اخترت مخرجا إيرانيا لأضفي عليه بعدا عالميا
تصويــــر الفيلـــم سيــكون في بوســـعادة وبسكـــرة و قسنطينـــة و العاصمــــة
قالت المنتجة المنفذة لفيلم «أحمد باي»، سميرة حاج جيلالي أنها ستفاجئ الجمهور الجزائري  بهذا العمل الذي يتواصل التحضير لإنجازه، والذي تريده أن يكون فيلما يسلط الضوء على جوانب من تاريخ المقاومة الجزائرية ضد المستعمر، وأن يكون عملا فنيا ذا بعد عالمي.
وبررت المنتجة سميرة حاج جيلالي في حديثها مع النصر، على هامش فعاليات الطبعة العاشرة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، اختيار المخرج الإيراني جمال شورجة من أجل إنجاز فيلم «أحمد باي»، بأن هذا يندرج ضمن الإتفاقية الموقعة مؤخرا بين وزارة الثقافة الجزائرية والإيرانيين، من أجل السعي للإنتاج السينمائي المشترك إلى جانب مجموعة من البنود الفنية والثقافية، مشيرة إلى أن هذا الفيلم  هو أول بوادر تنفيذ هذه الإتفاقية وأن المخرج من القامات العالمية في الإخراج السينمائي، وهذا من شأنه أن يكون إضافة نوعية للعمل، كما أنها اشترطت بأن يتفرغ المخرج تماما للفيلم، لأنه عمل صعب يتناول حقبة تاريخية مهمة من تاريخ الجزائر يجب فهمها بشكل جيد، لأنها تعتبر مرحلة تأسيس للمقاومة الشعبية.
و أضافت المتحدثة أن هذا الشرط هو ما أبعد المخرج السابق التونسي شوقي الماجري الذي كانت لديه ارتباطات تحول دون تفرغه لفيلم «أحمد باي»، بينما وافق الإيراني شورجة الذي، مثلما قالت، سيعمل بعد  «أحمد باي» على إنجاز فيلم حول سيدنا موسى عليه السلام  يشارك في الكاستينغ الخاص به أكبر الوجوه الفنية العالمية، مركزة في هذا الصدد «أريد أن يكون فيلم أحمد باي، فيلما ذا بعد عالمي».
وعن عدم إختيار المنتجة لمخرجين جزائريين من أجل إنجاز الفيلم، بينت حاج جيلاني بأنه لا يوجد مشكل لديها مع المخرجين الجزائريين، وأنه يجب على الجزائري أن يفتح قلبه ويتقبل الأمور ولا يكون رافضا من أجل الرفض، مشيرة إلى أن كل أعمالها التي قدمتها للجمهور كانت مع أجانب، لأنها تطمح للأحسن  و أن تحقق إيرادات من وراء العمل، أي أن يباع الفيلم ويوزع جيدا وهذا يعني نجاح الفيلم.
المنتجة كشفت من جهة أخرى بأن العمل الفني حول «عيسات إيدير» لمخرجه الأردني – الفلسطيني كمال لحام، اشترته 11 قناة عربية، و مسلسل «ذاكرة الجسد» للمخرج السوري نجدة أنزور تم بيعه ل 22 قناة عربية، ومن أجل هذه المعطيات، فهي تسعى دائما لجلب من تراه الأحسن، حسبها، و أشارت إلى أنها لم تكن لها تجارب ناجحة مع المخرجين الجزائريين بالقدر الذي تريده والنجاح الذي تتوخاه من وراء العمل، مؤكدة « أنا ضد الشعبوية في التعامل وضد الشوفينية في التفكير السلبي لدى بعض الجزائريين، وأنا أتعرض كثيرا للإنتقادات، لأنني ناجحة وصادقة في أقوالي».
من جانب آخر، أوضحت المنتجة سميرة حاج جيلالي أنه من المنتظر أن يعود المخرج الإيراني وفريقه من أجل بدء التحضيرات للانطلاق في تصوير «أحمد باي» في سبتمبر المقبل، كاشفة أن أماكن التصوير تم إختيارها و ستكون في زاوية الهامل ببوسعادة، وبعض الأماكن في بسكرة و قسنطينة، وكذا في العاصمة.
