الكاتب جمال بوثلجة يصدر - أقنعة الدمى -
أصدر  الكاتب جمال بوثلجة مؤخرا «أقنعة الدمى» و هي ثالث مجموعة قصصية برصيده، عالج من خلالها مجموعة من المشاكل الوجدانية و الاجتماعية و السياسية، عن طريق المزج بين الخيال و الواقع، و دفع  الأقنعة التي تتنكر بها شخصياته، للتمرد على الوجوه و تعرية ملامحها المغمورة، تماما كما تتعرى الحقائق و تسطع كالشمس، في غفلة عن الرغبة الجامحة في الإمساك بخيوطها و تحريكها ك»ماريونيت» .
المجموعة القصصية صادرة عن دار ألكسندر للطباعة و النشر و التوزيع، و تتكون من 8 قصص، هي على التوالي «الورم»، «الحلم»، «الشلال»، «الكسيح»، «فجر الاغتصاب»، «قناع البحر» ، «أقنعة الدمى» و «الطلقة»، يضمها كتيب أنيق من 90 صفحة، نسقه ، و زين غلافه الفنان التشكيلي زهير بن عميرة بلوحة تعكس مضمون القصص ، بشكل فني جذاب .   
نجد الزميل جمال بوثلجة الذي احتضنت النصر مساره المهني من 1986 إلى غاية 2016، في مؤلفه الأخير «أقنعة الدمى» كعادته، يمسك بزمام اللغة و يطوعها بشكل فني جذاب، لأحاسيس و أفكار عميقة يبدو لك و أنت تقرأها، بأنها تقرؤك بشكل ما ، و تغوص في داخلك، فقد أمسك بخيوط خفية تحرك الحروف و الكلمات، ربما عبر مشاكلك الوجودية و مخاوفك و انكساراتك و انتصاراتك.
في اتصال بالكاتب قال للنصر، بأن مجموعته القصصية عبارة عن تركيبة إبداعية تمزج الجانب الخيالي بالواقعي، من أجل تمرير رسائل، هي عبارة عن دعوة للتغيير الجذري للظروف الصعبة التي نعيشها حاليا، من أجل بلوغ واقع أجمل و أفضل يسوده الحب و السلم و السلام و التكافل، و نبذ الضغائن و الأحقاد و الصراعات.
و أضاف المتحدث بأن الكتابة بالنسبة إليه عبارة عن تحد كبير يرفعه باستمرار، ضد اليأس و الخيبة و القهر و النكسات، و لن يمل من ذلك ما دام على قيد الحياة، مشيرا إلى أنه سيظل وفيا لكتابة المجموعات القصصية  ، و ليس له أي مشروع لكتابة الرواية و غيرها من الأنواع الأدبية، بالرغم من أنه سبق و أن كتب في بداياته الشعر و أيضا مقالات و قصص للطفل في جريدة النصر ، حيث قال لنا بهذا الشأن، بأن أصعب ما كتبه في مساره للبراءة، لأنها تتطلب جهدا استثنائيا للغوص في عوالم خاصة و بعيدة جدا.  
الكاتب الذي نظم في الأسبوع الفارط جلسة بيع بالإهداء لمجموعته القصصية الجديدة «أقنعة الدمى» بمكتبة الإحسان بباتنة، أوضح بأنه لم يتلق أي دعوة لتقديم مجموعته بمدينته قسنطينة، مشيرا إلى أنه يرمز من خلال عنوان مجموعته و هو أيضا عنوان إحدى قصصه، إلى كوننا نعتقد أحيانا بأن بعض الأشخاص حولنا و كأنهم يضعون أقنعة على وجوههم، لإخفاء حقائق ما، و تحركهم كدمى «في الكواليس» أياد خفية ، لكنهم في الواقع يتحركون و يتصرفون و يقررون  بكامل إرادتهم و يسعون وراء السلطة و السيطرة و النفوذ، في حين نجتهد نحن لتبرير ما يفعلون و يقولون..
و عن بداياته الأدبية ذكر المتحدث بأنها تمتد إلى مرحلة التعليم المتوسط ، و نشر باكورة قصائده الشعرية سنة 1982 بجريدة النصر، و جرائد و مجلات عديدة على غرار «آمال» و «الزهور»،  ثم سحرته القصة، فغاص في أغوارها .
 و قد توج خلال مساره الإبداعي الطويل بثلاث جوائز وطنية، و جائزة ذات بعد عربي، حيث افتك في سنة 2015  الجائزة الثانية في الدورة الثالثة من مهرجان همسة الدولي للآداب و الفنون عن قصته «الزمن الميت» التي نشرها في مجموعته القصصية الثانية ‘’وجهان للمملكة» .
و أعرب الكاتب الذي لا يزال مصمما على مواصلة مساره بعيدا عن أضواء الشهرة التي تخطفها مجموعة من الأسماء بعينها، عن أمنيته في بروز حركة نقدية أدبية قوية في بلادنا لتقييم و فرز الأعمال الأدبية و محاربة الرداءة و إنقاذ المبدعين الحقيقيين من قبضة التجار و الدخلاء.
إلهام طالب 

الرجوع إلى الأعلى