يجب تحرير المدرسة الجزائرية من الخرافة
صرح، أمس الثلاثاء، الكاتب واسيني الأعرج من قسنطينة بأن التحدي الأول أمام المدرسة الجزائرية اليوم يكمن في تحريرها من الخرافة، كما اعتبر بأن المثقف العربي يعيش ازدواجية في شخصيته بين ما يؤمن به وسلوكياته.
واستضاف نادي مجاز الثقافي الكاتب واسيني الأعرج بدار الثقافة محمد العيد الخليفة بوسط مدينة قسنطينة، أين ألقى محاضرة عن عمله الذي استعاد فيه سيرة حياة الكاتبة مي زيادة، فيما شهدت فترة النقاش ردا على أسئلة الحضور من مثقفين وقراء، حيث قال الكاتب في إجابة على سؤال حول الأخلاق والكتابة، إنه يجب عتق المدرسة من سطوة الخرافات التي تلقن للتلاميذ، مضيفا بأنه غالبا ما تربط الأخلاق بالمرأة، في حين يتم التغافل عن الكثير من السلوكيات الخاطئة التي يأتيها الرجل. وأوضح نفس المصدر في نفس السياق بأن مي زيادة كانت لتحظى بحضور أكبر في الساحة الثقافية اليوم لو أنها كانت رجلا، على غرار باقي كتاب جيلها الذين لا تقل عنهم شأنا، بحسبه، مثل طه حسين والعقاد والرافعي.
واعتبر صاحب رواية مملكة الفراشة في رده على سؤال آخر بأن المثقف العربي والجزائري يعيشان حالة من الازدواجية في المعايير، مشيرا إلى أن الأمور واضحة بالنسبة لشخص عادي، لكن الكثير من المثقفين، بحسب رأيه، يحاولون أن ينعموا بالحرية في جانب من حياتهم بينما يحرمون زوجاتهم وبناتهم من الولوج إلى عوالم الثقافة خضوعا لمعايير رجعية، يدعون محاربتها في العلن. وأضاف الكاتب بالقول «إن المرأة ليست في حاجة إلى رجل حتى يعطيها الإذن لدخول عالم الكتابة». أما بخصوص قمع الكاتب اجتماعيا وسياسيا، فقد تطرق واسيني إلى صراع الكتاب دفاعا عن مبادئ الحرية منذ القدم، ضاربا المثال بمنع رواية «السيدة بوفاري» لفلوبير لأنها اعتبرت خادشة لـ»حياء المجتمع» ومتابعته قضائيا، في حين أوضح بأنه يمكن للمؤلف أن يكتب أشياء أكثر جرأة في الجزائر دون أن يهتم له أحد، لغياب القارئ ولكي لا يثار الاهتمام حول العمل، على حد تعبيره.
ووصف واسيني المنظومة الثقافية في الجزائر بـ»الفضاء اللاثقافي» في إجابته عن سؤال حول أسباب عدم تحويل واحدة من رواياته إلى أفلام، مضيفا بأن الجزائر تملك من العباقرة في مختلف المجالات الفنية، لكن لا يتم الاهتمام بهم. واعتبر واسيني بأن الصفحات الثقافية آخر اهتمامات الجرائد، كما أنها تعتبر ذات أهمية ثانوية بالنسبة إلى القائمين عليها، مشيرا إلى أن النقد الإعلامي غائب تماما، في حين قال عن النقد الجامعي إنه «تابوتي» ويظل حبيس الأدراج. ونبه الكاتب بأن الإنتاج الأدبي الجزائري يعرف مؤخرا غزارة كبيرة، خصوصا باللغة العربية، لكنه أوضح بأن النصوص المنشورة ليست كلها ذات جودة عالية، كما أن غياب منظومة نقدية وتسويقية يزيد من حجم العقبات الموضوعة أمام الكُتاب الشباب.
سامي .ح

الرجوع إلى الأعلى