علما بأن فيلم «أحمد باي» يعتبر من الأعمال السينمائية التي برمجت في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، و هو من إنتاج وزارة الثقافة، مثلما أوضحت سميرة حاج جيلالي، التي ستكون المنتجة المنفذة للفيلم الذي كتب السيناريو الخاص به رابح ظريف، و فضلت المنتجة عدم الكشف عن اسم البطل الذي يتقمص شخصية «أحمد باي»، لأنها تريد فتح الباب أمام كل المواهب، مثلما أكدت، مذكرة أنه كما تم إكتشاف الزاوي في فيلم «عيسات إيدير»، و يوسف سحيري وغيرهما، سيتم أيضا إكتشاف «أحمد باي».
وقالت السيدة حاج جيلالي أن كاستينغ فيلم «أحمد باي» تزامن مع فعاليات الطبعة العاشرة،  بفضل محافظ المهرجان ابراهيم صديقي الذي منح لها الفرصة لأن هذه الفترة تجمع الشباب ومحبي السينما وحتى الممثلين الذين هم في بداية الطريق، مبرزة أن كل هذه الفئات توافدت على الكاستينغ و المفاجأة هو وجود فئات مميزة مثل أطباء ومهندسين وأساتذة يرغبون في تفجير طاقاتهم الفنية. وأضافت المتحدثة أنه لم يستقر الرأي بعد على الوجوه التي سيتم إختيارها للفيلم، لكن توجد طاقات كبيرة تحتاج من يكتشفها ويفجرها فنيا، وأرجأت إختيار أبطال الفيلم إلى غاية انتهاء دورات الكاستينغ التي ستقام في بعض الولايات. كما قالت المنتجة أن التكوين أصبح أكثر من ضروري لإنجاز مثل هذه الأعمال، وبالتالي فإنه من بين شروطها مع المخرج وطاقمه التقني هو الإشراف على تكوين المجموعة التي سيتم انتقاؤها لتشكل طاقم الفيلم، حتى يتم تقديم منتوج فني ذي جودة.
وفي ردها على أسئلة النصر، قالت المنتجة أن الأعمال الفنية في الجزائر شهدت هذا العام نقلة نوعية ولعل أبرزها فيلم «ابن باديس»، و مسلسل «الخاوة» وغيرهما من الإنجازات الفنية التي رافقت هذه الأعمال من ديكور الذي كان سابقا بائسا يثير الإكتئاب، بينما هذا العام تنفس المشاهد جرعة تفاؤل وإرتياح من خلال ما قدم له من ديكور يريح النفس عند المشاهدة،  إلى جانب اللباس وجماليات العمل الفني.
و ترى المتحدثة أن مهرجان وهران هو إطار مهم لإلتقاء المهنيين مع بعضهم وتبادل التجارب، وهو أيضا فرصة للوقوف عند آخر التطورات الحاصلة في السينما عموما، وفي السينما العربية خصوصا، مضيفة أن المهرجان هو كذلك فضاء للالتقاء، سواء بين الفنانين ومهنيي السينما بالجزائر، أو مع عرب وأجانب يحضرون الفعاليات كل سنة، وهذا الإحتكاك هو الذي يسمح ويساهم في ترقية الأداء والعمل الفني السينمائي بالجزائر.
وعلى صعيد آخر، قالت سميرة حاج جيلالي، أن تخصصها كسيدة أعمال في المجال السينمائي، ليس بالأمر الهين، فهي حاليا المرأة الوحيدة التي تنتج سينمائيا في الجزائر، و هذا ما قد يخلق لها متاعب مع البعض، خاصة الذين يعتبرون مسألة الإنتاج السينمائي مهنة رجالية بحتة، منوهة في الوقت ذاته، بتعاون بعض المختصين الرجال معها ودعمهم أيضا.
و أشارت في نفس السياق «أنا من طبيعتي أهوى المجالات التي يقولون أنها صعبة على المرأة، وأنا أقول المرأة الجزائرية أثبتث كفاءتها وجدارتها في كل الميادين».                                          
هوارية ب

الرجوع إلى الأعلى