عاش مركب «سيدار الحجار» للحديد والصلب بعنابة، أزمات متتالية تحكمت فيها الإشاعة وتدخلات خارجية وداخلية، كادت أن تعصف بهذا العملاق الاقتصادي ذي البُعد الاستراتيجي والتاريخي الهام، فقد انتبه العمال ونقابتهم الجديدة وكذا الإدارة المنصّبة منذ عام و نصف، إلى أهمية الجلوس على طاولة الحوار والاحتكام للغة العقل للحفاظ على استمرارية المصنع وتحقيق استقرار تؤكد الأطراف المعنية في هذا التحقيق الذي أعدّته النصر، أنها ستقطف ثماره في المستقبل مع إطلاق المرحلة الثانية من استثمارات بقيمة 26 مليار دينار، وذلك بعد 12 سنة من الشراكة الأجنبية التي تركت مركبا ضخما عمره 55 عاما، في "وضعية كارثية" صاحبتها وتلتها صراعات نقابية ومحاولات “تشويش” تغلّب عليها العمال بالوعي و أحيانا بتقديم تنازلات للصمود في وجه محاولات اختراق اقتاتت منها “مافيا الحديد” لأعوام.
تحقيق: ياسمين بوالجدري
مركب الحجار المدشن في سبتمبر 1964، و الذي يعد أحد فروع مجمع «سيدار» و يعمل تحت وصاية مجمع «إيميتال» المستحدث سنة 2015، يتربع على مساحة 832 هكتارا تقع على بعد 12 كيلموترا من مدينة عنابة، كما أنه يشغّل اليوم 6092 عاملا، 2800 منهم وظفوا خلال الثلاث سنوات الأخيرة.
و يتوفر المركب الذي تتخطى طاقة إنتاجه 1 مليون طن سنويا، على 7 نقاط موزعة على التراب الوطني لبيع منتجاته المتمثلة في حديد التسليح و اللفائف و الصفائح المعدنية و القطاعات و الألواح و القضبان الموجهة للسوق المحلي و كذا الخارجي،  حيث يشهد الفولاذ الصلب الذي ينتجه، إقبالا محليا كبيرا، خاصة من طرف مصنعي الخزّانات و الصحون المقعرة والأجهزة الكهرومنزلية و كذا التوربينات و أنابيب الري، أما حديد الخرسانة المعروف بجودته، فيوجه بالأساس إلى شركات إنجاز السدود والجسور و الطرقات.
حروب زعامة انتهت باستعمال الأسلحة البيضاء

كل هذه المعطيات، جعلت «سيدار الحجار» الذي يعد أكبر مركب للحديد و الصلب بالجزائر و أفريقيا، يمتلك كل المؤهلات ليكون قوة اقتصادية كبرى، غير أن المؤسسة عاشت مشاكل عدة خلال فترة الشراكة مع مجمع «أرسيلور ميتال» الهندو- أوروبي والتي بدأت سنة 2001 و انتهت رسميا في 2015 باسترجاع الجزائر لكامل الأسهم، فقد برزت قضايا فساد عديدة وصلت لأروقة المحاكم و زج لأجلها العديد من الإطارات في السجن، كما لم تتحقق الاستثمارات التي كانت مرجوّة و أغلِقت المفحمة التي كانت توفر فحم “الكوك” الضروري لعملية الإنتاج.و تزامنت مع ذلك، صراعات داخل نقابة المؤسسة، فلا يكاد مكتب جديد يُنصب، حتى تظهر الانقسامات التي تتأجج مع حروب «كولسة» انخرط فيها أشخاص من خارج المركب و بعض السياسيين و وصلت إلى درجة تهديد الأمين العام السابق للنقابة و البرلماني السابق عيسى منادي الذي دخل في “صراع زعامة” مع البرلماني السابق اسماعيل قوادرية، بالانتحار حرقا سنة 2012 بعد أن فصلته الإدارة مع عدد من العمال، كما دخل الجناحان في مواجهات بالأسلحة البيضاء خلفت جرحى و امتدت تداعياتها إلى الشارع العنابي، إلى درجة أن الإدارة الأجنبية السابقة طالبت بالحماية الأمنية.
من حشد «البلطجية» إلى حادثة الاقتحام
و مع حزم الشريك الأجنبي أمتعته و مغادرته المركب قبل إتمام برنامج الاستثمار الذي رصد له 763 مليون دولار على أساس تطوير المصنع و منجمي الونزة و بوخضرة، اعتقد الجميع أن الأمور ستتحسن، لكنها ازدادت تعقيدا مع خروج مئات العمال للتقاعد المسبق، و استمرار الانشقاقات النقابية التي كانت أطراف نافذة تؤججها حسب تصريحات سابقة للنقابيين، مع ما رافق ذلك من تدهور لآلة الإنتاج و توقفات متكررة للفرن العالي الذي يعد القلب النابض للمصنع.
