يعتبر مسلسل «الوداع الأخير» للمخرج حسين ناصف أول دراما جزائرية تعالج موضوع المتاجرة بالأعضاء البشرية، كما أنه أول عمل ضخم من إنتاج محطة قسنطينة الجهوية للتليفزيون التي تراهن من خلاله للعودة إلى الواجهة الدرامية بقوة ، بعد غياب طويل، عبر الشبكة البرامجية الرمضانية للتليفزيون الجزائري التي تشهد ذروة التنافس هذه الأيام، و قد استقطب اهتمام و إعجاب نسبة معتبرة من المشاهدين.
المسلسل الذي يعتبر أيضا الأول من نوعه الذي يتم تصوير العديد من مشاهده بجريدة النصر، استقطب كوكبة من ألمع الممثلين الجزائريين يتقدمهم كمال رويني ، ريم تكوشت، محمد الطاهر زاوي، فتيحة رواد، فتيحة سلطان، نور الدين بشكري،محمد دلوم، بمشاركة شافية بودراع، كما قدم مجموعة كبيرة من الوجوه الشابة، تتقدمهم الممثلة الواعدة هاجر سروي ، شمس الدين داري، أسامة بودشيش و غيرهم، بالاعتماد على سيناريو للكاتبة زهرة العجامي ، و يتكون من 29 حلقة مدة كل حلقة حوالي 35 دقيقة.
المخرج حسين ناصف أكد للنصر، بأنه حرص على أن يقدم عملا عائليا، أي أنه يجمع أفراد العائلة أمام الشاشة في الشهر الفضيل، لمتابعة أحداثه التي تعالج ظاهرة المتاجرة بالأعضاء البشرية و استغلال المال و النفوذ و تتخلل جرائم مافيا الأعضاء مشاهد شبابية و قصص حب ، و قد تم تصوير أغلب المشاهد الداخلية بقسنطينة و الخارجية بمدينة عنابة.
و يلاحظ المتتبع للعمل بأنه مليء بالمشاهد المليئة بالتشويق و الإثارة و الدموع، بشكل مبالغ فيه أحيانا، و  تنطلق قصته عندما تكتشف الصحفية الشابة نسرين،  تتقمص شخصيتها الممثلة الواعدة هاجر سراوي، عن طريق الصدفة داخل جهاز كمبيوتر أحضره شقيقها الطالب الجامعي، معلومات حول شبكة إجرامية، و تنشر مقالا  في الجريدة التي تعمل بها، حول زرع الأعضاء و تقرر مواصلة البحث و التحري لتسليط الضوء عن نشاطات الشبكة و أعضائها، دون أن تعلم بأن شقيقها الثاني عماد ضابط الشرطة، يتقمص الشخصية الممثل محمد الطاهر زاوي، يجري تحقيقا معمقا حول القضية.
و تتوصل نسرين إلى رأس الخيط  فريد ، يؤدي الدور الممثل محمد دلوم، الذراع الأيمن لزعيم الشبكة، الذي يقوم باختطاف الأطفال ، و ينقلهم إلى طبيب مجرم يتولى مهمة استئصال أعضائهم ، لتعرض للبيع بهدف جمع المال و جني الأرباح.و تتعرض الصحفية للاختطاف و الانتقام ..و وسط الجرائم و الدماء يقع فريد في حب نسرين،  و ينقذها من مخالب زملائه، و يقتله حبه في النهاية.

لمسلسل سخرت له خبرة فريق فني و تقني و مخرج متمرس، و يعتبر رهان محطة جهوية للتليفزيون و مدينة و فريق عمل، و قد استقطب إعجاب فئات كثيرة من المشاهدين ، خاصة و أنه يعالج قضية حساسة و جديدة في الدراما الجزائرية و هي تجارة الأعضاء البشرية، لكنه تعرض لانتقادات أبرزتها مواقع التواصل الاجتماعي، و كذا تعليقات المتتبعين للحلقات عبر موقع يوتيوب،و من بينها وجود نقائص  في السيناريو جعلت سير الأحداث طويلا و مملا، وكذا المبالغة في إبراز مشاهد الحزن والخيبة و البكاء و الدموع، حسبهم.

و انتقد آخرون أغنية مقدمة المسلسل «الجنيريك» التي كتبها و لحنها الفنان إلياس القسنطيني، لأنها تستغرق وقتا طويلا جدا، حسبهم، مما لا يخدم العمل و يشعر المشاهد بالضجر ، و هناك فئة اعتبرت المسلسل، رغم أنه يعالج قضية هامة ، باهتا دراميا، و يجسد عدة نقائص تقنيا و إخراجيا، خاصة من حيث اعتماده على تقنيات تصوير قديمة لا تواكب التطورات المتواصلة في هذا المجال.   
و من بين التعليقات أيضا ، ظهور الممثلين في عديد الحلقات بنفس الملابس، و كذا التشابه الملحوظ في ملامح و ماكياج بعض الممثلات، لحد الخلط بين الشخصيات أحيانا، لكن يبقى مسلسل «الوداع الأخير» عملا دراميا جديرا بالتنويه، لأنه يبرز تكاثف جهود فريق عمل صمم على خوض المنافسة الرمضانية الشرسة بكل ما يملك من قدرات و إمكانيات، كما أنه سجل عودة محطة قسنطينة للتليفزيون، الجهة المنتجة، إلى الواجهة بعد طول غياب و انسحاب.
إلهام.ط

الرجوع إلى الأعلى