الصورة أصبحت سلطة حقيقية أزاحت السياسي
أكد مختصون في ملتقى وطني حول «الفنون و الثقافة و قيم المواطنة» ، احتضنته أمس كلية الفنون و الثقافة بجامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة ، أن الصورة أزالت القائد السياسي و أصبحت  سلطة حقيقية، قد تتعدى كل السلطات، و بإمكانها أن تصنع تلاحما بين أفراد المجتمع ككل، و إثارة العنف وسطه، فيما تطرق آخرون لعلاقة الفرد السلبية بالفضاءات والمرافق العمومية الموجودة، مشددين على ضرورة تعزيز وسائل الإعلام لقيم المواطنة.
و قد أثار الأستاذ بوزيد قاسم في مداخلة بعنوان «الصورة و إشكالية الهوية الثقافية«، إشكالية  الصورة و كيفية صنعها للمواطن،  قائلا بأن  هناك صور إعلامية و بمجرد نشرها تمكننا من استقطاب مجتمع بأكمله دون كلام ، مشيرا في ذات السياق، إلى كيفية توظيف الغرب لها في تصدير أفكاره  للآخر ، دون بذل جهد سياسي أو اقتصادي ، كالترويج لمنتوج كسراويل الذكور الهابطة، مؤكدا بأن الصورة تمكنت من إزالة القائد السياسي و  كل الحواجز ، و أصبحت فنا و صناعة ، و سلطة حقيقية قد تتعدى كل السلطات،  كما يمكن أن تصنع مواطنا.
الدكتور نصر الدين بوزيان من جهته  قال في مداخلة بعنوان  « وسائل الإعلام و المواطنة«، أن المكانة المهمة لوسائل الإعلام  تسمح لها بالقيام بعديد الأدوار الإستراتيجية و المهمة، من بينها دعم و تعزيز قيم المواطنة ، مشيرا إلى أن هذه القيم رغم وجودها، إلا أنه يمكن القول بأن بعضها مفقود .
المحاضر تحدث عن علاقة الفرد بالفضاء العمومي، قائلا بأن بعض المواطنين أصبحوا يعتدون على الممتلكات العمومية بمختلف أنواعها، و هذا ينم، حسبه، عن نقص المواطنة، حتى في الوسط الجامعي ، ففي بعض التخصصات العلمية  الدقيقة يسجل تخريب الطلبة للممتلكات العمومية ، من بينها وسائل باهظة الثمن، إذ لا يتوفر لديهم وعي الحفاظ عليها، و لا يأبهون لتحطمها ، بحجة أنها ملك للجميع، و  هذه التبريرات، حسبه، تدل على علاقة الفرد السلبية بالفضاء و المرافق العمومية الموجودة.
و أوضح بأن دور وسائل الإعلام يتجلى كدعامة للفت الانتباه و لتحسين التصرفات اتجاه الفضاءات العمومية، و كذا اتجاه الأفراد في علاقاتهم المهنية و حتى الافتراضية التي تغيب فيها آداب التعامل ، مؤكدا بأن  قيم المواطنة يجب أن تكون مبنية على الاحترام و التقدير، مشيرا إلى أن  علاقة وسائل الإعلام بالمواطن يجب أن تكون فعالة،  بالمبادرة كما تحمل على عاتقها مشروع المجتمع لغرس القيم ، و كوسيط من خلال إيصال رسائل المختصين للوصول إلى أعداد كبيرة من الجمهور المستهدف ، مع الحرص على الاهتمام بالجانب الجمالي، و ذلك بترقية حس الفرد ، و بالتعبير عن الظواهر بطريقة راقية ، من خلال مختلف أنواع الفن التلفزيوني المسرحي و السينمائي، معتبرا أن وسائل الإعلام مطالبة بالبحث في عمق الظاهرة، وعدم الاكتفاء بنقل المعلومة فقط و إنما القيام بمبادرات مع جمعيات وجامعات لتكون فعالة أكثر و تمس مختلف الشرائح.
فيما تطرقت الأستاذة وهيبة حميزي إلى موضوع الانفتاح الثقافي و أثره على مفهوم المواطنة لدى الشباب الجزائري ، مؤكدة بأن الشباب الجزائري تأثر كثيرا بالتكنولوجيات الحديثة، وأصبح منفتحا على العالم الخارجي دون وعي منه ، و قد أثر ذلك على شخصيته، مشددة على ضرورة  توحيد آفاق الانفتاح الثقافي لدى الشباب، لينعكس عليه ذلك بالإيجاب .
أسماء بوقرن 

الرجوع إلى الأعلى