و قد بلغت الأزمة ذروتها سنة 2018 بعد نشر تسريبات صوتية لمكالمات هاتفية  بين رجل أعمال و برلماني سابق  و شخص  آخر، عرض عليه النائب الذي رفعت عنه الحصانة مؤخرا، حشد «بلطجية» من خارج المصنع لإجهاض احتجاج ضد ممارسات أمين النقابة السابق نور الدين العموري، لكن و بعد هذا الاعتصام الذي حضره قرابة 5 آلاف عامل و الذي وصفه متابعون بـ “الانتفاضة”، تم انتخاب مكتب جديد للنقابة بعد تجميد جميع الفروع و إعادة هيكلتها،  ليتم بعد ذلك طرد أمين عام النقابة السابق.
و عقب ذلك بأشهر، حدث اقتحام مفاجئ للمركب في أفريل 2019، ما استدعى تدخل مصالح الدرك الوطني لفتح الأبواب، حيث دخل شباب للمصنع بالقوة و أوقفوا سلسلة الانتاج للمطالبة بالتوظيف، و قد أكدت الإدارة حينها أن هؤلاء الأشخاص منحرفون كان هدفهم إثارة الفوضى مع الأشهر الأولى للحراك مستغلين الوضع السياسي الذي عاشته البلاد وقتها، و ذلك بعدما كان المركب قد أنهى سنة 2018، وتحت إدارته الجديدة برئاسة السيد معطا الله شمس الدين، بإنتاج 700 ألف طن، و هي كمية قياسية لم يصل إليها منذ سنة 2007.
أزمة خام الحديد تُحرِّك السلطات

و لم تتوقف متاعب المركب عند هذا الحد، فقد ظهرت مشاكل أخرى كانت أهمها أزمة التموين بخام الحديد من منجمي الونزة و بوخضرة الذين شهدا إضرابات عمالية رُفعت خلالها مطالب مهنية و اجتماعية، ما كان له تأثير مباشرة على سير الفرن العالي، حيث توقف لثلاث مرات خلال سنة 2019، كما برزت مشاكل في النقل و التموين بالمياه، و هي عقبات تؤكد الإدارة الحالية أنها عملت على حلها، موازاة مع استئناف خطة الاستثمار في شقها الثاني، مراهِنة في ذلك على الاستقرار الاجتماعي الذي يشهده المصنع، بعد جلوس الإدارة و النقابة على طاولة الحوار و حالة الهدوء و التعقل التي تطبع اليوم علاقتهما، و هو أمر كان قبل سنوات قليلة بمثابة حلم يصعب تحقيقه.
و قد اتخذت الدولة أمام هذا الوضع، سلسلة من الإجراءات لإنقاذ مركب الحجار، حيث ألزمت كل مؤسسات إنجاز المشاريع العمومية بتموين ورشاتها بصفة حصرية من مادة الحديد المنتجة محليا، و تجنيد كل المؤسسات لضمان التموين المنتظم لمركب الحجار، و كذا التسريع في دراسة لدى البنك الجزائري الخارجي للسماح لعملاق الحديد و الصلب بمواجهة الأعباء المالية.
«الاستقرار حلّ مكان الفوضى»
النصر تحدثت إلى عمال بالمصنع، كانوا منهمكين في عملهم وسط درجات حرارة مرتفعة، حيث عبر العديد منهم عن أملهم في أن تتحسن أوضاع المركب مع مخطط الاستثمار، خاصة بعد أن عاد الهدوء عقب عقود من الانشقاقات الداخلية التي عطلت آلة الإنتاج و كانت لها حتى تأثيرات اجتماعية على الجهة، بحكم المكانة التاريخية و الاقتصادية للمصنع، و في هذا الشأن يقول السيد صغير عز الدين و هو عضو فيدرالية المعادن و الميكانيك و الالكترونيك، «عشنا جحيما في السابق، لكن الإدارة و النقابة على وفاق اليوم، و لا توجد هناك أية فوضى بل حلّ مكانها الاستقرار”.
و يضيف عز الدين قائلا «لو حدثت فوضى بمركب الحجار، فإنها ستمتد إلى كامل سيدي عمار و حتى للبلديات الأخرى بعنابة.. نأمل أن تتحسن وضعية المصنع مع القرارات التي أعلنت عنها الدولة مؤخرا»، و يرى محدثنا أن العمال صاروا اليوم أكثر وعيا، حيث يرفضون الفوضى، بعدما ملوا، حسبه تعبيره، من الصراعات التي كان هدفها تحقيق مصالح معينة، مثلما عبّر.
«الحوار من أهم عوامل ازدهار المركب»

و استطرد محدثنا بالقول إن الحوار بين النقابة و المدير مهم لمصلحة المركب، حيث اعتبر أنه من أهم عوامل ازدهار المؤسسة التي تركها “أرسيلور ميتال» في وضعية صعبة، حيث لم يقم بالاستثمار في المرحلة السابقة و تركها، مثلما يضيف، غارقة في الديون.و عن المرحلة السابقة التي عاشها مركب الحجار علّق العامل و النقابي السيد عز الدين مسعود، “قوة الهاتف كانت أقوى من القانون.. لقد طردنا في السابق و كانت حياتنا معرضة للخطر لأننا عارضنا النقابة السابقة».و يرى محدثنا أن الاتحاد بين النقابة و المديرية أمر في صالح العمال، فقد تم، حسب تأكيده، الاتفاق على الاستقرار بعدما استعمل في السابق الحجار في الصراعات المالية و السياسية، لأن من يكسب الحجار يكسب ولاية عنابة و كامل الجهة، قبل أن يضيف في أسى «لقد أغرقوا المؤسسة و أرادوا غلقها»، ليتابع و قد علت وجهه ابتسامة تفاؤل، «رغم كل ما حصل، تنفسنا الصعداء بعد قرار تشكيل لجنة وزارية مشتركة خصيصا لمركب الحجار”.       
ي.ب

الرئيس المدير العام لمركب «سيدار الحجار» معطا الله شمس الدين للنصر
 2022 ستكون سنة التعافي و لا حواجز تفصلنا عن العمال
• استثمارات بـ 26 مليار دينار و الهنود تركوا ديونا بـ 122 مليارا
يُبدي الرئيس المدير العام لمركب سيدار الحجار، معطا الله شمس الدين، تفاؤلا بخصوص مصير عملاق الحديد والصلب، حيث يؤكد أنه سيدخل مرحلة التعافي بعد عقود من الصراعات العمالية و 12 عاما من الشراكة الأجنبية التي استهلكت 34 مليار دينار وتركت المركب في “وضعية كارثية” غارقا في ديون بقيمة 12 ألف مليار سنتيم، و يضيف معطا الله الذي أمسك زمام الإدارة منذ عام ونصف، بأن الأوضاع المالية ستتحسن تدريجيا بفضل الإصلاحات التي أدخلت على مخطط الاستثمار، والتي يؤكد في حوار للنصر، أن للشريك الاجتماعي المحتضن لأزيد من 6 آلاف عامل، دور مفصلي في إنجاحها، بفضل انتهاج أسلوب الحوار المبني على الثقة.
حاورته: ياسمين بوالجدري
يعيش مركب الحجار استقرارا تراهنون على أنه سيعطي دفعا قويا للمصنع، لكن ما التحديات الأخرى التي تواجهكم اليوم؟
بالفعل، نعتبر الاستقرار الاجتماعي دعما للمركب، والتحدي الأول هو استغلال العتاد المتوفر لضمان التزاماتنا مع الممونين و الزبائن، أما التحدي الآخر فهو إتمام مخطط الاستثمار الذي أقرته السلطات العمومية في مارس 2018، وهي أمور صعبة لكنها قابلة للتطبيق، لضمان الاستمرارية. نتوقع أن تكون الأمور أسهل ابتداء من سنة 2022، بتسويق 1.1 مليون طن وتحقيق أرباح صافية بـ 4 ملايير دينار سنويا، وخلال 2028 و 2029 ستكون لنا سيولة لتمويل استثماراتنا.
المفحمة أغلِقت لشراء «الكوك» من الخارج
لقد استطعنا بفضل تضافر الجهود، إعطاء نتائج جيدة خلال العام الماضي، حيث بلغنا إنتاجا لم نحققه منذ 2007، قدره 700 ألف طن، فأنهينا 2018 بـ 10 ملايير دينار تم صبها في خزينة المؤسسة.
نحن واثقون بأن مستقبل المركب سيكون أفضل، لكن هذا لا يعني أن الأمر بسيط، فسنوات 2019، 2020 و 2021 ستكون صعبة كثيرا في التسيير، مع إطلاق الإصلاحات التي أدخلناها على مخطط الاستثمار للشريك الهندي السابق «أرسيلور ميتال” الذي ترك المركب في وضعية كارثية.
كيف واجهتهم هذه الوضعية "الكارثية"؟
الشريك الأجنبي لم يقم باستثمارات في المناطق الاستراتيجية للمركب، على غرار الدرفلة على الساخن والبارد للمواد المسطحة ومواد حديد الخرسانة، و كذا بالمفولدات الأوكسجينية خاصة رقم 2 التي كان ينوي غلقها، و لأن المرحلة الأولى من خطة الاستثمار التي وضعها الهنود ركزت على المبولدة والفرن العالي، فقد تضاءلت إمكانية تسويق الحديد. اليوم أصبحنا ننتج حديد الزهر لكننا غير قادرين على تحويله إلى منتج نهائي موجه للبيع، لذلك فإن الاستثمار كان غير كامل.
بلغة الأرقام، ما الذي حققه مخطط الاستثمار؟
لقد وضع الشريك الأجنبي في 2013، مخططا للاستثمار بمجلس مساهمات الدولة، بقيمة 720 مليون دولار، منها 120 مليونا على عاتق «أرسيلور ميتال” ومجمع «سيدار»، و 600 مليون في شكل قرض من البنك الخارجي الجزائري وبنسبة فائدة قدرها 3.5 بالمئة، على أن يتم تسديده خلال 25 سنة، وقد ووفق حينها على المخطط كما هو، في حين أن المركب لم يكن قادرا على البيع. هل كان هذا الأمر مدبرا؟ فالشريك الأجنبي يعلم أنه وبخروجه من الجزائر، سيصبح الحجار منافسا له.
رفضنا الاستدانة من الصينيين و الروس
بالعملة المحلية، قيمة مخطط الاستثمار قدرت بـ 60 مليار دينار، استهلِكت 34 مليارا منها في مرحلته الأولى، لكن عندما أصبح المركب جزائريا 100 بالمئة، اتصلنا بالمسؤولين وقلنا للوزارة بأن هذا المخطط ليس في الطريق الصحيح، ثم قمنا بتصحيحه.
كيف ذلك؟
قررنا إنجاز وحدة إنتاج الغازات الصناعية لتحويل حديد الزهر إلى فولاذ، بعدما كانت عملية التموين بها ستُمنح لشركة «ليند غاز». سنعيد أيضا فتح المفحمة التي أغلقها الشريك الهندي سنة 2009 ثم أصبح يشتري الفحم من مصنعه ببولندا.
المركب يستهلك اليوم ما قيمته 24 مليار دينار من فحم «الكوك» الذي كانت تنتجه هذه المفحمة في السابق، وبهذا المشروع سنربح 100 مليون دولار في السنة.
هل ستسمح المفحمة بتخفيض الأسعار، خصوصا أنها غير تنافسية حاليا؟
بالطبع ستنخفض وستصبح تنافسية، إذ لا يمكن حاليا تقليص السعر وإلا سنبيع بالخسارة، ففي 2018 كنا نبيع حديد الخرسانة بـ 85 ألف دينار، و اليوم بـ 70 ألف دينار، بينما يسوقه منافسونا بـ 60 ألفا.
ما حجم المديونية التي تركها الشريك الأجنبي؟
ترك 122.4 مليار دينار ديونا مع البنك، إضافة إلى 12 مليار دينار كديون لدى الممونين، و 6 ملايير مع مجمع «سيدار»، دون احتساب ديوننا مع سونلغاز التي وصلت لحوالي مليار و 300 ألف دينار، تم تسديد حوالي 60 بالمئة منها، إضافة إلى ديون لدى مصالح المياه.
ركود السوق أدى لكساد 90 ألف طن من منتجاتنا
بسبب هذه الديون وجدنا صعوبات مع الممونين خاصة المحتكرين للمادة الأولية، لكننا استرجعنا ثقتهم في ظرف عام و نصف، حتى أن بنكا صينيا اقترح إقراضنا غير أننا فضلنا الاقتراض من بنك عمومي، كما أن أحد أكبر المجمعات الصناعية الروسية عرض إنجاز المفحمة مقابل أن يكون التمويل روسيا، لكننا رفضنا أيضا.
هنا أوضح أن الدولة لم تمسح ديون المركب، بل تمت جدولتها للتسديد خلال 25 عاما، و هو ليس قرارا اجتماعيا “سوسيال”، بل اقتصادي بحت.
ما قيمة الديون التي استطعتم تسديدها؟
خفّضنا المديونية بـ 1 مليار دينار في 2018، ونتمنى تحقيق التوازن المالي مع استرجاع الأموال التي ندين بها للمؤسسات التي نتعامل معها. نحن لا نحقق أرباحا في الوقت الراهن، غير أننا لم نلجأ للبنك العام الماضي، لكن هذه السنة سنلجأ إليه للمرة الثالثة نتيجة توقفنا لحوالي 70 يوما بسبب أزمة المادة الخام، و هي فترة كنا ملزمين خلالها بصب أجور 6092 عاملا بقيمة 380 مليون دينار، وتسديد 130 مليون دينار لصندوق الضمان الاجتماعي، و110 مليون دينار تمثل ضريبة الدخل، وذلك كل شهر.
كيف واجهتم أزمة المادة الأولية التي أحدثتها اضطرابات منجمي الونزة وبوخضرة؟
إضافة لهذه الأزمة، سجلنا تأخرا في مشاريع خط السكك الحديدية الذي تنقل عبره المادة الأولية، لذلك أبرمنا اتفاقية مع مؤسسة «أوجيترونس” للوصول إلى نقل 6700 طن يوميا للمركب، لكن الأمور لم تسر بهذه الطريقة بسبب أحداث كانت خارجة عن نطاق «أسنتياف” التي شهدت إضرابا في فيفري، وبعدها شهد المنجم إضرابا لمدة 6 أيام، للمطالبة برفع الأجور، ثم لـ 40 يوما.
هذه الاضطرابات جعلتنا نتوقف شهري مارس و أفريل، بسبب نفاد المادة الأولية من خام الحديد، وفي سبتمبر الماضي توقفنا للمرة الثالثة منذ بداية السنة وللسبب ذاته. لقد اضطررنا إلى استغلال مخزون الأمان، لأن التوقف لمدة شهر سيكون بمثابة كارثة، في حين أن المصنع يجب أن يتوفر على محزون بـ 300 ألف طن. هذا الوضع دفعنا لتوجيه عدة مراسلات للمنجم وشركة النقل بالسكك الحديدية.
لكن وزيرة الصناعة و المناجم أعلنت قبل أيام عن خطة الحكومة لضمان تزويد المركب بحوالي 7 آلاف طن من خام الحديد يوميا
أجل، فبعد هذه المراسلات، أجرينا في شهر سبتمبر اجتماعا طارئا ترأسته الوزيرة مع إطاراتها و مسؤولي شركتي النقل و كذا مع ممثل عن وزارة النقل والأشغال العمومية، وقد وضعنا هدف نقل 6700 طن يوميا من المنجمين، على متن 4 قاطرات و50 عربة، كما ترأس الوزير الأول مجلسا وزاريا مشتركا خصص لبحث الوضعية المالية لمركب الحجار ومخطط الاستثمار ومشكلة التموين بالمادة الأولية، حيث أمر بأن يكون الإنتاج المحلي و بالأخص ما ينتجه الحجار، الممون الأساسي للمشاريع الممولة من الخزينة العمومية.
لا تزال أزمة الكساد من أهم المشاكل التي تواجه المركب، فإلى أين وصل حجم السلع المخزنة دون أن تجد طريقها للتسويق؟
فعلا، نحن لا نسوق حاليا لأن هناك ركودا اقتصاديا في البلاد بسبب الوضعية السياسية، ففي مجال إنتاج الفولاذ الصلب نبقى الأوائل، وزبائننا هم مصنعو الصحون المقعرة وخزانات المياه والأجهزة الكهرومنزلية والأنابيب الخاصة بقطاع الفلاحة والري و التوربينات، لكن هؤلاء وجدوا صعوبة في التسويق نتيجة تراجع الطلب، وبالتالي تقلصت طلبياتهم وتوقفت عملية البيع، بينما نحن ملزمون بتسديد أجور العمال وشراء الفحم الحجري وخام الحديد.
مركب بلارة لا ينافسنا
حاليا، لدينا حوالي 90 ألف طن في المخازن لم نستطع بيعها. في الحالات العادية يكون حجم هذا المخزون 30 ألف طن، إذن لدينا فائض بـ 60 ألف طن بقيمة حوالي 4 ملايير دينار. هناك أيضا عامل الحروب الدولية في مجال تسويق الفولاذ الصلب، والتي خلقت لنا صعوبات في السوق الخارجية، لكن أعتقد أن الأمور ستتحسن مع استقرار الوضع السياسي وانتخاب رئيس جديد للبلاد.
هل أثر مركب بلارة للحديد
و الصلب على مصنع الحجار؟
70 بالمئة من إنتاج الحجار يتمثل في المواد المسطحة التي لا يصنعها لا مركب «توسيالي” بوهران ولا بلارة الذي ينتج حديد التسليح، أما 30 بالمئة مما ننتجه فهو عبارة عن حديد الخرسانة الذي يتميز بجودة أفضل، إذ أننا نصنعه من الفرن العالي وليس من الركام المعدني، لذلك فإن زبائننا من شركات بناء السدود والجسور و الطرق، يفضلونه.
ماذا عن برنامج التوظيف؟
وظفنا منذ 2017 حوالي 2800 عامل، ومع بناء المفحمة والقيام ببعض الاستثمارات الأخرى، سنوظف قرابة 600 عامل في أواخر سنة 2021 وبداية 2022.
سنوظف 600 عامل مع بداية 2022
شهد المركب في مارس الفارط حادثة اقتحام قيل حينها إن سببها تقديم معلومات خاطئة لشباب المنطقة حول عروض توظيف بالمصنع، هل هذا صحيح؟
لا توجد مؤسسة وظفت خلال عامين 2800 عامل، فالمصنع يشهد تشبعا من حيث مناصب العمل، لكن بعض الأشخاص استغلوا الحالة التي تمر بها البلاد، و هي حالة عامة ليست خاصة بمركب الحجار. من اقتحموا مكتب مدير نالوا جزاءهم، و لأكون صريحا، هؤلاء الأشخاص عملوا مع أذناب العصابة ولقد تابعنا النقابة السابقة قضائيا، و حكم بـ 6 أشهر حبسا ضد أحد أعضائها قبل أيام.
لقد نصبت مديرا عاما للمركب في سبتمبر 2017، ولم تكن لدي حرية التسيير بسبب شخص بمجلس الإدارة وضعه البرلماني بهاء الدين طليبة، ما جعلني احتج لدى السلطات العليا، ليتقرر تعييني رئيسا مديرا عاما في مارس 2018.
ما الذي ساعد على عودة الاستقرار الاجتماعي للمركب بعد عقود من الصراعات؟
الاستقرار بدأ منذ أن أخذ العمال القرار وغيروا نقابتهم التي فرضت بطريقة غير قانونية، حيث أجريت انتخابات في 2018 أفرزت نقابة جديدة استطعنا معها تحسين بعض ظروف العمل.
ما ساعد على الاستقرار أيضا ، هو أني بدأت العمل في المركب منذ 20 عاما كمهندس، و اشتغلت وسط العمال وشاركت معهم حتى في أشغال التنظيف، لذلك فإني أعرف كل فرد منهم جيدا، و خاصة القدامى. حتى في ساعات الفجر أتدخل بنفسي لأحل معهم المشاكل التقنية لأني أعلم أن الدعم المعنوي من طرف المسؤول مهم جدا.
لا توجد حرب مع النقابة و كلانا غلّب المصلحة العامة
هل نفهم من كلامك بأنه لا توجد أية نقاط اختلاف مع النقابة ثم كيف كان للحوار و التواصل دور في خلق هذا التوازن؟
أن تسيّر وعاءً يضم 6 آلاف موظف يعملون في مكان واحد، فهذا ليس سهلا، إذ يحدث أن يطالب عامل برفع أجر ليس من حقه، لكن النقابة تعرف عملها جيدا، حيث تتقدم إلينا ونستعرض معها القوانين لتوضحها في ما بعد للعمال، وعند طرح مشكلة قد لا تتفطن إليها الإدارة، نتحقق من الأمر ونسويها.
