اعتبر الممثل الكوميدي أحسن بشار  تقمصه شخصية الخلوي في مسلسل «باب الدشرة» للمخرج وليد بو شباح، الذي يبثه التليفزيون الجزائري حاليا ضمن شبكته الرمضانية، قفزة كوميدية نوعية في مسيرته التليفزيونية، مشيرا إلى أن الفضل في اكتشافه تليفزيونيا بعد مساره الطويل كممثل مسرحي، يعود للمخرج جعفر قاسم.  
حاورته إلهام طالب
.النصر: تألقت في مسلسل «باب الدشرة» من خلال تقمصك لشخصية الخلوي، حدثنا عن هذا الدور
ـ أحسن بشار: في الواقع درست جيدا الشخصية من كل الجوانب و حضرت نفسي للانصهار فيها، حتى أنني كنت لا أشعر بأنني أمثل، بل أعيش الدور، فبدت حركاتي عفوية و كلامي دون أدنى تكلف، و أنا أقدم الخلوي ،  صهر الفنانة القديرة بيونة في المسلسل و المسؤول عن باب الدشرة التي تعتبر بمثابة حاجز أو حدود بينها و بين العالم الخارجي و هو مكلف بفتحها في الصباح، لكي يدخل منها سكان القرية المجاورة للتسوق و يغلقها مساء، دون أن تخلو يومياته من المواقف الكوميدية المبتكرة.
. أسندت بطولة المسلسل إلى أسماء لامعة على غرار بيونة و محمد بوشايب، لكنك تمكنت أنت و الممثلة صبرينة قريشي أن تحدثا المفاجأة بخطف كل الأضواء، ما هو سر انسجامكما الكبير؟   
ـ قمنا باحتلال الساحة (يضحك) في الواقع هذا أول عمل يجمعني بصبرينة ، كنت أراها أحيانا في بعض المهرجانات و نتبادل التحية و فقط، لكن القاسم المشترك بيننا هو أننا ممثلان مسرحيان في الأصل، و عندما اجتمعنا في «باب الدشرة»، كنا نلتقي قبل تصوير المشاهد و نتناقش حول السيناريو و دور كل واحد منا و ما يمكن أن نضيفه في الحوار لتحقيق التميز و الانسجام التام. و نقترح على المخرج ما نتفق عليه، و إذا وافق نقدمه .
. و ماذا عن تعاملك مع بقية الممثلين على غرار بيونة؟
ـ كنا كأسرة واحدة نتشاور و نتناقش حول كل كبيرة و صغيرة في العمل في أجواء يسودها المرح و التفاهم، و كان لي شرف لقاء بيونة و التعامل معها لأول مرة ، بعد أن كنت أراها و أنا صغير في التليفزيون و لم أتصور أن تتاح لي فرصة التمثيل إلى جانبها، تأقلمنا بسرعة معها و استفدنا من توجيهاتها و عاملتنا كما تعامل الأم الحنون أبناءها. لن أنسى بأنها تطوعت لتحضير وجبة الإفطار لكل فريق العمل و كانت عبارة عن «لوبيا بالكرعين» .
.كم استغرق تصوير العمل ؟
ـ حوالي شهرين و انتهينا يوم الأحد الماضي من تصوير آخر مشهد.
. أين صورتم العمل بالضبط؟
ـ المشاهد الأخيرة صورناها بالجزائر العاصمة و البقية في دشرة القصور بولاية برج بوعريريج ، و هي منطقة جبلية ذات مناظر ساحرة و بيوت عبقة برائحة الأصالة، إنها أستوديو طبيعي مفتوح و كل الديكور الذي تشاهدونه في المسلسل حقيقي، و لم يضف المختصون في الديكور إلا بعض اللمسات الجمالية . لسنا بحاجة إلى التنقل إلى تونس أو تركيا لتصوير أعمالنا ، فبلادنا تزخر بالإمكانيات الطبيعية و السياحية . و الأروع أننا وجدنا الترحيب و الدعم من سكان الدشرة ، فقد كانوا يقدمون لنا بعض المأكولات التي يعدونها في بيوتهم و شاركوا في تصوير بعض المشاهد.
. من يشاهد الحلقات السابقة من المسلسل يلاحظ التركيز على الجانب التقني و إبراز جماليات الصورة بشكل احترافي..
ـ المخرج وليد بوشباح أبدع في تقديم العمل، وفق تقنيات و معايير السينما ، فهو متخرج من معهد الفنون الدرامية ببرج الكيفان و يعتبر «باب الدشرة» ثاني تجربة تليفزيونية  له في مساره كمخرج مسرحي ، و قد وفق في تشكيل فريق رائع في قمة الانسجام و الاجتهاد، لقد كنا نصور  في نهار رمضان و في السهرات، و نتحدى التعب و النعاس.
. هل» باب الدشرة» هو العمل الوحيد الذي تظهر فيه على شاشة  رمضان؟
ـ لا .. تقمصت في مسلسل «بنات الثلاثين» شخصية عامل بسيط في مقهى يملكها الفنان حميد عاشوري، فيقرر أن يتبناني لأنه محروم من نعمة الأبوة، و هذا الدور أيضا يزخر بالمواقف الكوميدية.
. كل الأعمال التي قدمتها لحد الآن في التليفزيون كوميدية، هل تخصصت في هذا النوع؟
ـ لا..أنا أحب الدراما، و الممثل الحقيقي يقدم كل الأدوار، لحد الآن لم تتح لي فرصة تجسيد  دور درامي، ربما لأنني نجحت في الكوميديا.  
. كيف انتقلت من أبي الفنون إلى الشاشة الصغيرة؟
ـ  انطلاقتي كانت  سنة 1992 عبر جمعية المسرح الجديد بمسقط رأسي مدينة يسر بولاية بومرداس، و قدمت العديد من الأعمال كممثل مسرحي هاو، إلى أن اكتشفني المخرج جعفر قاسم في 2012عندما شاركت في كاستينغ سيت كوم «قهوة ميمون»، حيث قال لي «لديك طاقة و قدرات فلا تخفيها»، و أسند لي أول دور تليفزيوني و توالت الأدوار في عدة أعمال أخرى من إخراجه، و آخرها دور رجلاوي في الجزء الأول من «عاشور العاشر»و لم أتمكن من المشاركة في الجزء الثاني لانشغالي بمشروعين آخرين، و توالت العروض التليفزيونية.
. هل هذا يعني أنك تخليت عن أبي الفنون؟
ـ المسرح هو المدرسة الحقيقية للتمثيل، و بين أحضانه صقلت و طورت موهبتي  و من لم يمارسه لا يملك طاقة و قدرات فنية،  لم أتخل عنه ، فالمجالين يكملان بعضهما.
.ما هي مشاريعك القادمة؟
ـ لدي مشروع «وان مان شو» ، و هناك اقتراح من التليفزيون الجزائري للتحضير للجزء الثاني من «باب الدشرة» ليعرض في رمضان المقبل، كما تلقيت عرضا للمشاركة في دراما اجتماعية.
. ما رأيك في الأعمال الرمضانية التي تبث عبر القنوات التليفزيونية الجزائرية؟
ـ أتابع بعضها، بصراحة ليست في مستوى توقعاتي و طموحاتي كمشاهد، للأسف ليس لدينا كتاب سيناريو مختصين، لهذا نجد نفس الأعمال تتكرر كل سنة،  مع إضافة بعض اللمسات الجديدة، و هناك ثلاثة أو أربعة مسلسلات تشترك في نفس المضمون.
حاورته إلهام طالب

الرجوع إلى الأعلى