أولاد تبان بسطيف  توزّع  جوائز  الاستلهام التاريخية الثقافية
 احتضن أوّل أمس المُركب المعدني «المُنتزه» لمدينة أولاد تبان، بولاية سطيف، حفل توزيع جوائز الاستلهام الخاصة بــالْمُسابقة الوطنية التّاريـخيّة الثّقافيّة السّنويّة، وهي من تنظيم قُدماء الكشّافة الإسلاميّة الجزائريّةـ فوج الحريّة، بمشاركة لجنة إحياء التّراث وَإذكاء الثّقافة، احتفالا بذكرى يوم الإبعاد القسري لعرش أولاد تبان  المُصادفة لــيوم 16 جوان 1958من كلّ عام.
الحفل احتضنه المسبح الكبير للمركب، حيث تمّ توزيع الجوائز على الفائزين الذين استوفوا حق شروط الفوز، بالوصول إلى نِصاب النقاط المُحددّة، من خلال إجاباتهم على أسئلة متنوعة حول تاريخ المنطقة وتاريخ الجزائر، مع أسئلة أخرى حول شخصيّات ثورية وأدبية من أبناء المنطقة.
و قد عادت جائزة جبل قدّيل للجنة التحكيم، مناصفة للمتسابقتين شهرزاد مخناش وخديجة مخناش، أمّا جائزة جبل قديل الشرفية، فكانت من نصيب المتسابقة عزيزة رباحي. وجائزة جبل قدّيل البرونزيّة للمتسابق إلياس سموعي. الجوائز كانت عبارة عن هدايا مختلفة، تمثلت في رحلات عمرة ، مدفوعة كامل التكاليف، وكذا طواقم ذهبيّة وهدايا رمزيّة، ومجموعة كُتب قيمة.
كما تمّ على هامش حفل توزيع جوائز مسابقة الاستلهام، تكريم بعض الشخصيّات الثورية والأدبية من أبناء المنطقة، مع تكريم خاص لشخصية الطّبعة الثّالثة، إذ دأبت محافظة المسابقة منذ انطلاقتها العام 2016 ، على اختيار شخصيّة مُعينة لتكريمها في كلّ طبعة، واختارت هذا العام المُجاهد البروفيسور عبد الحميد شيران (1927/2015)، ليكون شخصيّة الطّبعة الثّالثة.
وجاءت فكرة التكريم المُصاحبة لكلّ طبعة، إيمانًا من محافظة الجائزة على ضرورة إحياء ذكرى بعض رموز المنطقة من ثوار و مجاهدين وشهداء،  لتكريس ثقافة التّكريم ولنبذ ثقافة النكران، لهذا ارتأت مُحافظة مسابقة الاستلهام تكريم شخصية في كلّ طبعة، ذات صيت ما يجعلها قدوة للأجيال الجديدة.
وعن سبب اختيارها لشخصية المجاهد والبروفيسور شيران، المُكنى ثوريًا باسم «سي عقبة» ، فكان تكريما وتذكيرا بدوره الّذي أدّاه في سبيل إعلاء راية الجزائر، إذ التحق بصفوف جيش التحرير الوطني عام 1956. وكان آنذاك طالبا جامعيا، تقلّد مناصب عُليا بجيش جبهة التحرير من ضابط إلى قائد قاعدة ابن مهيدي بالولاية الخامسة. وبعد الاستقلال تحصل على دكتوراه دولة في العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة السوربون بفرنسا، و كان أستاذا محاضرا بالجامعة المركزية بالجزائر، ثمّ تقلّد منصب مستشار مسجد باريس، وبعدها أصبح عميد مسجد ليون الكبير بفرنسا.
المحافظة ارتأت هذا العام تكريم شخصية أدبية، إلى جانب تكريم الشخصية الثورية، وقد اختارت لهذه الطّبعة الشاعرة فريدة بوقنة، التي تعود أصولها الأولى إلى مدينة أولاد تبان. التكريم كان مناسبة للاحتفاء بالشاعرة التي أسعدتها الالتفاتة كثيرا. الشاعرة المُكرمة، مهندسة دولة في الإعلام الآلي، تكتب الشّعر بـألوانه الثلاثة، مُتحصلة على عدة جوائز محليّة وعربية، كما أنّها شاركت في عدّة تظاهرات أدبية،  صدر لها عن دار الهدى بالجزائر، ديوان «قطوف فريدة»، وعن دار الوطن اليوم ديوان «لا خطة للهذيان» و لها تحت الطبع ثلاث مجموعات شِعرية أخرى ومشروع ترجمة. كما تمّ توزيع شهادات تكريمية على بعض الوجوه الثقافية والفنية و بعض الإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام مكتوبة ومسموعة و مرئية.
تجدر الإشارة إلى أنّ منطقة أولاد تبان، كانت قلعة للثوار والمجاهدين، ما جعل المستعمر ينتقم من أبناء المنطقة أبشع انتقام، حيث تعرضوا للقمع والتعذيب، كما تعرضوا إلى عملية ترحيل قسري عن منطقتهم وديارهم، إلى محتشد الموت ببازر سكرة ، بالقرب من مدينة العلمة، يوم 16 جوان 1958، حيث لقيّ ما يفوق 700 شخص مصرعهم، بسبب انعدام أدنى ظروف الحياة بالمحتشد، وأيضا بسبب أنواع التعذيب. وكان الترحيل القسري يدخل في سياسة عزل الشعب عن الثورة والتضييق عليها.
نوّارة لــحــرش

الرجوع إلى الأعلى