لا يوجد خلاف أو حرب أو نزاع على منصب أو مصلحة خاصة، بل يتم تغليب المصلحة العامة من الطرفين، حتى أن المركب لم يشهد إضرابات مع بداية الحراك كما حدث في مؤسسات أخرى. لقد أخبرتهم أن الحراك في الخارج ونحن هنا لننتج.
إضافة لذلك، فإن غالبية الإطارات الحاليين تدرجوا في المناصب ويعلمون ظروف العمل جيدا، ما خلق جوا من الألفة بين الجميع في غياب أية حواجز و بكل عفوية، حتى أننا نتقاسم الوجبات منذ سنوات وإلى يومنا هذا. الشريك الاجتماعي يعرفنا جيدا، وكلانا يعلم أن نية الآخر طيبة، وحتى لو حدث خطأ فإننا ندرك أنه في إطار عمل. نحن عائلة بكل ما للكلمة من معنى وهناك ثقة واحترام متبادلان, وهذا هو الأهم.
ي.ب

أمين الفرع النقابي لمركب «سيدار الحجار» جامعي رياض في حوار للنصر
عامل الثقة لعب دورا في الاستقرار الاجتماعي
يؤكد أمين الفرع النقابي لمركب «سيدار الحجار»، جامعي رياض، أن النقابة على وعي تام بالصعوبات التي يواجهها المصنع، لكنها تسعى، مثلما يضيف للنصر، إلى الخروج من الوضعية السيئة بالجلوس على طاولة الحوار و صدّ “التدخلات الخارجية” التي أثرت في السابق على استقرار المركب، كما يعتبر جامعي
المنتخب منذ حوالي سنة، أن ما تعيشه المؤسسة من تحديات يحتّم على الجميع العمل يدا بيد لتجاوز الأزمة الراهنة، حيث يأمل أن تعرف انفراجا مع إتمام المرحلة الثانية من خطة الاستثمار.

عاش مركب الحجار سنوات من الصراعات النقابية، غير أنه يشهد منذ قرابة سنة استقرارا يكاد يكون غير مسبوق، إلى ما ترجعونه؟
هذا الاستقرار أتى بعدما حدثت ثورة عمالية تلقائية في مركب الحجار لتصحيح الأوضاع، و العام و الخاص يعلم ما الذي حصل بالمؤسسة خلال الثلاث سنوات الماضية. لقد تولّد وعي لدى العمال حيث انتخبوا نقابة جديدة من القاعدة و وضعوا فيها الثقة.
العمال ثاروا ضد النقابة السابقة
حقيقة كانت هناك اختلافات في البداية مع الإدارة و الأمور لم تكن واضحة، لأن 80 بالمئة من أعضاء النقابة جدد، و قد كان تخوف الإدارة الأكبر هو عودة الصراعات السابقة ما خلق نوعا من نقص الثقة. بقينا على هذه الحال لبضعة أشهر إلى أن كسبنا ثقة بعضنا البعض، زيادة على أن وضعية المصنع تحتّم علينا أن نضع اليد في اليد و أن نعمل سويا، و عندما يحدث اختلاف، يبقى في الداخل و لا يتعدى أسوار المؤسسة. لقد شهد المركب في السابق تدخلات خارجية متواصلة.
الآن كل الإطارات بالمركب جزائريون و هذا مكسب و أمر مفرح، لأني كنت في فترة ما رئيسا للجنة المشاركة خلال سنوات تسيير الشريك الأجنبي.
التدخلات الخارجية و ما صاحبها من خلافات داخلية، حوّلت الشارع أيضا إلى حلبة صراع، فرأينا اعتداءات
و احتجاجات خارج أسوار المركب، كيف تعاملتم كعمال حيال هذا الوضع؟
لقد كان رجل أعمال و برلماني سابق أحد الفاعلين في هذه الوضعية، و ذلك من موقعه خارج المركب.. طليبة استعمل وقتها شبابا من خارج المصنع و حدث تحريض، حيث أرادوا غلق بوابة المركب و القيام بأمور أخرى، لكن العمال لم يشاركوهم في ذلك و لم يكونوا لا مع  رجل الأعمال و لا مع الأمين العام السابق الذي تم طرده من المركب مع عضو سابق بمكتب النقابة.
المركب شهد تدخلات خارجية متواصلة
يرى البعض أن المركب ضيّع 12 سنة في الشراكة مع “أرسيلور ميتال”. هل تتفق معهم؟
في ذلك الوقت كان إدخال الشريك الأجنبي قرارا اتخذته الدولة، و سواء ضيعنا أو لم نضيع، فإن ما أفتخر به اليوم هو أن جميع الإطارات المسيرة اليوم، جزائرية، كما أن نظرة المسيرين و حتى النقابة و لجنة المشاركة، للأمور، تغيرت.
علاقتي كأمين عام للنقابة مع الرئيس المدير العام ليست «سمن  على عسل”، إذ أننا نختلف، لكن هدفنا في الأخير يبقى المصنع و العامل فهناك تعايش بيننا. لدينا اليوم 15 فرعا بالمركب و لكل فرع أمين عام و مسؤول تنظيم، وكل شيء مهيكل و منظم.
كيف تسير الأمور عندما تُعرَض عليكم مشاكل من طرف العمال؟  
يقوم النقابي أمين عام الفرع بمقابلة مدير الفرع كل شهر لحل مشاكل العمال وفق ما يسمح به القانون، فيما تصل مشاكل أخرى إلى الأمانة على مستواي لنعرضها على الأشخاص المؤهلين في الإدارة لتسويتها. عموما نحل المشاكل بصفة مباشرة بالحديث إلى الرئيس المدير العام، حيث يستقبلنا و نعالج الأمور المطروحة.
تسيير الحجار بإطارات جزائرية مكسب لنا
كيف يكون أسلوب الحوار؟
من المؤكد أن الاختلافات تحدث أثناء الحوار، و سأكذب عليك إن قلت عكس ذلك، لكن كلاّ من الإدارة و النقابة تدافعان عن المصنع و العامل معا، و النقابي لا يمكنه أن ينجح إذا كان يعتقد أن وظيفته حمل العصا و الشجار مع المدير طيلة اليوم، فمهمة الرئيس المدير العام هي إنجاح المصنع كي يستفيد العامل، و حتى لو اختلفنا فإن هدفنا واحد و عامل الثقة لعب دورا في ذلك.
مؤكد أن الاستقرار لن يكون سهلا، لكن السبعة أشهر الأولى التي أمضيناها مع الإدارة، جعلتنا نعرف بعضنا جيدا، غير أن هناك خطوطا حمراء.
ما هي هذه الخطوط الحمراء؟
بالنسبة لي، العامل خطر أحمر.
هناك عمال ما زالوا يطالبون بالتثبيت، ما موقفكم من هذا المطلب؟
مطالب التثبيت و ما أعقبها من احتجاج، وصلت لا إراديا إلى الوصاية في العاصمة، و ذلك في بداية عهدتنا، في حين أنني أنا و الرئيس المدير العام أبناء المصنع، و لو بقيت الأمور بيننا لكان حلها أسهل.. التثبيت يتطلب أموالا و حتى حالة المصنع في الوقت الراهن، لا تسمح بإدماج 1800 عامل.
عشنا ضغطا خلال الأشهر الأولى للحراك
هل تتعامل معكم الإدارة بشفافية؟
هناك أمور تطلعنا عليها الإدارة و أخرى تتحفظ عليها لكني أبلغ بها بطريقة غير رسمية حتى لو أن لها الحق في عدم إعلامي بها. عندما لا تلتفت لا الإدارة و لا النقابة للخارج، و نكون يدا واحدة بالمفهوم الإيجابي، تكون الأمور واضحة و هذا ما نعيشه اليوم.
مع بدء الحراك عرفت عدة مؤسسات إضرابات عمالية و اضطرابات، و توقع كثيرون أن يشهد مركب الحجار أوضاعا مماثلة، لكن ذلك لم يحصل. ما السبب؟
لأننا لم نكن شعبويين، فالمصنع عمره قرابة 60 سنة، و قد قلنا للعمال إن من يريد القيام بالحراك فإنه يمكنه فعل ذلك أيام الجمعة، أما داخل المصنع فنحن نعمل و ننتج و نتقاضى رواتبنا. لقد شهدنا فترة صعبة من الضغط دامت لحوالي شهرين منذ انطلاق الحراك، و كيلت لنا الاتهامات بموقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك”.
كيف تساهم النقابة في الخروج من الوضعية المالية الصعبة التي يعيشها مركب الحجار؟
بالنظر لهذه الوضعية الصعبة، وجهت تعليمات للزملاء النقابيين بالنزول إلى الميدان لتقديم توضيحات للعمال بأننا نمر بصعوبات مالية، فالمركب اليوم ينتج و لا يبيع و المنتجات مكدسة في المخازن.
شهد الفرن العالي الذي يعتبر القلب النابض للمصنع، عدة توقفات منذ بداية السنة، ما مدى تأثير هذه التوقفات على نفسية العمال؟
الفرن العالي هو رمز المصنع، و توقفه لساعة فقط يحدث استنفارا، حتى أن أول ما يراقبه العامل منا عند خروجه من منزله هو عمود الدخان المنبعث من الفرن، ليطمئن إن كان يشتغل أم لا. التوقفات المتكررة تضر بسلامة الفرن الذي تتطلب عملية إعادة تشغيله و صيانته جهدا كبيرا، و مرات يستدعي الأمر أسبوعا كاملا و ساعات متواصلة من العمل.
ننتظر نتائج ملموسة من الحكومة
هل أنت متفائل بشأن مستقبل المركب؟
يجب أن يكون التفاؤل موجودا، و المرحلة الثانية من مخطط الاستثمار هي أملنا اليوم للخروج من الوضعية السيئة التي يعيشها المصنع.. لقد سمعنا بمساعي الحكومة لإنقاذ المركب، لكن ما ننتظره هو نتائج ملموسة.      
 ي.ب

المكلف بالإعلام بنقابة مركب الحجار جوادي محمد
الاتصال قلبنا النابض و الاستقرار جاء بفضل شرعية النقابة
يوضح المكلف بالاتصال و الإعلام بمكتب نقابة مركب سيدار الحجار للحديد و الصلب، جوادي محمد، أن انتخاب أعضاء النقابة الجدد بطريقة شرعية، كان له دور أساسي في الحفاظ على الاستقرار الذي تنعم به المؤسسة اليوم، مؤكدا أن الاتصال يعدّ القلب النابض للمكتب، مقابل حرص الإدارة على تقديم المعلومات «بشفافية».
و يضيف جوادي أن للنقابيين هدف واحد هو المركب و العامل، ما يجعلهم في غنى عن الإشاعات التي تتم مواجهتها، مثلما يتابع، في الميدان بالنزول إلى الوحدات و القيام بالتحسيس من خلال إيصال المعلومة للعمال حول الوضعية التي يعيشها المصنع، لأن الهدف الأسمى هو «الاستقرار».
و قد فتحت نقابة مركب سيدار الحجار، صفحة رسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، يقول جوادي إنها تنشر ما أمكن من مستجدات لها أهمية في الحفاظ على الاستقرار، و يضيف النقابي أنه و انطلاقا من منصبه، فهو مكلف بالاتصال مع جميع الجهات من داخل و خارج المؤسسة، معتبرا أن عمله يشكل القلب النابض للمكتب النقابي، من خلال تقديم المعلومة الصحيحة عبر مختلف الوسائل الممكنة.
و تابع جوادي قائلا “الجيد في هذه النقابة أنها شرعية بنسبة 100 بالمئة، كما أن أعضاءها متحدون انطلاقا من شعار الاتحاد العام للعمال الجزائريين، و حتى الاجتماعات مع الإدارة يحضرها الجميع». محدثنا أضاف أن الإدارة تحرص على تقديم المعلومات بشفافية، لأن القيام بعكس ذلك ستكون له نتائج سلبية على الجميع، كما يؤكد للنصر.
 ياسمين.ب

أمين الفرع النقابي بوحدة الدرفلة على البارد مزيان عادل
واجهنــــا الإشاعـــة بالحـــوار و تقديم المعلومــة الصحيحة للعمـــال
يرى أمين الفرع النقابي بوحدة الدرفلة على البارد بمركب سيدار الحجار للحديد و الصلب، مزيان عادل، أن الحوار المباشر و تقديم المعلومات الصحيحة للعمال، جعلا النقابة قادرة على ضمان الاستقرار داخل المؤسسة و مواجهة الإشاعات، مؤكدا أن اهتمام العاملين صار منصبا اليوم على إنجاح برنامج الاستثمار و التجديد، بعدما تلاشى كابوس التسريح الذي كان يخيم على المؤسسة قبل 3 سنوات.
و اعترف مزيان أن الفترة التي يمر بها المركب صعبة على العمال، و بالأخص على النقابيين، الذين تركزت انشغالاتهم في الفترة الماضية، على إيصال فكرة مفادها أن المصنع يشهد حاليا مرحلة الاستثمار، التي يجب، مثلما يتابع، أن يتجند لها الجميع من عمال و نقابيين لـ “عدم ترك المصنع ينهار”.
و بالمقابل يطالب عمال برفع الأجور فالرواتب التي يتقاضاها العديد منهم، يضيف النقابي، لا تكفي لقضاء حاجياتهم طيلة الشهر، ليعلق قائلا «كشريك اجتماعي نحرص على تحسين ظروف العمل و توفير جو آمن و كذلك أقصى ما لدينا.. نعم هناك نقائص لكننا نجتهد لإصلاحها”.
و يقول النقابي إن هيئته تعتمد أسلوب الحوار و التواصل المباشر مع العمال، و يتم ذلك، مثلما يتابع، على مراحل أولاها الاستماع للانشغالات المرفوعة في كل وحدة وعلى الميدان، لتتم معالجة ما يمكن معالجته خلال اجتماعات شهرية، و أحيانا لأكثر من مرة في الشهر إذا كانت هناك حالات استثنائية و خطيرة، حيث ينزل المسيرون رفقة النقابة إلى الميدان لحلها.
وفي حال كانت المشاكل أكبر، فإنها تصل إلى مكتب أمين النقابة عبر تقارير تُرفع إليه، لتحول للرئيس المدير العام، وهنا ذكر مزيان “في السابق كانت الانشغالات تصل و أحيانا لا، بحكم أن الأوضاع لم تكن مستقرة”، مضيفا أن فترة التجديد الحالية جعلت اهتمامات العمال تنصب على مشروع الاستثمار وعلى أمل تجديد العتاد، وهو أمل لم يكن موجودا قبل سنتين، فقد كان كل الحديث عن إمكانية التسريح مثلما حدث سنة 1997، يؤكد السيد مزيان، الذي أشار في الأخير إلى أن البعض أرادوا “الاصطياد في المياه العكرة بترويج الإشاعات”، وهي إشاعات قال إن النقابة تواجهها «بالصدق» وبانتهاج أسلوب الحوار لمنع التشويش على الجو العام للمركب.                         
ياسمين.ب

 

الرجوع إلى الأعلى