مسلسلات تتنافس في إبراز الموروث الثقافي الجزائري
يشكل إبراز عادات و تقاليد مختلف مناطق الوطن العامل المشترك بين عديد المسلسلات الفكاهية الرمضانية عبر القنوات الجزائرية، و في مقدمتها مسلسل «الفيرمة»  و «بنات الثلاثين» و«ميسي»، كما تقاطعت في  فكرة تجسيد أربع شخصيات تنحدر من الجهات الأربع من الوطن، لتحاول كل واحدة التعريف بتقاليد و عادات منطقتها، وكذا الأزياء و الأطباق  التي تتميز بها و اللهجة التي يتحدثها أهلها ، حيث تنوعت اللهجات في العمل الواحد .
مسلسل «الفيرمة» الذي يبث عبر إحدى القنوات الخاصة للمخرج مصطفى حجاج،  يدور حول قصة أربع كنات تمثلن مختلف المناطق، يتنقلن إلى بيت حماهن «عمي بودالي» الذي أدى دوره الفنان كمال زرارة،  من أجل قضاء شهر رمضان معه، بعد أن طُردن من قبل أزواجهن، و تحدث هناك مغامرات و قصص مشوقة، رفقة الممثلة القديرة فاطمة حليلو التي أدت  دور أخت الشيخ « لالة خديجة»
 الممثلة  بختة بن نويس تقمصت في هذا العمل دور الكنة « هوارية» المنحدرة من الغرب الجزائري، فمثلت المرأة الوهرانية بلهجتها و لباسها و الأطباق التي تحضر هناك  و الألوان الموسيقية التي تشتهر بها ، و هو ما حاولت أن تبرزه باقي الكنات اللائي حاولن  من جهتهن التعريف بموروثهن الثقافي ، كالممثلة منى بن فغول التي أدت دور « عائشة» و حجلة خلادي في دور «فاطمة»،  و لويزة نهار في دور « الطاوس» ، حيث مثلت منطقة القبائل و تحدثت في السلسلة باللهجة الأمازيغية  و في كل حلقة يتم التركيز على موضوع معين، كإعداد الأطباق التقليدية ، و أداء أغاني تراثية «صلوا على النبي» و « الله الله نزور الوالي» ، إلى جانب الحديث عن تقاليد الأعراس في كل منطقة.
من جهته حاول سيت كوم «بنات الثلاثين» للمخرج إبراهيم حمادي إبراز عادات وتقاليد الجهات الأربع من الوطن، وكذا خصائص كل منطقة في قالب كوميدي وفكاهي، وذلك من خلال انتقال أربع شابات للإقامة في العاصمة ببيت واحد، بعد أن استأجروه عبر الإنترنت، وتحدث بينهن قصص مشوقة ، و قد شاركت فيه كل من الممثلة خامسة مباركية بدور «سارة « طالبة الطب التي تطمح للتخصص بالعاصمة.
 فيما تتقمص ممثلة الجنوب الجزائرية دور تينهنان الفتاة التي تعشق الكتابة و التي تفر إلى العاصمة بعد أن أرغمها والداها على الزواج من شخص لا تحبه ، و تنتقل للعيش هناك لتحقيق طموحها في مجال الكتابة، في حين تؤدي الفنانة قمر ممثلة الغرب الجزائري دور «ياسمين» الشابة التي تنتقل إلى العاصمة لتأسيس وكالة سياحية، أما صاحبة البيت المستأجر «ملاك» التي تقيم مع الشابات الثلاث ، فأصلها من آقبو و تخطط لفتح أكبر صالون تجميل بالعاصمة، وتحرص الشابات على ارتداء لباسهن التقليدي و الحديث بلهجتهن طيلة أحداث العمل.   
و ركزت سلسلة « ميسي» ، على منطقة الجنوب الجزائري التي طالما كانت غائبة عن الأعمال التلفزيونية التي ترتكز في مجملها على مناطق الشمال، حيث أبرزت أكلات تقليدية كالأكلة المعروفة «الزفيطي» و التعريف بالمهراس الذي  تحضر فيه، كما تعرف بأكلات أخرى كالسفيرية و المختومة ، إلى جانب مختلف عادات منطقة الجنوب في مختلف المناسبات .
بعد أن وجه عديد النقاد و المشاهدين  ملاحظات و انتقادات في المواسم الرمضانية الماضية للمنتجين بسبب إهمالهم للموروث الثقافي الجزائري في أعمالهم، احتل هذا الموروث في  الموسم الجاري الصدارة، بتحويله إلى فكرة أساسية لعديد الأعمال، بالإضافة إلى بروز عديد الحصص التلفزيونية التي تتحدث عن الثقافة الجزائرية كحصة « قعدتنا جزائرية» التي تستضيف شخصيات من أهل الفن بلباس تقليدي وسط ديكور جزائري، كما يتحدثون في كل عدد عن عادات كل منطقة و ما تشتهر به.         أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى