتنج و القش و الحديد في آن واحد، حيث حاول من خلال صورة رجل طويل القامة رسم مراحل الحياة بكل مطباتها.

النحات الشاب ذكر بأنه اضطر لتعلم الحدادة الفنية لأجل إتقان أعماله التي وعدته وزارة الثقافة على لسان الوزير الحالي مثلما قال بعرض أعماله بالمتحف الوطني للفنون المعاصرة، كما أشار للصعوبات التي يواجهها في تحقيق أعماله الفنية خاصة نقص الإمكانيات فيما يخص آلات صهر المعادن، مما جعله يكتفي بعملية التلحيم في الوقت الراهن.ابن منطقة ببوش بولاية أم البواقي يشارك اليوم بمعرض جماعي بالمركز الثقافي الأمير خالد بعين البيضاء و المنظم في إطار فعاليات مهرجان عيسى الجرموني، و يستعد للمشاركة في معارض وطنية أخرى قريبا، و التي قال بخصوصها أنه بقدر سعادته بتلقي دعوات المشاركة في تظاهرات ثقافية و تشكيلية خارج ولايته، بقدر توتره من صعوبة نقل منحوتاته من مكان إلى آخر لعدم توفره على الإمكانيات اللازمة لذلك                                                                                                                                                                                    مريم/ب 

الرجوع إلى الأعلى