وثيقة المدينة المنورة ديباجة حقوق الإنسان واحترام الديانات
أكَّد مختصون ودكاترة مشاركون بالملتقى الدولي 11 من سلسلة ملتقيات الشيخ محمد الغزالي، بجامعة الأمير عبد القادر الإسلامية، بقسنطينة، الذي نظم تحت عنوان "الحريَّات العامَّة بين تحديات الحاضر ورهانات المستقبل"، بأن الإسلام دعا إلى حرية الفرد والمجتمع ضمن أطر و محددات تحترم الإنسان و الآخر، فيما جاءت وثيقة المدينة المنورة ديباجة لحقوق الإنسان واحترام أهل الذِّمة ومعتقداتهم.
وحسب الدكتور عبد الحق ميحي، فإنَّ الإسلام حدَّد حرية الفرد ، حتى لا ينغمس في الملذات والشهوات، مع احترام ممارسات و معتقدات معتنقي الديانات الأخرى، مثلما كان عليه الحال وقت الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث احترم عبادات أهل الذمَّة، ولم يدع إلى محاربة معتنقي ديانات أخرى غير الكتاب الذي نزِّل عليه، لكنه فرض عليهم الجزية، و بادلوه ذات الاحترام، خاصة النصارى.
وتأسف الدكتور المحاضر بجامعات عدة ، على غرار اليمن و زنجبار بتنزانيا،لالتصاق مفهوم العبودية والرقِّ بالدين الحنيف عند البعض، نافيا ذلك، على اعتبار أن الإسلام يحترم حرية الآخر، مهما كان لونه ودينه وأصله،  كما أن وثيقة المدينة المنورة تناولت كيفية تقاضي المتخاصمين من غير المسلمين، وهو مشروع قيد الدراسة في الوقت الراهن، لضبط الأحوال الشخصية لغير المسلمين.
أما الدكتور محمد الطلابي، عضو ديوان حركة التوحيد والإصلاح بالمغرب، و المكتب العالمي للوسطية، فتناول موضوع الحرية من جانب فلسفي، وكيفية إسقاطه على واقع ورهانات القرن 21، معتبرا شروح نصوص الفقه القديمة لا تتماشى مع الواقع المعاش، ويجب التنظير لها، مجددا، وفق الإشكاليات الحالية المعاشة، وهو ما دعاه بامتلاك الفعل التاريخي الحر، منتقدا الغرب الذي انغمس في شهواته، حتى صارت الغريزة معبودته ، سواء لحب التملك والمال أو الشهوة، إلا أنهم فجروا الحرية الكامنة في الفرد، بالإبداع والتشجيع والتنوع، وإعمال الفكر.
في حين حددت المختصة في القانون بكلية الحقوق بجامعة قسنطينة 1، كريمة محروق، حرية التعبير بين الإطلاق والقيد، وهي إحدى مقاربات الملتقى الدولي للشيخ الغزالي، المطروحة والمقررة بالبرنامج، منفردة بالحديث عن الإعلام ودوره في ظل الحرية المحددة، حتى يكون أداة للتجريح وتجاوز الحدود.
و يذكر أن الملتقى الدولي 11 للشيخ محمد الغزالي للتجديد والإصلاح، قد نظم من طرف الاتحاد العام الطلابي الحر، فرع جامعة الأمير عبد القادر، وهذا على مدار يومي 22 و 23 أفريل الجاري، بحضور دكاترة وأساتذة من مصر، تونس، المغرب، الأردن، العراق، فلسطين وقطر، إلى جانب المختصين من الجزائر.
فاتح خرفوشي

الرجوع إلى الأعلى