المجتمع الميغاليثي شيد مبان  محصنة و لم يبت في العراء
كشف الباحث في علم الآثار مراد زرارقة في محاضرة قدمها بالمتحف العمومي الوطني سيرتا بعنوان «المظاهر الجنائزية الميغاليثية و التحصينات الدفاعية حول سيرتا» ،  أن المجتمع الميغاليثي لم يكن يبيت في العراء  كما يروج له، و إنما شيد مبان محصنة طبيعيا، موضحا بأنه اختار سيرتا كعاصمة له  لأن تحصينها خارق للعادة، كما قال.
الدكتور زرارقة أكد في مداخلته بأن  الفترة التي برزت فيها المظاهر الجنائزية عرفت بمرحلة فجر التاريخ ، و هذه الفترة غامضة التحديد، من الناحية الثقافية و الزمنية ، و تبين الدراسات التي أجراها، بأنها عرفت  في  القرن الخامس قبل الميلاد ، مشيرا  إلى أن سيرتا تضم هذا النوع من المقابر،  و هي موجودة في كل من تيديس و  بكيرة و بونوارة و غيرها من المواقع ، و يوجد بهذه المقابر ألف و  300 معلم جنائزي.
و قدم الأستاذ المحاضر شروحات حول المقابر التي قال بأنها مبنية بصخور ضخمة ميغاليتية و معناها « الحجر الكبير»، ف» ميغا« بمعنى  حجر، و «ليتي» بمعنى كبير ، و تختلف أنواعها و تنتشر حول مدينة  قسنطينة التي كانت عاصمة ماسين ، مضيفا بأنه يرى بأن هذه  المقابر تعود إلى حقبة سقوط الماسيليين الذين كانوا يعيشون في محيط قسنطينة ، ومن بين أنواع المقابر ذكر الباحث التلال الجنائزية، المصاطب هي غرف جنائزية تشبه المائدة يحيط بها سياج ، و زراديب، و هي قبور محفورة في الصخر .
وبخصوص الفكرة السائدة عند بعض باحثي الآثار بخصوص المجتمع الميغاليثي ، و مفادها أن أفراده كانوا يبيتون في العراء أكد الأستاذ المحاضر، بأنه و بعد الأبحاث التي قام بها،  وجد مخلفات هيئات و بنايات تحصينية في مواقع بقسنطينة و أم البوقي،  ذكر منها سيقوس و سيلا و بونوارة و رأس الماء و عين البرج و جبل مسطاس و غيرها من المواقع،  و لها صلة بالمدافن الميغاليثية.
إن المجتمع الميغاليثي، حسبه، كان يبني مدافن و في نفس الوقت شيد بلدات محصنة، تدل على عدم الاستقرار من الناحية الأمنية في تلك الحقبة الغابرة، لهذا كان السكان يلجأون إلى المناطق المحمية طبيعيا، و يدعمونها بأسوار ، و قد اختاروا سيرتا كعاصمة، لكون تحصينها خارق للعادة، على حد تعبيره، و تضم  بونوارة و سيلا و سيقوس .
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى